الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزامير أمل

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 7 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لكلّ مزاميره السّرية التي يتعبدّ من خلالها ربّه ، ليس بالضرورة أن يكون نبياً كداود، كما أنّه ليس بالضرورة أن يكون رجلاً حسن الصوت . مزامير أمل أتت في سفر التّشرد بما يقارب ألف مزمور ، لكن لا زالت حتى الآن قيد النقاش فيما لو كان يجوز لأمل أن تصبح نبياً كونها لم تنته من الدّورة الشهرية ، وتكون نجسة حوالي خمسة أيام كل شهر !
من سفر التّشرد :
مناقشة مع الرّب حول الوصايا العشرة
لا تسرق
لا أعرف إن كنت تدري أنني أسرق الكحل من العين.
خالفت الوصايا العشر ، يجب إعادة النّظر فيها أيها الرّب ، لو نناقشها من جديد !
كنت أبحث في القمامة عن طعام ، لكنّني أنّبت نفسي : لماذا تلوثين يدك بالأوساخ ، و السوبر ماركت مليء بالطّعام ؟
ذهبت بسرعة إلى السوبر ماركت. عقمت يديّ من الزبالة ، بدأت أبحث عن أطايب الطعام . اشتريت أفضل أنواع السّمك ، و الكثير من الحليب والسيرلاك .
ذهبت إلى المنزل تغمرني السّعادة لأنّني أعمل على رفاه أولادي ، وكنت قد مررت في الصباح من أمام دكان لبيع الخبز، وضعوا الخبز أمام الدكان، كان هناك دقائق حتى يفتح. أخذت حاجتي من الخبز لعدة أيام .
ضميري مرتاح ، فقط يشوبه استنكار عندما يتمتع زوجي بالطّعام دون أن يسألني عن مصدره ، أصبح يمتدح طبخي ، فالطبخ الطّيب لا يحتاج إلى امرأة ماهرة بل إلى مواد زكية . البارحة ، وبينما كان يشرب الويسكي ، و أمامه صحن من المكسرات التي أحضرتها ، وضع صورتي على الفيس بوك، وكتب تحتها : " حبيبتي إلى الأبد." كم فرحت بحبّه ، سوف تمرّ عليها جارتي أم القعقاع ، و ميوشة بنت الضبع ، سوف تحسداني على نعمة الحبّ.
بعد تلك الصّورة الحميميّة التصقت به علّ ليلتنا تكون حمراء ، قال لي: أتفاءل بوجودك في حياتي ، وغط في نوم عميق ، اعتقدتها إغفاءة سوف يعود بعدها ، سألتني : هل يمكن أن يكون ذلك البطل عاجز جنسياً؟ إن كان الأمر كذلك لماذا يدفع المال إلى النساء العاملات في السّياحة الجنسية؟
لا يهم. المهم أن أبعج صديقاتي ، تحسدنني عليه . أعود إلى موضوع السّرقة الذي أغناني عن السّؤال. دفعت ثمن الحبّ ، أصبح زوجي يسرق مسروقاتي ، منذ أيام اشتريت " دون مال" ما يشبه التّاج كي أضعه على شعري ، لم أستعمله، اختفى ، بدأت أشكّ بنفسي بأنّ الزهايمر قد حلّ بي ، إلى أن رأيته على شعر منوش ابنة الجيران ! لا يمكن أن تقيم منوش علاقة مع ذلك الحيوان؟ أمّها امرأة مؤمنة لا تنقص فرضاً ، لكن سذاجتي كبيرة، فقد أتت أم منوش إلينا هذا الصباح، وكنت في عملي كالمعتاد، أنهيت عملي باكراً ، وعندما فتحت الباب كانت تجلس معه على ضوء الشّموع ، ضربت الباب برجلي وخرجت. لا يذهب ذهنكم إلى البعيد، فأنا متمسّكة به ، لكنّه أرسل أم ميوش لتقنعني أن الجلسة كانت عادية ، فقالت لي: ألم تريني بكامل لباسي الشّرعي ، وعندما دفعتها قائلة: اغربي عن وجهي . قالت لي : زوجك موزلمة أصلاً. لماذا تخافين عليه ؟
مادام ليس زلمة سوف أفكر بالأمر في المساء:
زوجي ليس زلمة حقيقة
لا ينفق علينا
أنا من يطعمه بعرق جبيني
لماذا لا أطلّقه؟
ماذا؟ أرتجف من كلمة طلاق ، أحضرت هويته، قرأت عليها خانة الجنس:" ذكر" . هل أعرف أكثر من دائرة النفوس؟
لا بأس . سوف أستعمل زوجي كجواز سفر في حينا، أسير في المساء بقربه بعد أن يكون قد شبع لحماً وويسكي ، أسند رأسي إلى كتفه، يصفق لي المجتمع لأنّني امرأة ناجحة ، لو تركته لكنت موضع سخريتهم ، المهندسة سوسن طلّقت زوجها لأنه كان يضربها، قالت لي : ليتني لم أطلّقه! كان يضربني وحده، لكن اليوم الجميع يتسلى بضربي ، و الدكتورة نيللي طلّقها زوجها لأنّها لم تسجل البيت باسمه، و انتقصت رجولته، قالت لي: ليتني سجلت البيت باسمه، لقد خف زبائني ، ولا أستطيع المشي في الحي. يشيرون لي بالفاشلة التي لم تحافظ على زواجها حتى أمي قالت لي : كان عليك أن تسمعي كلامه. عفواً منكم. نسيت القصة الأساسية، وهي تغيير بعض الوصايا العشرة ، بدأت بتعبير لا تسرق!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأكاديمية والإعلامية الفلسطينية مي أبو عصب


.. الصحفية المغربية نعيمة بومور




.. صحفيات تنددن بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيينات خلال الحر


.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ




.. قصة معاناة امرأة من رحم الأزمة السورية