الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحيفة السجادية و الإمام الخميني ..من الدعاء و الإنتظار إلى ولاية الفقيه

حمزة بلحاج صالح

2021 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو بقي الإمام الخميني ينتظر إمام الزمان المهدي المنتظر الذي تجاوز اليوم عمره نيف ألف سنة و يزيد في معتقدات الشيعة ما قامت لأهل البيت و المراجع الدينية قومة و لبقوا مختبئين في الحوزات..

و لو بقي الخميني مكتفيا بالصحيفة السجادية للإمام زين العابدين يدعو صباح مساء بدعاء الإمام زين العابدين عليه الرضوان ما قامت قائمة للثورة الإسلامية العظيمة عظمة الفرس و الاسلام معا..

فالدعاء شحنة و عدة روحية من التاريخ و مضاء الغيب الروحاني و مفردات الثورة الإسلامية الإيرانية كانت كالرؤوس النووية تحدث شروخا في جسم الإستكبار و كينونته...

و تشحن المستضعفين فشتان بين شحن داعم و شحن لازم مثور مرتبط بالواقع و الراهن...

لكنه عبر برجال الفقه و المراجع و نقلهم من حالة الفقه الحوزوية المبطنة بغيب الإنتظار إلى حالة الفقيه السياسي بما عرف بولاية الفقيه التي جعلتهم أمام الأمر الواقع يمارسون السياسة بالفقه و يتعاطون مع الزمني....

لقد خلصت ولاية الفقيه بما لها و ما عليها الشيعة من نصف الأزمة و أدخلتهم إلى رحاب الحياة من بابها الواسع ...

و لا زال عند إخواننا الشيعة من يسمون بالإخباريين بما يقابل عند السنة سلفيتهم و جماعة الحديث و العودة الى الكتاب و السنة شعارا يقفون معضلة و قنبلة موقوتة ككثير من القنابل الأخرى...

هذه المعضلات التراثية للأسف عند حالات الوهن لها قدرة النووي و الكيميائي الفتاك...

لا يجب أن ينتظر الشيعة إماما خمينيا اخر ليكمل مشوار النهوض بعد لقاء الزعيم الثوري ربه..

و لا يجب أن ينتظر السنة خوارقا جديدة تحررهم من سباتهم و من العوائق التي تعترض سبل قومتهم..

و لا جدوى من تبرير فلسفة الإنتظار و العودة التي حررها الإمام الخميني من سلبية البقاء على الهامش...

ولا زعم بأن كل الأمم و المعتقدات تنتظر عائدا أو " منتظرا " و مصلحا يخلصها من حالها المتخلف ومن مظلومياتها ...

و الزعم بأن فكرة " العودة " تتكرر في أدبيات الأمم و الثقافات و الفلسفات و حتى عند الفيلسوف العدمي الغربي " نيتشه " بما عرف ب " العود الأبدي " فهذه لا ترقى إلى مبررات قوية لرفض المراجعة و النقد و الاستيعاب و التجاوز ...


ان " العودة " التي تسكن يوميات الناس و الخطابات الدينية و أدعيتهم قد تحتاج هي أيضا إلى تناول علمي و مراجعات عميقة دينية و معرفية و سوسيولوجية عند الشيعة و السنة و كل مذاهب المسلمين بل في الفلسفة الغربية و عند نيتشه الذي لا يجب ان يكون

فوق المسائلة نصه...

لقد "عجل " الإمام الخميني ب " الفرج" المرحلي و الزمني عبر ولاية الفقيه تجنبا لكل اصطدام مع " الفرج " المرتبط بالماوراء و الغيب و الانتظار الطويل و المعيق و الذي فيه شيء من اللازمني فكان أن حصلت الهبة...

كم يحتاج التراث الشيعي و التراث السني من هبات و مراجعات لإصلاح وتقويم و نقد من طرف نخب علمية رصينة و ناضجة...

إن الفضاء الشيعي كالفضاء السني و غيرهما بقيا ملغمان إلى الان فهل من مبادرة أشجع ترعى منجزات الشيعة الحضارية و تفعل وثبة السنة و تسدد و تقارب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه