الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطورة الترهيب من عذاب الإله.

اسكندر أمبروز

2021 / 7 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكبر ويترعرع المؤمن منذ نعومة أظفاره في بيئة دينية سامّة وخطيرة , ومن أخطر ما يمكن القيام به للطفل هو التخويف والتهديد المستمر من عذاب لا متناه في الشدة والأمد.

ولهذه الأمور طبعاً تبعات سلبيّة خطيرة لا يمكن وصفها سوى بالكارثيّة على الأفراد وعلى المجتمع ككل , فالتهديد والتخويف هذا للأطفال بسبب التعاليم الدينية يسمى بReligious Abuse , أو الإيذاء النفسي الديني , وطبعاً عواقب هذا الأمر عديدة , كونها تتصادم مع طبيعة الأطفال البريئة , حيث أنها تستغل برائته وحبه للمعرفة والاكتشاف , محولة تلك البرائة الى حالة من الهلع والخوف الذي يكبر مع الطفل متحولاً الى أشكال خطيرة من الأمراض النفسية.

مثل إصابة الضحية بالرهاب أو الاكتئاب طويل الأمد. أو أن يصبح لديه شعور بالخجل وكراهية الذات والذي يمكن أن يستمر حتى بعد تركه للدين.

وهذا ما يجعله عرضة للتلاعب من قبل شخص ما نحو الانخراط في سلوك ضار كالعمليات الإرهابية العديدة التي نراها , أو الاعتداء على الآخرين وكراهية الغير وغيرها من أوامر الدين الفاسدة التي تصبح سهلة للغاية ما أن يتم تحييد عقل الطفل منذ الطفولة لتقبل هذه التهديدات والرهاب الفكري المستمر والذي ينتج عنه الأفعال تلك.

فأظهرت دراسة حديثة أجريت على 200 طالب جامعي أن 12.5٪ من الطلاب أفادوا بأنهم وقعوا ضحية على الأقل لشكل واحد من أشكال الإيذاء النفسي الديني. وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Interpersonal Violence , أن الإيذاء النفسي الديني قد يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية مثل الاضطرابات الانفصالية.

وتصف أخصائية علم النفس جيل ميتون هذا الأمر بأنه يسحق فرصة الطفل في تكوين نظام أخلاقي ومعتقد شخصي. ويجعلهم يعتمدون تماماً على دينهم أو والديهم , ولا يتعلمون أبداً التفكير بشكل نقدي في المعلومات التي يتلقونها. واستخدام الخوف وبيئة إصدار الأحكام (مثل مفهوم الجحيم) للسيطرة على الطفل يمكن أن يكون صادماً لنفسية الشخص بشكل يصعب حلحلته.

حتى أن علماء النفس قد صنّفو ووضعو تسمية علمية لمجموعة الأمراض التي يتسبب بها الإيذاء النفسي الديني , والتي تسمى بRTS أو Religious Trauma Syndrome أو بالعربية متلازمة الصدمة الدينية.

حيث يعاني العديد من الأشخاص من متلازمة الصدمة الدينية نتيجة لدين سلطوي أو مجتمع ديني , وقد يعاني الأفراد الذين يعانون من RTS من التفكير بطريقة متطرفة في كل شيء والتي تسمى بالأسود والأبيض , أو
تصديق المعتقدات الغير المنطقية , أو صعوبة الثقة بالنفس , أو تدني احترام الذات , أو الشعور بالحاجة لمجموعة من الناس.

وعادة ما تتكون أيضاً آراء منحرفة ومغلوطة عن الجنس والانضباط والتنظيم العاطفي والعلاقات مع الناس والتعبير عن الذات والمعاناة من الأفكار المربكة وقلة القدرة على التفكير النقدي , وجلد الذات والمعتقدات السلبية عن الذات والآخرين والعالم والشعور بالضياع وعدم الاتجاه , والوحدة , والشعور بالعزلة أو الشعور بعدم الانتماء إضافة الى أعراض اضطراب ما بعد الصدمة و...الخ , من أمور تتسبب بها البيئات الدينية السامّة.

كل هذا وأكثر يمكننا رؤيته يومياً في أي بلد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا , فكيف لمجتمعات موبوئة بالدين كشعوبنا أن تقوم لها قائمة ؟

وكيف لملايين الناس المصابين بهكذا أمراض عقلية ونفسية والذين هم بأمس الحاجة للمساعدة , أن يعيشو حياة سليمة وجيدة ؟ ولو أضفنا طبعاً كل هذه الأمراض على مر التاريخ الداعشي الاسلامي , لرأينا سبب تخلف شعوبنا بشكل واضح وساطع.

الطاعون الديني الاسلامي يجب أن ينتهي بأي طريقة كانت , ولو لم ينتهي أو يتم سحقه ونسفه عن بكرة أبيه , سيظل قابعاً على عقول الملايين من البشر , مخرباً لدول وشعوب ومحطماً لأي أمل في التقدم والتطور واللحاق بركب الحضارة الانسانية.

المصادر :
https://www.spiritwatch.org/relabdef.htm
https://www.restorationcounselingseattle.com/religious...
https://www.youtube.com/watch?v=GXA7GA9yntc








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر