الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية السايكوباثية.. والسلوك الإنساني

حيدر ماضي
صحفي، وروائي

(Hadier Madi)

2021 / 6 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعيش الأنسان طوال حياته محاطا بالبشر من حوله ( أسرته ، أصدقاءه ، مجتمعه ) ، هذه العلاقة التي يحتاجها الأنسان وفقا لفطرته البشرية منذ ان خلق الله الكون للتعايش والتواصل مع الاخرين من اقرانه في الخلق.

مايميز كل شخص عن الاخر , هو الشخصية التي يكتسبها من البيئة التي يعيش بها ، وهذه الشخصية تتغير تبعا للمؤثرات الخارجية التي تعمل على انحارف انماط السلوك الانساني ، او تصحيح المسار الاخلاقي نتيجة لفعل متقصد اوغيرمتقصد ، وبالتالي يكون تأثيرها ليس على الفرد نفسه بل على مفاصل المجتمع التي تختلف فيه الشخصيات والعادات والديانات والتوجهات .

إننا نعيش في بيئة مليئة بالمؤثرات السلبية والضغوطات النفسية والعقد المجتمعية التي جعلت الفرد العراقي ذو شخصة سايكوباثية وفقا لما تعرضنا له من حروب وازمات متتالية منذ الطفولة والى يومنا هذا ، السايكوباثية بأختصار شديد هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات السيئة ، أهمها سلوك المنحرف ضد المجتمع، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالبا ما يقود إلى سلوك إجرامي.

ويرجح المختصين في علم النفس الإنساني ، هذا الاضطراب الى سببين ، الأول البيئة التي لايجد فيها الانسان حقوقه ، مع عدم الانصاف او الفارق الطبقي بين البشر التي تتسبب في خلق الفوضى الداخلية للفرد ، التي تجعل منه انسانا اخر في السلوك ، والسبب الثاني ما تعرض له في طفولته من ايذاء جسدي وعنف لفضي ، وتهميش ، لكنها تتشابه في نتيجة واحدة وهي " انعدام الضمير " .

وتكمن خطورة هذه الشخصية في كونها قادرة على كسب ود الاخرين بسهولة ومن ثمّ توظف تلك الثقة من أجل تحقيق مصالحها الخاصة ، لانها لا تظهر حقيقتها من أول مرة، إلا بعد أن تؤسس لعلاقة وطيدة مع الاخر .

ووفقا للمعطيات الصحية فأنه يمكن أن تعد السايكوباثية مرضا قابل للعلاج ، كما أن أغلبية الاشخاص لا يطلبون المساعدة النفسية إلا بأمر قضائي ، كما أن البعض الآخر يرى إن من الخطأ أن نبرر السلوك المنحرف بحق الاخرين تحت ذريعه المرض ، بعدما أثبتت الدراسات أن الوراثة تلعب دوراً في أنماط السلوك الإنساني .

وفي حقيقة الأمر إننا نعاني جميعنا من اضطراب الشخصية هذا، بعدما تعرضنا له من عنف واستبداد وضياع للحقوق وانعدام الثقة بالاخر واسباب كثيرة جعلتنا نفكر بذواتنا لكسب القضايا لصالحنا من دون التفكير بمن يحيطون بنا ، وهنا لا اجد قولا اقرب من الواقع سوى ان سلوكنا هو نتيجة للبيئة التي نعيش بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قناة ما وراء الستار
ماجدة منصور ( 2021 / 6 / 3 - 03:35 )
إدخل على اليوتيوب و فتش عن قناة إسمها ما وراء الستار في متخصصة بالحديث عن السايكوبات لا تتأخر أبدا. بمراجعة هذه القناة الهامة
شكرا

اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا