الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع المجتمع المدنى, المشروع السياسى, الربيع العربى والانقلابات.

خالد فارس
(Khalid Fares)

2021 / 7 / 15
المجتمع المدني


أولاً: هل مشروع المجتمع المدنى مشروع سياسى؟

أن تقول بالمجتمع المدنى, لا عيب في ذلك, لكن أن تقول أن المجتمع المدنى هو المشروع السياسى, فهذا خطيئة تاريخية. أي مجتمع في العالم, مرتبط بمشروع سياسى. ولا ينفصل المجتمع عن المشروع السياسى الوطنى والقومى.

لو نظرنا الى المجتمع الصهيوني, "المدنى" مثلاً, نجده يخضع بالكامل, للمشروع السياسى القومى الصهيوني. بل ان المجتمع المدنى الصهيوني, خادم وداعم لمشروع القومية اليهودية. القومية اليهودية التي تتحدث عن دولة ذات سيادة قومية, دولة حديثة, التنوع فيها, لا ينفى وينتقص من وجود الأهداف والتطلعات السياسية للحركة الصهيونية, بل انه تنوع, يدعمها, وهذا ما تريده الحركة الصهيونية من الوجود العربى, المدنى, وليس السياسى.

ومن الحقوق السياسية, لليهودى, أنه لا يوجد يهودى فقير, التعليم حق لليهودى, و الصحة والامن وحرية التعبير وحرية تشكيل الأحزاب السياسية. ولا يحق لأى كان أن يتصرف بالحقوق السياسية القومية لليهودى. حقوق اليهودى المدنية تنبع من حقوقه السياسية, في نفاذ المشروع السياسى القومى. اذا, لا يوجد مشروع مدنى صهيونى, منفصل, عن المشروع السياسى الصهيوني.

لماذا يريد التيار العربى الليبرالى أن يطرح مشروع مجتمع مدنى بمعزل عن المشروع القومى العربى أو مشروع الاستقلال السياسى العربى؟ وهل يوجد مجتمع مدنى ألمانى دون مشروع سياسى للقومية والوطن الالمانى, أو الفرنسي أو الامريكى؟

فمن الاجدى أن نسمع ونقرأ وندرس عن ماهية المشروع السياسى, ثم نقرر المجتمع الذى نريد. لان المجتمع يقوم على مشروع سياسى.

ليس المجتمع المدنى صيغة مقررة مسبقا, بل هي شيء يولد من السياسى القومى والوطنى (الاستقلال والسيادة والحرية والتحرر من الصهيونية).

التيار الليبرالى العربى مثل تيار الإسلام السياسى, لا يتحدث عن مشروع سياسى, يُضْمِرُهُ, ربما تغليفاً "للعظيم" او خلطاً ولغطاً, بين المدنى والسياسى. بدلاً من الإسلام هو الحل أصبح المجتمع المدنى هو الحل. أين السياسي؟

ثانياً: هل الربيع العربى, انقلاب أم ثورة؟

تختص عملية الانقلاب في الاستحواذ على الدولة, أولاً, ثم بعد ذلك لكل حادث حديث, فيما يتعلق بالمجتمع. وهو النمط السائد في الوطن العربى, في العصر الحديث.

دول سايكس-بيكو, هي انقلاب على شعوب الوطن العربى, لأنها تشكلت في دول. هى استحواذ على دولة, ثم يبدأ تعريف المجتمع. يعنى الدولة تُعَرّفْ من هو الشعب, وليس العكس. مسيرة عكس التاريخ. ويسير التاريخ بطريقة غير مسموح بها للشعب أن يُعَرّفْ دولته.
حتى في آخر تجارب الغرب, نموذج العراق, من خلال دستور بول بريمير, تم خَلْق دولة, تقسيمها, وفق محاصصات, بين مجموعات عابرة للشعب والمجتمع. وهذه المجموعات من خلال الدولة, هي التي تحدد من هو الشعب.

ما جرى في الربيع العربى, شكل ثورة, وخروج شعبى حقيقى, انتفاضى, ولكن ثقافة هذا الخروج, التي سيطر عليها حواضن ونخب سياسية, هي عقلية انقلابية. ويمكن القول انها ثورات ناقصة. حيث ارادت اسقاط الاقطاع السياسى (الفردى: مثال بن على في تونس, القذافى في ليبيا, ...), من أجل الاستحواذ على الدولة. هي نظرية في الانقلاب, تختلف عن الانقلابات العسكرية, التي تأتى من العسكر.

تتشارك مع الانقلابات العسكرية, في أنها تسعى الى الاستحواذ على الدولة, أما المجتمع, وما هو مشروعه السياسى, يتم تأجيله الى لاحقا, أي بعد الحصول على الدولة, نتفاهم على المجتمع.

هكذا جائت إرادة من أدار وحَرَّكَ, أو ما حصل, في مصر وتونس وليبيا وسوريا وغيرها. الدولة أولاُ, نَرِثُها, ثم نضع هندسة للمجتمع, وفق آليات التبعية الحديثة (مجتمع مدنى + ليبرالية اقتصادية), وليست القديمة. في الأغلب الذى يصل الى الدولة, ليس عناصر الثورة, بل القوى المُنَظَّمَة مثل حركة الاخوان المسلمين (مصر, تونس), أو- و التي تتلقى مباركة ودعم من الغرب.

تتحول الدولة الى مركز الجاذبية السياسى, وليس المجتمع أو الشعب. (تونس, مصر, وغيرهما). يفقد المجتمع مركز جاذبيته السياسى, ونعود من حيث بدأنا, نحو دولة استحوذ عليها مجموعة من القوى المنظمة (اقطاع سياسى حديث) وتتلقى دعما من الغرب (اعادة انتاج التبعية)

خ.ف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال


.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في


.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت




.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي