الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة والعقاب - 2

حازم السيد رويحة
كاتب وباحث

(Hazem Rwiha)

2021 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الله سبحانه وتعالى:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)} [المائدة 5 : 27-32]

تبين الآيات أن ابني ءادم قدما كلا منهما قربانا إلى الله فتقبل الله قربان ابن ءادم الراعي ولم يتقبل قربان أخيه المزارع فغضب ابن ءادم المزارع وقتل أخيه متعمدا ولم يندم على قتل أخيه، ولم يشعر بالذنب من بعد أن قتل أخيه متعمدا ولكنه شعر بالذنب أنه عجز أن يكون مثل الغراب الذي علمه كيف يواري سوءة أخيه المقتول الملقى على الأرض.

الأخ القاتل لم يندم على جريمة قتل أخيه متعمدا ولكنه ندم على عجزه أن يواري سوءة أخيه.

من أجل ذلك كتب الله على بني إسراءيل أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.

لكي لا يأتي من بعد ذلك من يساوي بين القتل المتعمد والقتل الخطأ، ويدعي على غير الحق أن في القتل المتعمد دية لأهل القتيل وبذلك يتم العفو عن القاتل المتعمد، فقد كتب الله عليهم من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا وبذلك لن يقدر على دفع دية قتيل بريء تساوي ديته دية الناس جميعا، يعني لو دية القتيل خطأ الف دينار ذهب فتكون ديته كدية الناس جميعا ألاف ألاف قناطير الذهب، وكتب الله عليهم أنه من أحيا نفسا بريئة وأغاثها من أن تقتل ظلما فكأنما أخذ ثواب عظيم في إنقاذ وإغاثة الإنسانية كلهم جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج