الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخوان المسلمين و حرب لبنان في ميزان الربح و الخسارة

حمدي شريف

2006 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مع دخول العدوان الإسرائيلي أسبوعه الرابع على لبنان قلبت كل التوقعات فقد بات من الواضح أن ما يجري في جنوب البنان ليس سوى حرب حقيقية مخطط لها مسبقاً من طرفيها فاستمرارها بهذه الوحشية و العنف الإسرائيلي و ثبات حزب الله بهذا العنفوان و القوة يدل على أن كلا الطرفين كان يعد للحرب العدة و بالتالي فإن لبنان و المنطقة بعد الحرب سيختلف كثيراً عما كان عليه قبل الحرب بغض النظر عن نتيجتها سواءً خرج حزب الله منتصر أو منهزم أي أن هذه الحرب لم تكن سوى حلقة جديدة من حلقات الشرق الأوسط الجديد و التي كالعادة على إيران أن تبدأها و على الولايات المتحدة أن تنهيها و هنا سندرس موقف حركة الأخوان المسلمين من هذه الحرب لما لهذه الحركة من دور مهم في المنطقة العربية و هي من أولى الحركات التي أعلنت دعمها الكامل لحزب الله و استنفرت كوادرها لدعمه بشتى السبل و إن هذا الموقف له عدة أبعاد أهمها :
1ً- على الصعيد الداخلي : إن موقف جماعة الأخوان المسلمين كان مختلف عن الموقف الرسمي لدولهم و لقد أراد الأخوان استغلال التأييد الشعبي لحزب الله و تسخيره لمصلحتهم ضد أنظمتهم و كان موقفهم هذا من الناحية السياسية على خطأ حيث أن معركة الداخل محسومة لهم سواءً أيدوا حزب الله أو لم يؤيدوه لكن المعركة الأهم و الأقوى و التي كان على الحركة خوضها لو كانت تفهم السياسة هي المعركة الخارجية لكي تطلق رصاصة الرحمة على هذه الأنظمة لأن الغرب كان بحاجة إلى غطاء شعبي عربي له في هذه المعركة و بالمقابل كان على استعداد لكي يقدم كل شيء في مقابل تحقيق طلبه و لقد خسر الأخوان هذه الفرصة أما على صعيد العلاقات الداخلية فيما بين الأخوان و الأنظمة فهي ستشهد فترة حرجة و متوترة جداً بعد الحرب حيث أن النظام المصري سينتقل من المواجهة غير المباشرة مع الأخوان إلى المواجهة المباشرة و لن يقف الأخوان مكتوفي الأيدي في هذه المواجهة بل سيواجهون النظام بدعم و تحريض من إيران و ستدخل مصر في مرحلة الفوضى و الفعل و رد الفعل و لن يكون الوضع في الأردن أفضل بل سيكون السيناريو أفظع و ذلك بسبب طبيعة المجتمع الأردني و قربه من العراق و فلسطين و أما في سوريا فلن يسمح لهم النظام بتشكيل حزب علني أو سري بعد خروج نظامها منتصر في هذه المعركة و سيزداد قمعه لشعبها مما سيدفع شبابها المتحمس للانخراط في الحركات المتشددة هذا بالإضافة إلى أن إيران لن تترك سوريا وشأنها بل ستنتقل من مرحلة الحكم غير المباشر لسوريا إلى مرحلة الحكم المباشر لها مستغلة التأييد الشعبي الكبير لنصر الله وبسبب تضاعف أعداد الشيعة و نفوذهم داخل سوريا وبسبب محاصرتهم للشام من العراق ولبنان و بالتالي ستدخل سوريا أيضاً في مرحلة الفوضى أما السعودية فلن تقف مكتوفة الأيدي في هذه المواجهة مع الأخوان و خاصة بعد ازدياد مهاجمة أعضاء حزب الله لنظامها و بسبب ازدياد سيطرة و نفوز الشيعة في العراق و الذين لا يخفى على أحد العداء التاريخي بينهم و بين آل سعود لذلك ستقوم بالضغط على عشرات الآلاف من المهجرين و رجال الأعمال الأخوان لديها و سيكونوا ضحية هذا المواقف الحكيم لقيادة الحركة الواعية و التي عودتهم و عودتنا على ذلك.
