الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن المفارقات

زوهات كوباني

2006 / 8 / 11
القضية الكردية


قد يكون هذا العنوان مثيراً بعض الشيء، ولكن عندما نريد ان ندخل في جوهر موضوعنا ستظهر حقيقة المفارقات الموجودة في الواقع العالمي، لاننا في زمن اصبح الحق فيه باطلاً والباطل حقاً في عرف الذين يتحكمون بالاقدار. فقبل مدة قامت المقاومة الفلسطينية باختطاف جندي اسرائيلي ، وبعدها بفترة قصيرة قام "حزب الله" بعملية عسكرية في جنوب لبنان اسفرت عن قتل سبعة من الجنود الاسرائيليين واسر اثنين اخرين. بغض النظر عن خطأ العمليات التي هي نتيجة مواقف القوى التي تمثل المناهج وتتحكم بالامور من خلال رؤاها ، وبغض النظر عن كون هؤلاء فلسطينين او لبنانيين او اسرائيليين ، او كردا او تركا، فمن خلال الاقتراب من هذه الاحداث تظهر المفارقة العجيبة والغريبة، حتى انها اثرت على الكثير من المثقفين اصحاب القلم فلماذا يتم قتل الجنود الاسرائيليين وتحميل التبعات الحاصلة عن ذلك في انهم كانوا السبب في حملة اسرائيل وقصفها الجوي ، وقتل المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين؟. اي لماذ يمنحون الذريعة الى الدولة الاسرائيلية بقتل الابرياء كما يفعل البعض في كردستان باعطاء الحق للاتراك بقتل الكرد عندما يقوم المقاتلين الكرد بعملية مقاومة دفاعية تسفر عن قتل بعض جنود الجيش التركي.

فوفق اي منطق يقوم هؤلاء بمثل هذه التحليلات وما هي مقاييس العدالة والحق والمساواة في نظرهم؟ هل يقبل هؤلاء ان نصمت على الظلم والاحتلال من اجل ان لا نثير غضب الاعداء؟. اهذا هو الحل، عندما نكون مضطهدين ، الا يحق لنا ان نعيش على الاقل مقاومين الاعداء الذين جاؤا واحتلوا اراضينا؟. هناك الاف المعتقلين الكرد في السجون التركية والايرانية والسورية ، والاف الفلسطينين في السجون الاسرائيلية. هل كانت كل هذه الاعتقالات قد بدأت مع هذه العملية؟. لنقبل فرضاً ان المقاومة اللبنانية او الفلسطينية او الكردية هي السبب في إستئناف الأعمال القتالية. ولكن قبل "حزب الله" و"حركة حماس" ماذا عن وضع هذه الدول المهيمنة الم تكن المجازر والقتل والتدمير، الم يتم حرق الاف القرى في كردستان وتهجير الملايين، الم تحدث مجازر وتدمير مدن باكملها في فلسطين واجبار سكانها على الترحيل والعيش في العراء والصحراء؟. الم يجعلوا من الكرد في جنوبي كردستان أناساً عراة جياع على رؤوس الجبال؟. الم يكونوا هم( أي هذه الأنظمة المعتدية) الذين قاموا بحملات الانفال ومذابح حلبجة وسينما عمودة وسجن الحسكة ومجزرة ديرسم واغري وزيلان وصبرا وشاتيلا وووو....؟.


العجيب والغريب في الامر هو التصريح الذي اطلقه سابقا رئيس حكومة الدولة التركية رجب طيب اردوغان حيث شدد من لهجته تجاه اسرائيل مؤكدا ان "همٌ اسرائيل هو احتلال فلسطين كاملة" وكأن تركيا غير محتلة لكردستان و قد منحت كل حقوق الكرد لهم. واضاف اردوغان "ان تركيا التي تعمل من اجل مشروع الشرق الاوسط الكبير فان ماتقوم به اسرائيل يعرقل كل تلك الجهود"، وبعد ان قام مقاتلو حزب العمال الكردستاني بقتل اربعة عشر جندياً تركياً في عمليتين نوعيتين متتاليتين غير السيد اردوغان والاعلام التركي من لهجته بمقدار 180 درجة وقال "سنقوم بمثل ما قامت به اسرائيل ضد الكرد" ، فما الفرق بين القتل او المجازر هنا وهناك؟. هل هنالك مجازر حقيقية ومجازر باطلة ، ام ان الكرد يستحقون المجازر والقتل كونهم ولدوا كردا، والفلسطينيون كونهم عربا؟.

الموقف الانساني الذي يتظاهر به اروغان غير صادق، فهو الذي اصدر الأوامر بقتل اطفال الكرد في آمد، وهو الذي اصدر تعليماته لرجال الشرطة والجيش بقتل وحرق جثث المقاتلين الكرد، حتى بعد اسر بعضهم. ونفس الأمر بالنسبة للإسرائيليين الذي يرسلون الطائرات لقتل اللبنانيين ومن ثم يتهمون "حزب الله" بالمسؤولية عن ذلك.


اما امريكا وكونذاليزا رايس فتقولان نحن مع القصف ولكن ليس مع قتل المدنيين وقد قلنا لإيهود اولمرت هذا اننا مع القصف ولكن دون ان يصيب المدنيين ولكن حتى الان تم قتل ما يقارب من خمس مئة قتيل جميعهم من الاطفال والمدنيين فهل هذا هو جزاء اللبنانيين ، نعم المفارقة والعدالة ورغم هذا يقولون نعتقد ان لبنان ستترسخ فيها الديمقراطية بعد انتهاء القصف، ويقولون ان الهجمات ربما ستشمل سوريا ايضا وستضرب المواقع السورية.

لنرى موقف الدول فمعظمها وكانها ترى فقط أسرائيل هي المصيبة في كل هذه الحرب.


لقد تم قتل الكرد بالاسلحة الكيماوية وحرقت قراهم وحرق اجسادهم ولم يتحرك او يظهر رد فعل من دولة تجاه العمل الوحشي التركي العراقي (في زمن صدام ) الايراني والسوري والاسرائيلي ، هل هذا منطق الحق والعدل ، نعم ربما هذا قد نعلم ان شيء جديد وهو اننا يجب ان لا ننسى اننا في زمن المفارقات العجيبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين