الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما

صلاح بدرالدين

2021 / 7 / 6
القضية الكردية


للمرة الأولى في عهد الإدارة الامريكية الجديدة ، اشرف وزير خارجيتها على مؤتمر من ( 15 ) وزير خارجية يجمع ممثلي السبع الكبار ، والمجموعة المصغرة حول سوريا ، والاتحاد الأوروبي ، والجامعة العربية ، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة .
كان امام مؤتمر روما ( 28 – 6 – 2021 ) العديد من الملفات الشائكة في القضية السورية ولم تكن النتائج بقدر التوقعات بحسب المراقبين ، وكما تبين لاحقا لم يكن موضوع الكرد السوريين مدونا في جدول اعمال المؤتمر ، ولكنه اشير اليه بشكل عابر من جانب الوفد الأمريكي خلال المحادثات الثنائية مع وفود دول السبع الكبار في مجال دعم اتفاق الكرد السوريين ، وتوجههم للتفاهم مع النظام بدمشق ، وهذا مايتفق عليه جميع الأطراف المعنية بالملف السوري من أوروبية وإقليمية وعربية ، ومن بينها واضافة الى المشاركين في المؤتمر روسيا ، وايران أيضا ،وكما اعتقد لن يعترض عليه إقليم كردستان العراق ، وقيادة ب ك ك في قنديل .
نعم الجميع يرغبون في الابتعاد عن هذا الملف والتبرؤ منه بعد ان استثمروه ، واستغلوه بمافيه الكفاية ، ثم اصبح وبالا عليهم ، لسان حال الجميع هو : ياكرد سوريا ( حلوا عن كاهلنا ) وتحملوا مسؤوليتكم بانفسكم ، فبعد ان ضاعفنا عشرات المرات تعقيدات قضيتكم وفرقنا صفوفكم ، وقسمنا حركتكم ، وفرضنا عليكم أحزابا ومجموعات فاسدة ،ودموية ، واسترخصنا دماء شبابكم ، وافسدنا نضالكم بشراء الذمم بالمال السياسي ، وصرفنا الكثير من الأموال والجهود الإعلامية الدعائية ، لتشويه سمعة قادتكم المناضلين من ذوي النفوس العزيزة ، والمؤمنون باستقلالية قراركم ، والحفاظ على جوهر الشخصية الكردية السورية ، لم يعد بوسعنا حتى التفكير بما اقترفناه من خطايا بحقكم ، وان موضوعكم وبسبب استهتارنا قد خرج من أيدينا أيضا ، ولم يعد بإمكاننا تجميع ماتسببنا في تجزيئه ، وبعثرته .
نعم وكان لسان حال هؤلاء المعنيين بالملف الكردي السوري يتابع القول : كل منا اخذ حصته من الدم الكردي السوري ، ومن جهود وخدمات أحزابه المعروضة للعرض والطلب ، ومجموعاته بكل مقاساتها ، واسعارها في بازار المال السياسي ، كلنا شاركنا في ذبح الحركة الوطنية الكردية السورية ، وتزييف تاريخها ، والاستهتار بمناضليها ، وبعد عشرة أعوام لن نخجل بالقول : هذه القضية لم تعد تهمنا ، ونحن في حل عن أي التزام أخلاقي وسياسي تجاه القضية واصحابها الكرد السورييون ، لأننا ببساطة نحترم سيادة سوريا ، ووحدة ترابها ، ونظامها المعترف به دوليا والشرعي امام الأمم المتحدة .
هذا هو المشهد الكردي السوري الحقيقي بكل سوداويته وشؤمه ، في نظر العالم المحيط ، والمعني محليا وإقليميا ، ودوليا ، ولكن ماذا بشأن الكرد السوريين انفسهم ؟ .
ليس سرا ، فمنذ بدايات الثورة السورية – المغدورة – كان واضحا ان مايجمع الأحزاب الكردية التقليدية زائدا الوافد الجديد ( جماعات ب ك ك ومسيماتها ) هو التوجه الى دمشق ، والتفاهم مع النظام باية صيغة كانت ، بل ان مسألة الموقف من نظام الاستبداد ، والحركة الديموقراطية السورية المعارضة ، وسبل حل القضية الكردية السورية ، كانت قضية الخلاف الأولى بين صفوف الحركة منذ قيام الحزب الأول ،ومرورا ببداية الاعتقالات وانتهاء بل وتحديدا منذ كونفرانس الخامس من آب 1965 .
وبكل سهولة ستجد جماعات – سلطة الامر الواقع وقسد – الطريق سالكا نحو دمشق بمفردها أو بمرافقة – الانكسي – وفي كلتا الحالتين لن يتحقق الاجماع القومي والوطني الكردي السوري ، ولن يتم حصول أي حل ديموقراطي عادل للقضية الكردية السورية في ظل الأوضاع الراهنة ، والاحتلالات المتعددة الجنسيات ، وبمعزل عن إرادة السوريين ، والحل الشامل للقضية السورية حسب اهداف الثورة والمعارضة الديموقراطية ، وكذلك في وضع تعاني الحركة الكردية نفسها الانقسامات ، وتعدد الولاءات ، وحمل اجندة الخارج .
ماهو الحل ؟
من المسلمات التي لايمكن التوقف عندها ان القضية الكردية لاتحل الا بالداخل السوري ، وهي شأن وطني بامتياز ، ويجب ان يحوز أي مشروع حل الاجماع الكردي أولا والتوافق الوطني ثانيا ، والبيئة الديموقراطية ثالثا ، وبوجود انقسامات حول سبل الحل وطبيعتها بين أحزاب طرفي الاستقطاب وبينها مجتمعة وبين غالبية الوطنيين الكرد المستقلين ، فلابد من محاولة إيجاد حل لهذه الإشكالية أي التوصل الى قاسم مشترك ، قبل البدء باي حوار أو تفاوض ، أو تواصل مع النظام في دمشق .
وهذا لن يتم عبر تشكيل لجان تكون شاهدة زور ، بل من خلال اللجوء الى الشعب ، وتشكيل لجنة تحضيرية من المستقلين والأحزاب للاعداد لمؤتمر كردي سوري يكون ثلثا أعضائه من المستقلين ، و الثلث الاخر من الأحزاب ، ويقرر المؤتمر مصير شعبنا ومستقبله بكل حرية .
اما اذا أصرت الأحزاب التفرد بالقرار والقيام بخطوات أحادية ، فهذا يعني انها قد أقدمت على تعميق الانقسام ، والامعان في الإساءة لمصير الكرد وحينها لن تجد الا معارضة الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ، وبحثهم عن السبيل الافضل لمستقبل الشعب والقضية مهما طال الزمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجورجيون يتظاهرون ضد -العملاء الأجانب-


.. Lawyer arrested on LIVE TV




.. اللاجئون السوريون في لبنان.. ما أبرز معاناتهم وما مصيرهم؟


.. عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. هل هو مشروع جزائري أم إماراتي؟




.. إصابة عدد من موظفي الأمم المتحدة جراء إطلاق نار عند معبر #رف