2ً-على الصعيد الدولي : سينتقل المجتمع الدولي من مرحلة مهادنة و مسايرة الأخوان إلى مرحلة مواجهتهم و ذلك بعد أن فقد الأمل من ترويض هذه الحركة أو من أمكانية التعايش معها و بالتالي سيتغاضى أولاً عن ما سيجري من فظائع داخل الوطن العربي ضد الأخوان أما ثانياً فسيدفع الثمن عشرات الآلاف من المهجرين القسر يين العرب و المسلمين و الذين يعيشون في الغرب ممن هم محسوبين على الأخوان و بالتالي سيكون الأخوان قد حققوا ثاني انتصاراتهم من موقفهم هذا .
3ً-على صعيد العلاقة مع المثقفين العرب : إن حركة الأخوان المسلمين بموقفها المؤيد لحزب الله الراديكالي له أبعاد خطيرة أثارت مخاوف المثقفين العرب حيث لا يخفى على أحد أن حزب الله في لبنان ليس من القوى المؤيدة للديمقراطية و يزيد على ذلك كونه امتداد لأنظمة أقل ما يقال عنها أنها طائفية و ديكتاتورية و لا تؤمن لا بالديمقراطية و لا بالتعددية ولا بحرية العقائد الدينية و إن تحالف الأخوان مع قوى لا تؤمن إلا بالعنف و الطائفية و الديكتاتورية رغم كل المبررات و التي قد يقدمها الأخوان أو لا يقدموها سيترتب عليه مضاعفات أقلها أن يتخذ المثقفون العرب المرتبطون بالغرب هذا الموقف ذريعة لاستمرار بتهجمهم و عدائهم للإخوان أما مثقفو العرب الشرفاء فسيفكرون ألف مرة في المستقبل قبل قبولهم بالتحالف أو التعاون أو الدفاع عن الأخوان و بذلك يكون الأخوان قد خسروا وحدتهم الاجتماعية و التي حققوها أخيراً في أوطانهم .
4ً-على صعيد الدين الإسلامي و العقيدة : فلا يخفى على أحد المرجعية الإسلامية التي يتنادى بها الأخوان و التي قدموا في سبيلها الشهداء و التضحيات و نحن كما نعرف في الدين الإسلامي يحشر المرء مع من أحب و لا أحد يشك بمحبة الأخوان للرسول الله محمد (ص) فلذلك من المنطقي أن يحشروا معه ألم يسألوا أنفسهم ماذا سيقولون لصحابة رسول الله أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم ألم يسألوا أنفسهم ماذا سيقولون لأم المؤمنين عائشة (ر) أم أنهم سيحشرون مع آيات الله الخميني و خامنئي و الصدر و الحكيم و نصر الله و بذلك لم يحتاجوا أن يقولوا أي شيء لا للرسول ولا لصحبه و بالتالي يكونوا قد خسروا بموقفهم هذا الدنيا و الآخرة و ما أظنهم يسعون لذلك .
و مما سبق نستنتج أن الأخوان المسلمين بموقفهم هذا المخالف لشرع و السياسة يكونوا قد خسروا كل شيء ولكن ربحوا محبة خامنئي و بوش بما يمثلانه من تحالف للقوى المحافظين الجدد في أمريكا و للصفويين الجدد في إيران و الذين يسعون إلى إعادة بناء العالم بما يتناسب مع مصالحهم عن طريق نشر سياسة الفوضى الخلاقة كما يقولون ومن يظن أن أمريكا و إيران على عداء فهو قصير نظر و ها هي الأحداث تثبت ذلك ابتداءً من هزارا أفغانستان و فيلق بدر و سيستاني العراق و ليس انتهاءً بحزب الله و حسنه في لبنان و كان الله في عون العرب و المسلمين في مجابهة أخطار الشرق و الغرب و الداخل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد خاصة للعربية من أجواء سوق الحميدية والجامع الأموي


.. المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا




.. عبد الجواد الرشد يدخل إلى ساحة الجامع الأموي في المدينة القد


.. كاميرا العربية ترصد أعمال إزالة القمامة من أمام بوابة الجامع




.. مشاهد جوية خاصة لـ-العربية- من المسجد الأموي وسوق الحميدية ف