الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذاهبون من الابواب و الداخلون عبر الانفاق

نزار جاف

2006 / 8 / 11
القضية الكردية


تتواتر الانباء التي تؤکد بشکل أو بآخر على أن قوات حماية الشعب(الجناح العسکري لحزب العمال الکوردستاني)، قد أخلت العديد من مقراتها بعد إشتداد الحملة الترکية ـ الايرانية ضدها وبلوغها حدودا غير مسبوقة من قبل.
وتشير غالبية التقارير الى أن هذه القوات قد دخلت الاراضي الترکية، وهو أمر يشير الى إحتمال إشتداد ضراوة المواجهات بين الجيش الترکي و تلک القوات، وفي هذا الخضم، وقفت حکومة إقليم کوردستان شبه عاجزة أمام تتابع الاحداث وعدم تمکنها من الوقوف بوجه الضغط المزدوج"الترکي ـ الايراني"مثلما لم تتمکن من لعب هذه الورقة بالصورة التي کانت مرجوة، والذي يثير السخرية إن حکومة الاقليم قد إستجابت للضغوط أملا في إستتباب الاستقرار على حدودها المتاخمة للجارين"المثيرين للجدل"، لکن ذلک أمر سوف تثبت الايام سقمه وعدم واقعيته، ذلک أن کلا الدولتين تعدان العدة لمرحلة مابعد ذهاب حزب العمال الکوردستاني من الاقليم الکوردي في سياسة مبرمجة بعيدة المدى غايتها الاساسية إجهاض التجربة القائمة ذاتها في شمال العراق.
الاحداث الاخيرة التي وقعت في العديد من المدن التابعة لمحافظة السليمانية وإن کانت إشارة قوية جدا على تعاظم الفساد الاداري و المالي في الاقليم عموما وفي هذه المحافظة خصوصا، فإنها لاتخلو"من حيث توقيتها"من أصابع إيرانية واضحة المعالم، إذ أشارت مصادر أمنية في الاقليم الى ضلوع البعض من التيارات الاسلامية في تلک المظاهرات وهو أمر قد لا يبعث على الراحة لو علمنا أن الاسلام السياسي بشکل عام لايعمل من دون أمر فوقي أو بکلمة أخرى من دون فتوى من قبل مسؤوليها.
هذه المظاهرات التي إستبشرت بها الدوائر الامنية في کل من ترکيا و إيران و سوريا و قامت بتحريک عملائها و أذنابها داخل الاقليم أملا في زيادة وتيرتها و ،مساحتها الجغرافية، لکن الامر سوف لن يستمر على تلک الصورة التي تتمناها تلک الدوائر، ذلک أن الاوامر قد صدرت بالفعل"من قبل جهات عليا في الاقليم" لدراسة الامور عن کثب وتلبية مطالب الجماهير، مع الاشارة الى نقطة هامة جدا وهي أن الجماهير الکوردية تدرک جيدا بوعيها السياسي الدور الموکول لبعض الاحزاب الاسلاميـة و إرتباطاتها الاکثر من مشبوهة بإيران و حتى ترکيا ذاتها.
والامر الاخر الذي لابد من وضعه تحت دائرة الضوء، هو قيام إيران بتسريب عصابات"أنصار الاسلام"الارهابية الى داخل أراضي الاقليـم خصوصا في الفترة المتزامنة مع خروج قوات حزب العمال الکوردستاني من الاقليم، وإن تزامن العمل السياسي مع العمل العسکري للإسلام السياسي في الاقليم هو أمر قد أعدت له إيران العدة بالتنسيق مع ترکيا منذ أمد بعيد مع إختلاف في البعض من النوايا و الاهداف للجانبين.
إيران التي أشعلت نار فتنة في الجنوب اللبناني و تزيد من ضراوة المواجهات الطائفية في العراق من خلال دور مزدوج بالغ الخبث، تريد أيضا أن تدلو بدلوها في إقليم کوردستان من خلال أذنابها و عملائها هناک وتبغي من وراء ذلک أن تخلق نقطة فوضى أخرى في المنطقة تضرب فيها عدة أهداف بحجارة واحدة تتلخص أهمها في:
ـ الرد على مشروع الفيدرالية المقترحة للشعوب الايرانية والتي ترعاها واشنطن بمشارکة من ممثلي تلک الشعوب.
ـ خلق حالة من الفوضى و عدم الاستقرار في الاقليـم کي لاتکون هناک أية قواعد أو قوات أمريکية لضرب إيران سيما وأن التقارير تتواتر بإحتمالات توجيه الضربة العسکرية لطهران.
إن ترک حزب العمال الکوردستاني للساحة العراقية سوف يکون أمر له تداعياته السلبية مستقبلا وسوف تدرک أمريکا قبل غيرها من أنها قد أخطأت في حساباتها حين"وقفت على التل"وهي تشهد ذلک التنسيق المضطرد بين ترکيا و إيران والذي توظفه الاخيرة لمشاريعها السياسية ـ العسکرية ـ الامنية الخاصة وإنها سمحت أمام أنظارها بإستبدال تواجد حزب العمال الکوردستاني في الاقليم بعصابات أنصار الاسلام المتطرفة الدموية. وعلى الرغم من أن أنقرة تدرک ذلک إلا أنها مستعدة للتعاون حتى مع الشيطان من أجل خنق الصوت الکوردي. وإن إستدعائها لرئيس الجبهة الترکمانية في هذا الظرف بالذات رسالة أخرى موجهة لحکومة إقليم کوردستان، على الرغم من أن الجبهة الترکمانية في واقع حالها لاتمثل ثقلا سياسيا جماهيريا في الاوساط الترکمانية ذاتها وإنها لاتستطيع أن تنجز شيئا سوى أن تبعث بتقارير شبيهة بتلک التي أحرجت أنقرة بعد النتائج المخيبة التي خرجت بها الجبهة من الانتخابات العراقية الاخيرة، إلا أن ترکيا يبدو أنها تتشبث بکل شئ لمواجهة المد الکوردي حتى وإن کانت قشة، وقد تکون في صدد إعداد الجبهة لمرحلة جديدة، مرحلة الکل قلق من إحتمالاتها و تداعياتها المستقبلية، لکن القلق الاکبر في طهران!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع