الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلاة والدعاء إهانة لله !!

اسكندر أمبروز

2021 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أكثر ما يميز الأديان البشرية المختلفة هي مهزلة ما يسمى "بالصلاة" أو كما أحب تسميتها "الهلوسة" فهي أشبه بالحديث الفارغ بين طفل صغير وصديقه الخيالي الذي تخيله من وحي أحلامه وبرائة طفولته.
ولكن بغض الطرف عن هذا السبب الذي يضع بهائم الصحراء وغيرهم من المؤمنين في خانة المرضى النفسيين والمعاقين عقلياً , فإن فعل الصلاة والدعاء بذاته يجسّد قمّة اللامنطق التي اتسمت بها الأديان عامّةً.
فهي أي الأديان , وتحديداً أديان اله الدم الثلاثة , تؤمن بما يسمى بالخطّة الإلهية أو القضاء والقدر , فإن الدعاء والصلاة لا معنى لها أصلاً فكل شيء محسوم تماماً فيما يسمى بالقضاء والقدر , فإن صلّيت أو دعوت الهك فأنت تقوم بهذا بإرادته هو , التي رسم بها حياتك منذ "بدء الخليقة".

وإن تغيرت خطّة الله بسبب دعاء أحدهم , فإن هذا ينسف مطلقية القضاء والقدر وبالتالي ينسف فكرة مطلقيّة العلم الإلهي , فهو في هذه الحالة غيّر خطّته التي كانت من المفترض أن تكون كاملة وكلّية الحكمة , (فهو نفسه كامل ومطلق الحكمة , بحسب الادعاء الديني) وبدّلها بحسب ارادة بشرية وكخضوع لمتغيرات معينة , لتصبح خطّة مختلفة أفضل من الخطّة الأصلية التي وضعها , وهذا يعني أنه ليس كلّي العلم والحكمة كونه وضع خطّة ناقصة من البداية ولاحظ أنها ناقصة ومن ثم عدّل عليها...

وأيضاً لو غيّر الخطّة الأصلية لخطّة أُخرى بنائاً على دعاء أحدهم , ولكن كلتا الخطّتين متساويتين في الحكمة , فهذا يدخله خانة العبثية والتسلّي , فلو تساوى السيناريوهان من ناحية الحكمة (الأساسي والجديد) فلماذا غيّر السيناريو أساساً ؟؟
ولو وضع خطّة أسوأ من التي وضعها مسبقاً فهذا ينسف عنه صفة الحكمة أيضاً فكيف لإله حكيم أن يستبدل خطّةً كاملة الحكمة بخطّة ناقصة أو أقل حكمةً من الخطّة الأصلية , وهو هنا أيضاً غيّر رأيه ولكن للأسوأ فيما يلصق به ثوب العبثية والهبل وهذا ما يجعله في كلتا الحالتين من التغيير (للأسوأ أو للأفضل) خاضع للمتغيرات وغير مستقل بذاته عن مجريات الحياة وهذا ينسف عنه صفة الألوهيّة تماماً.

ولو قلنا أنّه قدّر لتغيير القضاء والقدر أساساً بنائاً على دعاء شخص ما , فهذا يعيدنا للنقطة الأساسية وهي أن الدعاء والصلاة وكل شيء يقوم به أي انسان هو تحصيل حاصل , وهذا ما يجعل البشرية كلها مجرّد دمى على مسرح يتلاعب بها هذا الدكتاتور المريض نفسياً المسمى بالله , وهو ما يسقط عنه صفة العدل , ويلبسه ثوب الفصام والشيزوفرينيا , حيث أنه لن يحق له أو لغيره أن يحكم على أحد ما , فالجميع سائر بحسب خطّته وقضائه وقدره.

والآن وبنائاً على هذا الأمر دعونا نعود للنقطة الأساسية لهذا المنشور , فلو جزمنا بأن القضاء والقدر مطلق , (وهو كذلك بحسب النصوص الدينية) فالدعوة أو الصلاة لهذا الإله تصبح بمثابة اعتراض على ما كتبه الإله في قضائه وقدره وخطّته الكاملة , فهو الذي اختار وقدّر كل شيء لكل شخص , فلو قام بتقدير إصابة أحد ما بمرض مزمن , مقدّراً له أنه سيموت بهذا المرض , فإن دعوة الشخص الذي يدعو ويصلي ليل نهار لزوال المرض عنه , ستمثّل أكثر صور الاعتراض والسخط على ما اختاره هذا الإله أساساً !!

وهي (أي الصلاة أو الدعاء) , عمليّة ابداء رأي يخالف رأي الإله , والقول بطريقة معينة أن خطّتك يا جيسوس أو الله أو زفت الطين , ليست بالكاملة ولا تنفع , وأتمنى أن تغيرها وتشفيني من هذا المرض المزمن وتجعلني مليونيراً , كون هذا ما أراه الأفضل لي , وهو أفضل بكثير مما قررته أنت.

وهنا يتبيّن لنا قمّة الفصام , فالمؤمنون يدّعون الرضى بالخطّة الإلهية , ولا اعتراض على قضاء وقدر هذا الدكتاتور المعتوه , ومن ثم يقومون الليل والنهار ويضيعون أوقاتهم في هلاوس لا قيمة لها لتغيير القضاء والقدر الذي قد أعلنوا الرضى عنه قبل دقيقتين !!!!!!!!!

لا حول ولا قوّة إلّا بالعقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah