الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الأسلام السياسي وتدمير الأمة

يوسف يوسف

2021 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الضروري قبر الأسلام السياسي من أجل غد أفضل .. كاتب المقال

* ليست من أمة أبتليت بالدين المسيس ، وبأساليبه الملتوية ، وفتاواه المظلمة ، وطرقه الخرفة ، كأمة العرب . فالعرب أحكم بل أطبق الأسلام على عقليتهم ، وعلى تفكيرهم ، وعلى أسلوب حياتهم الآني والمستقبلي ، مما جعل شيبهم وشبابهم وحتى الأحداث منهم ، " أسرى " ، لدى فكر ومعتقد ونهج هؤلاء الرجال ، وهم شلة من رجال الدين ، ومن المتطرفين فكريا وعقائديا ، وهولاء الأسرى ، بذات الوقت دمروا أنفسهم ، وشردوا أسرهم ، وبالنتيجة أثروا على المجتمع العربي ككل ، وبعضهم ، أخذوا هذا التأثير – بل هذا السم العقائدي ، في حقائبهم لدى هجرتهم للغرب .

* يقف في مقدمة هولاء الأمام الخميني 1902 – 1989 م : الذي كان وبالا على العرب وعلى الفرس معا ، هذا الرجل ، أحدث تغييرا عقائديا في الفكر الشيعي الأثني العشري ، وهو أختلاق ولاية الفقيه ( هي نيابة الفقيه- الجامع لشروط التقليد والمرجعية الدينية - عن الإمام المهدي ، في ما للإمام من الصلاحيات ، والاختيارات المفوضة إليه من قِبَل الله عبر نبيه المصطفى في إدارة شؤون الأمة والقيام بمهام الحكومة الإسلامية .. وولاية الفقيه أصطلاحاً : هي عبارة عن الرئاسة على الناس في أمور دينهم ودنياهم ومعاشهم ومعادهم . نقل من موقع / ويكي شيعة ) . ومن التعريف ، يتجلى ما شرحته سابقا ، وذلك من أن الناس أصبحوا " أسرى " لدى هذا الرجل في كل الأمور الدينية والمعاشية والحياتية . وألف الخميني بعضا من الكتب منها ( الحكومة الأسلامية ، شرح دعاء السحر ، كتاب البيع .. ) ، هذه الكتب لم تخدم المسلمين ، ولم تطور حياتهم ، بل خدرتهم وسطحتهم ، أما أنجازه الكارثي ، أنه تسبب في قتل مئات الألاف من المسلمين ، وذلك لتعنته في عدم وقف الحرب العراقية الأيرانية ، وأني هنا لا أبرأ / بشكل أو بأخر ، حكومة البعث من الأمر ( الحرب العراقية الإيرانية - حرب الخليج الأولى ، وتسمى بالفارسية ( جنگ تحميلی ) ، أي الحرب المفروضة ، وسميت من قبل الحكومة العراقية باسم قادسية صدام ، وأستمرت الحرب من سبتمر 1980 إلى اغسطس 1988 . أعتبرت هذه الحرب من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين و أدت إلى مقتل زهاء مليون شخص من الضحايا وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.19 ترليون دولار أمريكي / موقع المعرفة ) . هذا ما سببه لنا الخميني من عودته من فرنسا الى أيران ! .

* محمد باقر الصدر 1935 – 1980 م ، هو مؤسس حزب الدعوة ( أجتمع الأعضاء المؤسسون للحزب في سنة 1957 ، وتأسست النواة الأولى لحزب الدعوة الإسلامية على صيغة هيئة مؤلفة من 8 أعضاء ، وكان لـمحمد باقر الصدر دور رئيسي في لجنة قيادة الحزب الذي تشكل لخلق حالة توازن فكري مع الشيوعية والعلمانية والقومية العربية وغيرها من الأفكار المادية ، كما كان لمحمد حسين فضل الله تأثرًا كبيرًا بفكره وعقلانيته وتدينه. ) ، وقد قتل / فيما بعد ، الصدر هو وأخته بنت الهدى من قبل حكومة البعث في 9.4.1980 .. ، وقتل الكثير من أتباعه . أما حزب الدعوة الحالي هو ليس ذات حزب الصدر السابق ، وذلك لأن حزب الدعوة الأن في الحكم ، وليس بالنضال السري ( تحوّل حزب الدعوة العراقي الذي تأسّس على يد محمد باقر الصدر واستلهم أفكاره عن " ولاية الأمّة " ، من حركة سرّية تعتنق الثورة الإسلامية إلى لاعب أساسي في حكومة عراقية ديمقراطية . وقد شهد الحزب تحوّلات أيديولوجية هائلة لكن ما زال يواجه تحدّيات كبرى من أجل حشد الدعم الضروري إذا كان يأمل في الحفاظ على حضور على الساحة العراقية .. نقل من / موقع صدى ) . وسوف لا أعلق على الصدر وفكره – ومن كتبه ( الفتاوى الواضحة ، بحث حول المهدي ، المدرسة الأسلامية ) ، ولكني سوف أقدم أضاءة لمن يقود حزب الدعوة من الرجال الأن ، وفي مقدمتهم ، نوري المالكي ، الذي قدم بعد 2003 لأيران العراق ، أرضا وشعبا وتاريخا وثروة ، على طبق من ذهب ، قبل أن يتخاذل أمام داعش وقدم الموصل لهم ، أضافة لخضوع مناطقي لصلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك للأرهاب الداعشي ، فالعراق الأن ليس عراق الأمس ! لأنه عراق الميليشيات ، عراق الأحزاب الدينية - الأيرانية الهوى ، أن قادة حزب الدعوة سرقت الشعب وتاجرت بآل البيت ، بل تاجرت بأسم الدين بالله ذاته ! ، وما قدمته للشعب / الشيعة منهم ، فقط اللطم وضرب الزناجيل والتطبير ، أما رجال العراق – من علماء وأساتذة وخبراء وضباط وطيارين ، فمعظمهم هاجروا من العراق ، والباقي أغتيلوا بأيعاز وتخطيط من أيران ، من قبل المليشيات الدينية ، خلاصة الأمر ، أن هوية العراق الحضارية قد بيعت لأيران !! .

* المصيبة العقائدية والفكرية الأعظم تأثيرا على المنطقة ، هي ظهور الأمام حسن البنا 1906 – 1949 م ، مؤسس جماعة الأخوان المسلمين ، الذي بنى نهج الجماعة على الفكر السلفي ، وقد أنتشرت هذه الجماعة في أكثر من 72 دولة ، هذه الجماعة شعارها " القرآن والسيف " ، وأعتقد أن شعارهم دليل على مضمون فكرهم الماضوي : " الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" . " الأسلام هو الحل " - ولم يكن يوما الأسلام حلا لأي مشكلة . الأخوان جماعة لا تعترف بالأوطان ، وتدعوا الى الجهاد والتكفير ، تتلون كالحرباء ، وهي أنتهازية في سبيل الوصول الى أهدافها / الحكم . ولحسن البنا مؤلفات منها ( الدعوة والداعية ، قضيتنا ودعوتنا ، السلام في الأسلام .. ) . حاليا - تقوم هذه الجماعة بالأغتيالات / كسالف عهدها ، وتحارب السلطة في مصر ، ومن أنتهازيتها ، فأن أخوان فلسطين - تحت مسمى حماس ، متفقة مع أيران ، والتي معتقديا تكفرها ، وتسميهم الروافض ، ولكن ظروف المرحلة تتطلب هذا الأتحاد ! . وتمارس هذه الجماعة " التقية " ، ومن شواهد ذلك ، ضحالة وهزالة شهادة الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب ، الذي أبدى شهادته في قضية " داعش أمبابة " / في منتصف شهر حزيران 2021 ، والذي كرر بعدم معرفته بالأخوان والقاعدة وداعش ، علما أنه كان المهللين لهم في عهد الرئيس محمد مرسى ، الأمر الذي وصفه الكاتب أبراهيم عيسى / في برنامجه حديث القاهرة ، بأنه " كذاب وجبان وشهادته شهادة زور " ! .

* ومن أهم الشخصيات الأسلامية ، سيد قطب 1906 – 1966 م ، شخصيا كان قطب غير مستقر الأنتماء ، فتنقل بين حزب الوفد ، وحزب السعديين ، فجماعة ثورة 52 / جمال عبدالناصر ، ولكنه أخيرا أرتمى في حضن الأخوان ، وكانت لمقولته ( لا بد وأن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص ) ، هي الفيصل بهذا الأنتماء . ولكن هذه الشخصية ، أشكالية ، لأنها متهمة في أنتمائها للماسونية ، حيث كان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي " التاج المصري " لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري . ولقد جاء في مقال لوائل أبراهيم الدسوقي ، منشور في موقع / المعرفة ، التالي ( لكن انضمام أعضاء من " الأخوان المسلمين " إلى الماسونية لهو من الأمور الشائكة التي تحتاج إلى التفسير ، خاصة وكما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين وهو الشيخ " محمد الغزالي " أكد بأن الماسونية زرعت وسط صفوف الأخوان رجالا ومنهم " سيد قطب " .. ) ، وقد ألف سيد قطب الكثير من المؤلفات منها ( في ظلال القرآن ، التصوير الفني في القرآن ، مشاهد القيامة في القرآن .. ) . وماسونية سيد قطب ليست مستغربة ، وذلك لأن حسن البنا ذاته يقالا أنه يهوديا ماسونيا ( في 8 سبتمبر 2015م ، خرج علينا اللواء عادل عزب ، مسئول ملف النشاط المتطرف في جهاز الأمن الوطني والمكلف بمتابعة " جماعة الإخوان " بأمن الدولة في مصر قبل ثورة 25 يناير 2011، في محاكمة الرئيس محمد مرسي ، بتهمة التخابر مع دولة قطر ، بقوله : والد حسن البنا مغربي يهودي جاء إلى مصر وعمل بإصلاح الساعات وهي مهنة مقصورة على أبناء اليهود في ذلك الوقت ، وأضاف : الإخوان جماعة ماسونية وظهر ذلك في إطلاق اسم البنا رغم عدم وجود أحد من العائلة يحمل هذا الاسم / نقل من موقع ويكيبيديا الاخوان المسلمين ) .

خاتمة :
1 . نحن لسنا بحاجة الى أسلام سياسي ، أنما نحن نحتاج الى حياة خالية من التكفير وألغاء للأخر ، نحن بحاجة للسلام ! .
2 . ماذا جلب لنا الأسلام بلبوسه أو بحلته الجديدة / أي السياسي ، سوى الخراب والدمار للأمة ، فكل رجالات الأسلام ، من فكر ونهج ومؤلفات وأحزاب لا تخدم الشعوب ، بل أنها جلبت الويلات لهذه الشعوب ، وأدخلتهم في طرق مظلمة لا أمل منها ، فهذا الجهاد / مثلا ، الذي أفسد الشباب ، وجعلته يفجر نفسه في أمل أن يلتقي بالرسول محمد ، من أجل أن يطأ حور العين ، فالأنتحاريون تحولوا الى أشلاء ، فهم سوف لن ولم يلتقوا الرسول / لأن الرسول قد مات منذ 14 قرنا ، ولم يطأوا حور العين أبدا . الفكر الجهادي هو أحد أفرازات المعتقد الأسلامي ، لتحرير البلاد من الكفار ، وقد أحترت بتسمية الكفار !! ، هل هم من أشاعوا نور الحضارة في العالم ، أم هم من أظلموا طرق البشر ! . أن الخراب الذي حصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ولبنان .. ، هو شهادة شديدة البيان من أن فكر الأسلام السياسي ، بمعتقده ونهجه ورجاله وأحزابه ، ليس لهم من دور في الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا