الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض بغداد الدولي ينسج من بشائر فجر الخلاص جدائل الإنقاذ لعراق الشعر والجمال والتمدن

محمد رسن

2021 / 6 / 12
المجتمع المدني


وسط تفشي قيم الرثاثة وغزوها وتغلغلها في كل مفاصل الحياة على نحوٍ يدعو للأسى ويبعث على اليأس والصراخ الذي يوقظ الموتى من أبدية السكوت حتى باتت الحياة في العراق تشبه العدم غارقة في لجة عتمة لا تسمع فيها سوى العويل والجروح البليغة أمام ضماد قليل لايقوى على تهدئة الوجع مما يجعل الفرد المهموم بشؤون وشجون هذه البلاد مطروداً من المشهد ينوح كأم ثكلى فقدت ابنها الحالم بوطن مزدهر تسوده قيم الجمال والتوادد والتراحم وعلى الرغم من أستمرار الأزمات وتفاقم المشكلات من شتى موسوعات الوجع العراقي الممضِ الذي اصاب الجسد العراقي تنبثق كرنفالات جمالية تنويرية نهضوية تعمل كرجالات الإطفاء لتخمد نيران القيم البالية التي حولت البلاد الى مترع من السلوكيات الهجينة و توافه الحياة العاطلة عن الحياة وكأنها اي البلاد تحولت الى بيئة طاردة لكل من يريد اصلاح العطب الذي أصابها بفعل السياسات الخاطئة من قبل سلطة سياسية طارئة ويهبها الجمال وينمي الفعل الإبداعي الذي يسعى لرسم ملامح مشهد ثقافي مغاير يعيد الأعتبار للعقل والمدنية لنحتفل بعالم الفكر الصاعد عبر عدة وسائل وأهمها عودة الحياة لمعارض الكتب ومنها ماسطع يوم الخميس انطلاق فعاليات ( معرض بغداد الدولي للكتاب ) ليمنحنا فرصة الحج الى معاقل الكتب والمعرفة ليتفيأ بظلالها الوارفة طلاب الثقافة والمعرفة والقراء وكل شرائح المجتمع ليروون ظمأ اسئلتهم المتجددة لتشيع اجواء المعرفة والثقافة والفنون وتساهم في انضاج الوعي وترسيخ مفاهيم من شأنها الارتقاء بالفرد والمجتمع والاحتفال بكل الانساق الثقافية والمعرفية وهذا مالمسناه من اقامة المعارض بالدورات السابقة من إعادة بلسم الإعتبار لثقافة المطالعة و القراءة أما مايخص التقنيات والمتغيرات الحديثة التي طرأت على الكتاب مثل القراءة الالكترونية والتسوق عبر مواقع معينة في وسائل التواصل الأجتماعي إلا ان معارض الكتب واقتناءها ورقياً بقيت محافظة على مكانتها ورونقها ولهذا نشاهد تزايد الأقبال على معارض الكتب وكأنها غدت اعراس ثقافية بهيجة وماأحوجنا اليوم اليها كونها تعجل في شفاء جسد الثقافة العراقية بعد أن انهك بسبب رماح الجهل الطائشة ودوامات التشظي والمحن التي لفت حياتنا بصورة عامة اشاعة ثقافة القراءة واقامت أي تظاهرة ثقافية او فنية وسط كل هذا الخراب يعتبر مكسب كبير صوب إعادة تركيب كينونتنا وصيرورتنا الجديدة أضافة الى تحطيم جدران اليأس وقلع الجهل من جذوره وحث أفراد المجتمع الذين أصيبوا بالأحباط واللامبالاة حتى غدوا اجساداً غير مكترثة على التفكير الإيجابي وإلى ضرورة تبني رؤى أشد تحولاً تساهم في تشييد أفق إبداعية مغايرة بالجهد العقلي والمعرفي بالشكل الذي يعيد الأمل والنشاط للطاقات الشبابية الواعدة والقدرات الثقافية النخبوية فبوصلة التقدم مستمرة وفق هذه الرؤى و الكرنفالات التي تراهن على القراء باعتبارها تحريضاً على ممارسة الإبداع وتأكيداً على خلق جيل واعٍ يساهم في وضع الحياة على سكة مسارها الصحيح من خلال تشكيل مصادر للوعي والوجدان لتحريك الجمود الذهني والراكد من الفكر والجامد من البرامج والمراوح من الإرادات لتعزيز دور القيم الجمالية وضخ دم الحياة في الأماكن التي اصابها التكلس نتيجة هيمنة رجالات السلطة الذين ارادوا لهذا المجتمع أن يكون هجيناً هشاً هلامياً في ذاته وهويته لتمارس دورها التدميري بعيداً عن رقابة الذوات الوطنية وأهل الخبرة والوعي ففي أدبيات هذه السلطة وخطابها السياسي الأمر الذي يبقيها على سدة الحكم هو العمل على تسطيح وتجهيل العقول وزجها في أمور ثانوية لكي لاتنشغل بأمهات القضايا الوطنية التي تهدد وجودها لكن هيهات ان يفقد هذا الجيل بوصلة الإتجاه برغم عناد اللجج ومحن البلايا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3


.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona




.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م