الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العِرق وَهْم

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 6 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


صدر مؤخرا للكاتب والصحفي الفرنسي تييري ميسان Thierry Meyssan بموقعه الرسمي شبكة فولتير Voltaire Network مقال بعنوان "جو بايدن يعيد اختراع العنصرية" Joe Biden reinvents racism، ذكر فيه الموقف المخزي للحزب الديموقراطي في أمريكا من العبودية في محطات تاريخية ماضية، وأقر الكاتب بأننا » نشهد الآن عودة «العنصرية العلمية» التي تسببت في نشوب الحرب العالمية الثانية وموت 70 مليوناً... وأن عنصرية الثلاثينيات كانت تحمل كل سمات العلم. وكانت موضوعات بحثية في العديد من المعاهد العلمية" «.
بالفعل إن كل ما قاله صحيح. وقد قامت الأنثروبولوجيا المهتمة بدراسة الأعراق البشرية (الإثنولوجيا) بدحض تلك الهرطقات الصارمة والتي تتخذ ثوب نظريات علمية والتي استندت على تصنيف البشر إلى فئات رئيسية وفرعية وفئات أرقى وأدنى، إذ ليس ثمة ما يثبت أن الفوارق السلوكية بين الفئات العرقية أو الوطنية المختلفة تعود في الأصل إلى عوامل بيولوجية.
يؤكد ولتون ماريون كروجمان في مقاله "مفهوم العرق" (لنتون: الأنثربولوجيا:1967: 73) أن العرق هو كيان بيولوجي تكويني لا يمكن تحديده تحديدا واضح المعالم، كما لا يمكن تعريفه بحدود ثابتة دائمة، إنه مرن ومطواع وقابل للتغير تبعا لتغير المكان والزمان والظروف، وقد سبق لسير آرثر كيث Keith أن قال أن قابلية العرق للتغير قد تكمن في تجميع عدد هائل من التغيرات الكيميائية الدقيقة التي لا تكاد تدرك، في مركب جيني وغدي اصم، أي في تغيرات كيميائية في الجينات والصبغيات تؤثر في توازن الغدد الصماء والعكس بالعكس (كيث: 1921).
ويقول ردفيلد R.Redfeld في هذا الصدد: إن الفوارق الحقيقية بين الجماعات التي تتباين من الناحية البيولوجية قد لا تنطوي على مضاعفات تذكر بالنسبة لشؤون الناس. أما الفوارق المتصلة بمعتقدات الناس وأوهامهم، والفوارق المنظورة التي تستلفت انتباههم، فهي التي تؤثر في شؤون تصرفاتهم... أما العرف فهو من اختراع الإنسان.
وإذا أثبتنا هذه الحقائق الأساسية، أدركنا أن فئاتنا البشرية، لا يمكن أن تشبه بمجموعات النجوم الثابتة التي في السماء وتصنف إلى أعراق سامية وأخرى منحطة أدنى منها، بحيث يجب أن نذكر هذه الخلاصة كلما أقدمنا على تصنيف "الإنسان العاقل" (الهوموسابينس) إلى عناصر وعروق، وهي الخلاصة التي توجه الضربة القاضية إلى كل المزاعم التي لا تزال تتشبث بما يسمى بـ"النقاوة العرقية" أو "التفوق العرقي"، وكذلك إلى كل المحاولات التي تبذل الاستغلال لاعتبارات نشوئية وبيولوجية لإقامة نظام هرمي عرقي على أساس التفرقة العنصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة