الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!

وهيب أيوب

2021 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتفاخر المؤمنون المتدينون من أصحاب ما يُسمى الأديان التوحيدية، بأنهم يعبدون الإله الواحد ولا يشركون فيه ...
والحقيقة التاريخية التي يطرحها الباحث العراقي، وهو المتخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، أنه "قبل نشوء الأديان التوحيدة تلك ، أي اليهودية والمسيحية والإسلام، لم تكن قبلهم عبر كل التاريخ أي حروب دينية".
ففي العهد الميمون لتلك الأديان اشتعلت الحروب الدينية وأُبيد خلالها عبر التاريخ عشرات عشرات الملايين من البشر في أصقاع القارات والأرض ، من آسيا إلى أفريقيا وأوروبا إلى الأمريكيتين ...
كانت فكرة التوحيد فكرة جهنّمية استبدادية بامتياز، اخترعها رجال الدين والحكّام ليُحكموا سيطرتهم على الناس ويخضعوهم باسم الإله الواحد المعبود القهّار ...
يُقال أن أحد الكهنة المسيحيين أقنع الإمبراطور قسطنطين بتحويل الإمبراطورية إلى الإيمان المسيحي ، فقال له : حينها سيكون هناك إله واحد في السماء وحاكم إمبراطور واحد على الأرض ... فراقت لقسطنطين !
واستخدم من حينها الحكام والأباطرة ورجال الدين تلك البدعة التوحيدية ، والذين وضعوا أنفسهم وسطاء وممثلين للإله على الأرض ، والمدافعين عن وحدانيته والقائمين بأعماله والضاربين بسيفه .... فباتت سلطتهم وسلطانهم في حكم المُقدّس ..!
باسم هذا التوحيد ؛ خاض اليهود العبرانيين حروباً عديدة مع الكنعانيين واليبوسيين والبابليين وقبائل أُخرى إضافة للرومان.
ولاحقاً مع المسلمين في الجزيرة العربية .
وخاض المسيحيون أيضاً حروباً لا حصر لها مع الآخرين وحروباً طائفية فيما بينهم، هلك خلالها فقط في أوروبا ثلث سكانها، عداك عن الحروب والحملات المعروفة بالصليبية .
ثم أتى الإسلام ليستنسخ ذات النهج، وليخوض حروباً ضد الآخرين فيما يُسمى بـ"الفتوحات" تحت راية الإسلام والتوحيد، عداك عن الحروب والمعارك فيما بين المسلمين أنفسهم عبر تاريخهم منذ بدء الدعوة حتى اليوم، سقط خلالها ملايين الملايين من البشر .
كان الخليفة المسلم دائماً يدّعي بتمثيله الله على الأرض وأن سلطته مُقدّسة، كونها مُستمدة من الشريعة الإلهية.
فمثلاً عندما تجمهر الناس أمام منزل الخليفة الراشدي الثالث عثمان نتيجة ظلمه وفساده، طالبين منه التخلّي عن الخلافة، أجابهم :" لم أكن لأخلع سربالاً سربلني الله "، فقتلوه طعناً بالخناجر والسيوف، وكرّت بعدها الحروب والمعارك الدموية بين الصحابة أنفسهم وأشياعهم ولم تنتهِ إلى اليوم !
وعندما آلت الخلافة لعبد الملك بن مروان والمُصحفُ في حجره، فأطبقه وقال: (هذا آخر العهد بِكَ).
وخطب قائلاً: "والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا، إلا ضَربتُ عنقه."
والخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وفي أول خطبة له في الرقّة بسوريا قائلاً: (... لقد ولاّني الله عليكم، أرواحكم وأموالكم في يدي، إن شِئتُ قبضت وإن شِئتُ بسطت..."
هذا ما أنتجته الأديان التوحيدية وطوائفها ومذاهبها، ولا زالوا جميعاً حتى اللحظة يكفّرون بعضهم البعض، ويرمون باقي الناس كافةً بالكفر والوثنية والإلحاد، ثمّ يفاخرون بتوحيدهم للإله الواحد، ويا ليتهم يعبدون ذات هذا الإله الواحد، فلكل دينٍ منهم إله يختلف بالشكل والأوصاف والسلوك والغاية عن الآخر !
فأين ومن هو هذا الإله الواحد ...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah