الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكال ممارسة النقد الاجتماعي (٢)

وليد المسعودي

2021 / 7 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اشكال ممارسة النقد الاجتماعي (٢)

(٥)

النقد المؤدلج

وهذا النقد مع الاسف يكاد ان يكون مهيمنا على اكثر الجماعات والافراد والمؤسسات التي تتبع فكرة نهائية مغلقة وذات اصل واحد ، والنقد المؤدلج هو النقد الذي يقود الناقد الى تتبع مظاهر وسلبيات واخطاء جهة معينة او دولة معينة او شخصية معينة وهذا التتبع يلغي امكانية الوصول الى حقيقية مختلفة عن الصور التي يوجهها الناقد لدى هذه الجهة او الشخصية او الدولة وعادة ما يكون الناقد المؤدلج جاهلا بمصادر المعرفة التي تقود الى انفتاح النقد الى مصادره المتعددة ، ونعطي مثال ايضا حول صورة النقد المؤدلج ، اثنان من الاصدقاء واحد اسلامي والثاني علماني الاول دائما ما يركز على السلبيات الموجودة في المجتمعات الحديثة بانها مصدرة للانحلال والفساد الاخلاقي وبالتالي ينطلق برؤيته المؤدلجة من وجهة نظر دينية صندوقية لا اكثر ويحاول تتبع جميع مشاكل وسلبيات المجتمعات الاخرى وناسيا بشكل اعمى جميع السلبيات والمشاكل من حوله كذلك الحال مع العلماني ايضا مؤدلجا يحاول بشتى الوسائل نقد الدين ورجال الدين والتركيز والتتبع لجميع سلوكياتهم واقوالهم من اجل كيل النقد لهم ونسيان واقع المجتمع ايضا واثر عوامل عديدة اخرى كاثر السلطة وداعميها على سبيل المثال ، كذلك مع بقية المؤسسات التي تتبع نقد غيرها بشكل تتبعي مؤدلج الى حدبعيد وهكذا يكون النقد المؤدلج مفتاحا للعماء المعرفي وغياب النظرة الموضوعية هنا وهناك حول سببيات الظواهر والاحداث المحيطة من حولنا.

(٦)


الاقتحام الشامل

وهنا محاولة كيل النقد لجميع مسببات الحدث والظاهرة لجميع العوامل المحيطة بها بشكل اقتحامي لا مفر من نسيان عاملا واحدا منها ، فالظاهرة لا تحمل البساطة كما يقول باشلار بل تحمل التنوع اي ترابط مجموعة من الصفات المؤثرة على حدوثها ، ومن غير الموضوعي التركيز على جهة او حالة او سبب ونسيان بقية الاسباب المؤثرة الاخرى وهنا سوف نعطي للظاهرة محتواها البسيط وليس المعقد المركب الذي يشمل جميع العناصر ، ومن اصعب الاشكال التي يمارسها الناقد هو الاقتحام الشامل وذلك بسبب هيمنة المطلقات واليقينيات الثابتة على طبيعة مجتمعنا وبالتالي سوف يخسر الكثير من الاشخاص والمؤسسات من يمارس هوية النقد الاقتحامي ، وهذا الاخير قد يوصله الى الخسارة المادية بعد الخسارة المعنوية بسبب عدم تحمل اكثر الجهات طبيعة النقد الموجه لهم مثلا لنعطي مثالا كاتب معين يريد ان ينقد الطائفية في العراق سوف يحمل الظاهرة بجميع ابعادها وزواياها ومستفيديها من بقائها في العراق وبالتالي سوف يركز على دور امريكا وايران والسعودية وغيرها من الدول التي تديم النظام الطائفي العرقي ولا ينفك يذهب الى تعرية المثقف نفسه ولا يجعله مختلفا عن مثقف البعث الصدامي حيث نفس الاليات الدفاعية عن نظام القمع والفساد في العراق ، وهكذا يكون النقد الاقتحامي مفتاحا للحقيقة الموضوعية ولكن ما ينقصه هو عدم الضبط والتنظيم احيانا ، يضاف الى ذلك قد يتجه الى الكتابة الاستعارية باسماء وشخصيات وهمية من اجل تجنب اثر الخسارة المادية والمعنوية على حد سواء .



(٧)


النقد المزدوج

وهذا النقد دائما ما يوجه الى الظاهرة او الحدث او المشكلة الاجتماعية والثقافية قديمة او معاصرة ضمن طبيعتها الازدواجية وضمن طرفين متقابلين متعارضين فعلى سبيل المثال نتناول مشكلة التخلف الاجتماعي ضمن جانبين متعارضين الذات والاخر ، الذات العربية الاسلامية ، كمشترك ثقافي لغوي ، تعطلت وتعثرت عن التحديث والتطور طيلة ما يسمى بالنموذج الوطني بعد الاستقلال ، والاخر الغربي الاستعماري ذات العقل النفعي الذرائعي ايضا يتحمل المسؤولية في تخلف مجتمعاتنا من خلال دعمه وصنعه لانظمة متخلفة عاجزة عن تحقيق اي تطور اجتماعي وانساني ، وبالتالي هنا يكون النقد مزدوجا ولا يمت لطرف واحد من الطرفين وهكذا يكون النقد المزدوج هو النقد الموجه للظاهرة ضمن صفاتها المتعارضة المتقابلة المختلفة مع بعضها البعض الاخر .

(٨)


النقد العشوائيّ

وهنا يكون النقد موجه نحو ظاهرة الحدث بشكل عشوائي غير علمي هدفه المحاولة على ابتكار الافكار والتنبؤ بمستقبل التحولات في اي ظاهرة اجتماعية سياسية وثقافية ومقارنتها مع بقية الاسباب الاخرى مسببة الحدث ، هذا من جانب العلماء والمفكرين اما لدى المجتمع فانه احيانا يدل على بساطة وسهولة الاختيار بشكل عشوائي لاسباب الظاهرة دون روية وعمق معرفي ، وسوف نعطي مثالا على هذين الجانبين من النقد العشوائيّ ، ظاهرة التسول عادة ما يقوم الدارسون في علم الاجتماع على اختيار سبب للظاهرة بشكل عشوائي مثلا يكون البيئة الاجتماعية لذات الظاهرة فيتم التركيز عليها من اجل مقارنتها فيما بعد مع ظواهر اخرى مسببة لذات الظاهرة مثلا النظام السياسي ، الثقافة او الانساق الاجتماعية السائدة التي تشجع على حدوث الظاهرة ، ضعف مؤسسسات المجتمع المدني .. الخ وهكذا يغدو هذا الجانب ايجابي جدا اما الجانب الثاني من النقد العشوائيّ فهو اجتماعيّ كما اسلفنا ناتج عن روية ضعيفة تأخذ بالسطحي وليس العميق من مسببات الحدث والظاهرة مثلا حادثة صراع عشائري بين قبيلتين مع كثرة الاشاعات والروايات تقود البعض الى التركيز على جانب عشوائي من ظاهرة الحدث دون غيرها من الاسباب والجوانب . وبذلك يكون النقدالعشوائيّ هو النقد الموجه لظاهرة الحدث ضمن جانبين احدهما يقود الى المقارنة فيما بعد مع بقية الاسبابةوالجوانب الاخرى وهو إيجابي وثانيهما ينتج بسبب ضعف القابلية الاجتماعية والشخصية في ادراك جميع العوامل مسببة الحدث والظاهرة وهذا الجانب سلبي الى حد بعيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو