الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميعهم الرسول محمد

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 6 / 5
المجتمع المدني


لا أتحدّث عن الدّين ، فموضوع العبادة حرية شخصية ، قد يبتكر الإنسان بشكل فردي إلهاً على مقاسه. أسرّت لي إحدى صديقاتي ، وكان لديها ببغاء: -حيث كان هذا في سبعينيات القرن الماضي ، كان النّاس يهتمون بأشياء غير السياسة-أنها تؤمن أن ذلك الببغاء هو من يرسم لها حياتها، وهي قبل أن تفعل أي شيء في الصّباح تذهب إليه، وتطلب بركاته:قل أنك باركتني. باركتك ، فيقول . اعتبرته الملهم، و الرسول ، وربما الإله .
في كلّ دول العالم القديم و الحديث هناك ثقافة ما تسيطر على المجتمع ، و تلك الثقافة هي ثقافة السّلطة تتبناها النّخب الأدبية، و الفنيّة، و الفلسفية ، و يؤمن بها حتى المظلومين، فقط أصحابها لا يؤمنون بها. تخطو النّخب خطواتها داخل تلك السلطة، ثم يبدع أفرادها على المجال الفردي ، فيتخطون حدودها، ويرسمون طموحات جديدة قد تكون مشابهة للثورة على الموجود. لا نختلف -نحن العرب -عن أولئك من حيث المبدأ سوى بأمر بسيط هو : " التكفير" .
هل التّكفير دينياً فقط ؟
أبداً هو ترسيخ لتقديس الهراء ، كأنّه حقيقة .
هناك باحث أسترالي ، قارن بين القرآن ، و قال أنّه مأخوذ عن الآرامية ، كما أتى على تفسير بعض الكلمات كالحور العين وهي لا تعني النساء طبعاً ، و تحدث أن أهل قريش حيث كانوا يهتمون برعي المواشي ، وكان من يفعل ذلك يسمى قرشياً ، أو قرجياً وفق اللفة الآرامية على حدّ تعبيره ، وهنا لا نروج لاأفكاره، ولا نعرف مدى صحتها ، لكن أحد المهتمين بالموضوع عرض الفيديو الذي يتحدث فيه الرجل عن الموضوع على أصدقائه ، وكان مصيره -المهتم- تكسير كمبيوتره، وضربه على رأسه لأنّه يسيء للإسلام. اعتبروا قرارهم هو مهمّ لأنّ الرّب قد لا يعرف استخدام القرار الصائب!
كتبت عن الأشياء التي لا تعنينا ، أو ربما لا تعنيني ، وما يعنيني هو مرحلة القضايا العربية ، و أربابها ، فليس الحكّام وحدهم من يحملون الوزر فيما نحن عليه ، لكنّنا نحن مشاركون لأننا تبنينا أفكارهم بينما نتهمّم بالظّلم . الأدب و الفلسفة و الفنّ لها أرباب ، لو تجاوزنا عليهم لكسروا لنا أيدينا ، إنّه التكفير .
أمثلة كثيرة تبدأ بنجيب محفوظ ، وتنتهي بنزار ، وفيروز ، ومحمود درويش ، وعدّ ماشئت من " الأشخاص" الذين جعلناهم رموزاً محليّة، و نقول أنهم عالميون . لا يمكن أن تتحدث عن هؤلاء ، فهم قرشيون يعادلون النبي. هكذا خلّدهم الوعي الجمعي حيث أنشد نا بعض أناشيدهم اسخيفة بينما يلوّحون لنا ، ويحصون أعداد المؤمنين بهم. ، ولا زالنا نستعمل تلك الأناشيد كأذكار الصباح مع فنجان القهوة. سيطر علينا تقديسهم، خخشى وعينا أن نغادرهم . ماذا لو كانوا أنبياء؟
أرغب أن أقول أن النّخب في الوطن العربي تدعمها الآنظمة، وعندما تصبح معارضة تدعمها أنظمة أحرى . لا بأس أن نقرأ، أو نستمع، ونستمتع ببعض ما فعلوه خارج المألوف ، فقط علينا أن ننفي صفة الأيقونة عنهم. يكفينا نبيّ واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثقافه
على سالم ( 2021 / 6 / 5 - 16:33 )
بالتأكيد هذا مقال هام يوضح لنا الصوره بشكل محايد ونزيه , الاسلام عموما ماهو الا ثقافه شعوب امنت به منذ اكثر من الف عام عن طريق الغزو والارهاب والبلطجه والامر الواقع والتهديد بالذبح , هذه الثقافه اصبحت مقدسه فوق النقد وتملك الحقيقه المطلقه لتفسير الوجود والحياه والغرض منها , من المؤكد ان هذه الثقافه هى ثقافه بشريه تم توارثها عبر الازمان والاماكن , اذن ماهو الفرق بين ثقافه الاسلام والمسيحيه واليهوديه والزراداشتيه والهندوسيه والبوذيه , كلها ثقافات مختلفه يظن معتقديها ان كل ثقافه منهم هى الحقيقه المجرده فى هذا الوجود , الاشكاليه هنا كيف لنا ان نتأكد ان هذه الثقافه هى الحقيقه الخالصه بينما الثقافات الاخرى هى كفر وشعوذه ودجل , هذه هى ثقافه الاديان بطريقه سهله ومبسطه , توارث الاديان لايعنى ابدا ان هذه الاديان قدسيه مبجله


2 - الثقافة أطول عمراً مِن مُعلّق مِثلك
شيرزاد تركي ( 2021 / 6 / 6 - 06:36 )
الثقافة تُحفزّ على الإبداع الحضاري الأصيل والحوار المدني المُعاصر البديل للانحطاط في التعبير عن النفس السّلبيّة حيال الاعتزاز بالهُويّة الكرامة الإنسانيّة لأجيال جميع الأقوام الأطول عُمراً مِن مُعلّق السَّبّ والشَّتم الذي يحظره الموقع الإلكتروني، احتراماً للقارىء.

اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق