الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب أنتوني فلو: هناك إله (2-2)

عبدالخالق حسين

2021 / 7 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ملاحظة:
أقترح على القارئ الكريم الذي فاته القسم الأول من هذا المقال أن يفتح الرابط أدناه ليبدأ بقراءته قبل القسم الثاني لتتضح عنده الصورة... مع الشكر الجزيل.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724819

***
والآن نأتي إلى القسم الثاني والأخير

التفكير كفيلسوف:
يقول المؤلف: "قد تسأل: كيف أنَّني، كفيلسوف، أتحدَّثُ في موضوعاتٍ عالجَها العُلماء؟ إنَّ أفضلَ جوابٍ على هذا السُّؤال هو بطَرْحٍ سؤالٍ آخر: هل نحنُ الآن منخرطون في العِلْمِ أم بالفَلْسفة؟" ويجيب قائلاً: "عندما تدرُس التَّفاعُل الدَّاخلي المُتبادل بين جسْمينِ ماديَّيْن، ولنقُل على سبيلِ المثال، اثنين من الجُسَيْمات دون الذرِّية [subatomic particles]، فأنتَ منخرطٌ بالعِلْم. وعندما تسأَل: كيف ولماذا توجد هذه الجُسَيْمات - أو (أيّ) جسْم مادِّي - فأنتَ منخرطٌ بالفَلْسفة. وعندما تستنتجُ نتائجَ فَلْسفية من معطياتٍ عِلْميَّةٍ، فأنتَ تُفكِّرُ كفيلسوف." (ص 122)
"ويستشهد بألْبِرْت آينشْتين قوله: "رجُلُ العِلْمِ هو فيلسوفٌ ضعيف". ويعلق فلو: "لحُسْنِ الحظِّ، الأمرُ ليس كذلك دائما. فقادةُ العِلْمِ خلال مئات السِّنين الأخيرة، بالإضافةِ إلىٰ بعضِ العُلماء المعاصرين الأكثر تأثيراً، بنوا رؤيةً فَلْسفيةً لكونٍ عقلانيٍّ انبثَقَ من عقلٍ إلهي. وكذلك الحالُ معي، فهذه هي رُؤيتي الخاصَّة عن العالَم، التي أجِدُها الآن قائمةً على تفسيرٍ فَلْسفيٍّ للعديدِ من الظَّواهرِ التي واجَهَها العُلماءُ والناسُ العاديُّونَ علىٰ حدٍّ سواء." (ص 124)

ويضيف: "هناك ثلاثةُ أبعادٍ من التَّحقيقِ العِلمي كانت على وجهِ الخصوص مهمَّةً بالنِّسبةِ لي، سأضَعُها في الحُسْبانِ كلَّما تقدَّمْتُ في هذا الكتاب في ضوءِ الأدلَّة المتداولة اليوم:
أوَّلُ هذه الأبعاد هو السُّؤالُ الذي حيَّرَ ولا زالَ يُحيِّرُ الكثيرَ من العُلماءِ اللَّامعين، وهو من أينَ جاءت قوانينُ الطَّبيعة؟
والثاني، هو السُّؤالُ الواضحُ للجميع: كيف جاءت الحياةُ كظواهر عضوية من اللَّا حياة؟
والثالثُ، هو السُّؤالُ الذي يُوجِّهُهُ الفلاسفةُ لعُلماءِ الكون: كيف جاءَ الكونُ - بكُلِّ ما يحتويهِ من أشياء مادِّية - إلى الوجود؟" (ص 124-125).

إله أرسطو
يقول قلو: ((بناءً على موقفي الجديد من نقاشِ الفَلْسفة التقليدية فيما يتعلَّق بوجودِ إله، فإنَّ أكثرَ ما أقنعني في هذا الحقلِ هو حُجَّةُ الفيلسوف ديفيد كونوي David Conway (فيلسوف إنكليزي معاصر)، المؤيِّدة لوجودِ إلهٍ في كتابِهِ (عودةُ الحكمة The Recovery of Wisdom):
الإلهُ الذي دافَعَ كونوي عن وجودِهِ، وأنا كذلك، هو إلهُ أرسطو، فقد كتَبَ كونوي قائلا: خلاصةُ القول: "إنَّ أرسطو قد حدَّدَ الصِّفاتَ التالية للكائنِ الذي يُفسِّرُ وجودَ العالَم بمعناهُ الواسع: الثَّبات (غير متحرِّك)، التَّجريد (غيرُ مادِّي)، القُدْرة على كلِّ شيء، العلْمُ بكُل شيء، الوحدانية، غيرُ قابلٍ للتجزئة (البساطة)، الخيرُ المُطْلَق، ووجوب الوجود." (ص 126-127).
ويضيف: "لا بدَّ أنْ أُؤكِّدَ على أن اكتشافي للأُلوهيَّةِ مبنيٌّ على أساسٍ طبيعيٍّ صرْف، دون الرُّجوع إلى أيَّةِ ظواهر تتجاوزُ الطَّبيعة (خارقة). لقد كان اكتشافي للإلهِ عبارةٌ عن ممارسةِ ما يُسمَّى تقليدياً بـ(اللَّاهوت الطَّبيعي). وليس له صِلَة بأيِّ نوعٍ من أنواعِ الوحي الدِّيني. ولا أدِّعي أنَّه حصلت لي أيَّة تجربة شخصيَّة مع الإله، أو أيَّة تجربة يمكن اعتبارُها إعجازية أو تتجاوز الطَّبيعة. باختصار، اكتشافي للأُلوهيَّةِ كان عبارةً عن رحلةِ عَقل وليست رحلة إيمان." ( ص127)

أينشتاين والدين وإله سبينوزا
كثيراً ما استلمنا عبر البريد الإلكتروني، ومنصات التواصل الاجتماعي، رسائل ومقالات مفادها أن ألبرت أينشتاين قال أنه يؤمن بإله اسبنوزا. هذا الموضوع تطرق إليه أنتوني فلو في كتابه هذا مستشهداً بأينشتاين أنه قال:"أُريدُ أنْ أعرِفَ كيف خلَقَ الإله العالمَ... أُريدُ أنْ أعرِفَ أفكارَهُ، أمَّا الباقي فمجرَّد تفاصيل". وكثيراً ما أشيع أن آينشتين قال: إنَّه يُؤمِنُ بإلهِ باروخ سبينوزا (Baruch Spinoza)، ولأنَّ كلمة (الإله) و(الطبيعة) مترادفتان عند سبينوزا، لذا يمكنُ القولُ بلا تردَّد بأنَّ آينشتين في نظَرِ اليهود، والمسيحيِّين، والمسلمين كان مُلْحِداً، بل كان (الأبَ الرُّوحي لجميعِ المُلْحِدين). (ص 134).

والجدير بالذكر أن فلسفة اسبينوزا حول الإله تعني ما يسمى بـ(وحدة الوجود Pantheism). أي الجمع بين الله والإنسان والطبيعة في كيان واحد. وهذه النظرة قريبة من نظرة بعض الجماعات الصوفية في الإسلام، وحلول الإله في الإنسان. وكثيراً ما نسمع أو نقرأ بعض الشطحات منسوبة لمشايخ الصوفية، مثل بايزيد البسطامي في قوله: "سبحاني وتعالى ما أعظم شأني". وقول الحسين بن منصور الحلاج: "رأيت ربي بعين قلبي، فقلت من أنت؟ قال أنت". وهذا يشبه ما قاله القس والفيلسوف الألماني مايستر إكهارت (Miester Ekhart) في القرن الرابع عشر الميلادي: " إن العين التي أرى الله بها هي نفس العين التي يراني الله بها."، ويقصد عين العقل طبعاً، أي البصيرة وليس البصر. وقال إكهارت: " إذا كانت الصلاة الوحيدة التي تقولها في حياتك كلها هي الشكر لله، فستكون كافية." وقال أيضاً: "كل مخلوق هو كلام الله". اتهمت الكنيسة الكاثوليكية القس إكهارت بالهرطقة (heresy)، وحاكمته، ولكن لحسن حظه مات قبل إصدار الحكم عليه.

وبالعود إلى أينشتاين، وهل حقاً قال أنه يؤمن بإله سبينوزا؟ يعلق أنتوني فلو قائلاً:
((ولكن صدَرَ حديثاً كتابٌ بعنوان: (آينشتين والدِّين Einstein and Religion)، لماكس جامِر (Max Jammer)، وهو أحدُ أصدقاء آينشتين - يُقدِّمُ صورةً مختلفةً تماماً عن تأثيرِ سبينوزا على قناعات آينشتاين الشَّخصية. بيَّنَ جامِر أنَّ آينشتين كان يعرفُ القليلَ عن سبينوزا، وأنَّه لم يقرأ لسبينوزا سوىٰ كتاب ( الأخلاق Ethics)، وقد رفَضَ طلبات متكرِّرة للكتابةِ عن فَلْسفةِ سبينوزا. وفي ردِّهِ على أحدِ الطلبات، قال آينشتاين: "إنَّه لا يملِكُ معرفةً متخصِّصةً ليكتُبَ مقالةً علْميَّةً عن سبينوزا". رغمَّ أنَّ آينشتاين يشترِكُ مع سبينوزا في الإيمانِ بالحَتْميَّة (Determinism)، إلا أنَّ جامر يرى أنَّه من المُصْطنَع وغير المُسوَّغ، الافتراض بأنَّ أفكارَ سبينوزا أثَّرَت على فِكْرِ آينشتين. لحَظَ جامر أيضاً أنَّ (آينشتاين شعَرَ بأنَّه قريبٌ من سبينوزا، لأنَّهما يشتركانِ في حاجتهِما إلى الانعزال، بالإضافةِ إلى قدَرِهِما بأنْ يتمَّ قراءتهُما ضمن التُّراث اليهودي، لكن في النِّهايةِ يَبْقيا غرباء عن التُّراثِ الدِّيني).
((ورغمَ أنَّ آينشتين أشارَ إلى إيمانِ سبينوزا بوحدةِ الوجود [pantheism]، إلا أنَّه في الحقيقةِ عبَّرِ عن إنكارِهِ أنْ يكون مُلْحِداً أو مؤمناً بوحدةِ الوجود، فقد كتَبَ:
"أنا لسْتُ مُلْحداً، ولا يمكن أنْ أعتبرَ نفْسي مؤمناً بوحدةِ الوجود. نحن في موقفِ طِفْلٍ صغيرٍ دخَلَ إلى مكتبةٍ كبيرةٍ مملوءةٍ بكُتُبٍ بلُغاتٍ مختلفة. والطِّفلُ يعرِفُ أنَّه يجب أنْ يكون هناكَ شخصٌ ما كتَبَ هذه الكُتُب. ولكنَّه لا يعرف كيف؟ هو لا يفهَمُ اللُّغةَ التي كُتِبَت بها هذه الكُتُب. الطِّفلُ يظُنُّ بنحو خافت بأنَّ هذه الكُتُب مرتَّبةً بطريقةٍ غامضة، لكنَّه لا يعرف ما هي هذه الطَّريقة. وهذا، كما يبدو لي، هو اتِّجاهُ أذكىٰ شَخْصٍ تجاهَ الإله. نحنُ نرىٰ العالَمَ مُنظَّماً بطريقةٍ رائعة، ويتَّبع قوانينَ معيَّنة، لكنَّنا نفهمُ بنحوٍ خافتٍ فقط هذه القوانين. عقولُنا المحدودة تدرِكُ القوَّةَ الغامضةَ التي تُحرِّكُ هذه الكويكبات."
((جامر لاحظَ، علىٰ سبيلِ المثال، أنَّ آينشتاين احتجَّ بنحو متواِصل ضدَّ اعتبارِهِ مُلْحِداً. وقد أعلَنَ في محادثةٍ مع الأميرِ هيبرتس أمير لونشتين (Hubertus of Lowenstein) قائلاً: "ما يجعلُني أشعُرُ بالغضَبِ فعلاً هو أنَّ الناسَ الذين يقولونَ بأنَّ الإله لا وجودَ لَهُ يسْتشهِدُونَ بكلامي لتأييدِ آرائِهِم."( نفى آينشتاين اعتناقَهُ الإلحاد لأنَّه لم يجِد أنَّ إنكارَهُ للإله الشَّخصي (personal God) يعني أبداً إنكاراً لوجودِ إله.) (ص 135-136).

((وكمُلخَّصٍ ينتهي جامر إلىٰ أنَّ آينشتاين - كما هو حال موسىٰ بن ميمون وسبينوزا - يرفُضُ بشكلٍ قاطعٍ أيَّ نوعٍ من التَّجسيم في الفكرِ الدِّيني ولكن على خلافِ سبينوزا، الذي رأى أنَّ النَّتيجةَ المنطقية لإنكارِ الإله الشَّخصي يجعل الإله في هويَّةٍ مشتركةٍ مع الطَّبيعة، آينشتاين أصرَّ على أنَّ اللهَ يكشِفُ عن ذاتِهِ (في قوانين الكون كرُوحٍ أعظم من تلك التي للإنسان، وعلى المَرْءِ في مواجهةِ ذلك – بما يملِك من قوى هزيلة - أنْ يشْعُرَ بالتَّواضع). آينشتاين اتَّفَقَ مع سبينوزا في أنَّ من يعرِف الطَّبيعة يعرِفُ الإله، لكن ليس لأنَّ الطَّبيعة هي الإله، بل لأنَّ مواصلةَ العِلْم في دراسةِ الطَّبيعة الثِّقة بالطَّبيعةِ العقلانية للواقِعِ، وقُدْرتِها الخاصَّة على الوصولِ إلى العقلِ البشري. في حين أنَّ هذه الثِّقة يفتقِرُ إليها العِلْمُ، حيثُ ينحطُّ إلى إجراءٍ لا روحَ فيه. إنْ أرادَ الكهنةُ جعلُ هذا هو رأسُ مالهِم فهذا شأنُهُم. فليس هناك علاجٌ لذلك يقودُ إلى الدِّين)) (ص 137)

كما يستشهد المؤلف بمقولات عديدة أخرى لأينشتاين، اخترتُ منها واحدة وهي كالآتي:
"تديُّني يتضمَّنُ تقديراً خاضعاً للرُّوحِ المتفوِّقة اللَّا نهائية التي تُظهِرُ نفسَها في أدقِّ التفاصيل التي نستطيعُ إدراكَها بعقولٍ واهيةٍ وضعيفة. هذه القناعةُ العاطفيةُ العميقةُ بوجودِ القوَّة المنطقية الفائقة التي تتجلَّى في الكونِ الذي لا يمكن الإحاطةُ به، هو الذي شكَّلَ فكرتي عن الإله". (ص 139).
ويضيف المؤلف أنتوني فلو:
"آينشتين، وهو مكتشِفُ النظرية النِّسبية، ليس العالِم العظيم الوحيد الذي رأى ربْطاً بين قوانين الطَّبيعة وعقلِ الإله. رُوَّاد فيزياء الكوانتم، وهم عظماء آخرون من المكتشفين في الزَّمنِ الحديث، أمثال ماكس بلانك Max Planck))، وِرْنِر هيزنبيرغ Werner Heisenberg))، إرْوِن شروندجر (Erwin Schrödinger)، وبول ديراك Paul -dir-ac))، كل هؤلاء صدرت عنهم عبارات متشابهة (بخصوص الرَّبط بين قوانين الطَّبيعة وعقلِ الإله.) (ص 140).

وعن إيمان أينشتاين بالإله، وللأمانة أقول: أني شاهدتُ قبل أكثر من عشرة أعوام فيلماً وثائقياً عن أينشتاين على إحدى قنوات BBC، في مقابلة معه، سأله مقدم البرنامج فيما إذا يؤمن بالله، فأجاب بنعم، وأتذكر قوله أنه في مناسبات كاد أن يلمسه ! طبعاً لا يقصد لمساً مادياً باليد وإنما بالبصيرة أي العقل.

ويستشهد فلو بإيمان عالم عملاق آخر ساهم في تغيير التاريخ وهو دارون صاحب نظرية (التطور وأصل الإنسان)، فقال: ((وقبلَ أجيال من هؤلاءِ العلماء، أكَّدَ تشارلز دارْوِن على الفكرةِ ذاتِها بقولِهِ: "العقلُ يقولُ لي إنَّه من الصَّعبِ بدرجةٍ كبيرة، بل من المستحيل، أنْ نُدرِكَ هذا الكون الهائل والرائع، بما في ذلك الإنسان مع قابليَّتِه على النَّظَرِ إلى الماضي البعيد، والذَّهاب بذهنِهِ إلى المستقبلِ البعيد، ليقولَ بعد ذلك بأنَّ هذا الكون قد حدَثَ بصُدْفةٍ عمياء أو ضرورة. عندما أتأمَّلُ في ذلك، أجدُ نفسي مُضْطرَّاً للتطلُّع إلى السَّببِ الأوَّل الذي يمتلكُ عقلاً ذكياً يُشابِهُ بدرجةٍ ما الإنسان؛ عندها أستحِقُّ أنْ أُوصَفَ بالمؤمن.")) (ص 143-144)

هل كان الكون يعرف أننا قادمون؟
وفي الفصل السادس من الكتاب بعنوان: هل كان الكون يعرف أننا قادمون؟ يتحدث المؤلف عن دقة القوانين والثوابت التي تدير الكون بحيث لو تغير أي واحد منها ولو قليلاً، فإننا، وخاصة كبشر أذكياء، يستحيل وجودنا في غير هذه الظروف التي وفرتها هذه القوانين الطبيعية.
وبعنوان ثانوي: (كوننا الدقيق our fine tuned universe)، يقول المؤلف: "الشُّهرة المعاصرة لهذه الحُجَّة تُسلِّطُ الضَّوءَ على بُعْدٍ جديدٍ لقوانينِ الطَّبيعة. كتَبَ عالِمُ الفيزياء فريمان دايسون Freeman Dyson قائلاً : (كلَّما قُمْتُ بفحصِ هذا الكون ودرسْتُ تفاصيلَ تكوينِهِ، أجِدُ دليلاً إضافياً على أنَّ الكونَ بمعنى ما كان يعلَمُ بأنَّنا قادمون. وبعبارةٍ أُ خرى: يبدو أنَّ قوانينَ الطَّبيعة صُمِّمت بنحوٍ يُحرِّكُ العالَمَ باتِّجاهِ نشأة حياة. هذا هو المبدأُ الأنثروبي، الذي أصبحَ مشهوراً بفَضْلِ مفكِّرينَ من أمثال مارتن ريز Martin Rees، و جون بارو John Barrow، وجون ليسْلي John Leslie".(ص 155)
ويضيف فلو: "دعنا نأخُذ أبْسَط قوانين الفيزياء كمثالٍ على ذلك. لقد تمَّ حسابُ أنَّه لو تغيَّرَ حتى لو واحد فقط من الثوابتِ الأساسية - علىٰ سبيلِ المثال سرعة الضَّوء أو كتلة الإلكترون - بدرجةٍ مختلفةٍ قليلاً، فإنَّه لن يكون هناك كوكبٌ قادرٌ على توفيرِ البيئة المناسبة لحياةِ الإنسان. لقد تمَّ تفسيرُ هذا التوافقَ الدَّقيق بطريقين: بعضُ العُلماء قالَ بأنَّ هذا التوافقَ الدَّقيق دالٌّ على التَّصميمِ الإلهي؛ كثيرونَ آخرون خمَّنوا بأنَّ كونَنا هو كونٌ من ضمنِ أكوانٌ أُخرىٰ –(أكوانٌ متعدِّدة) - مع فارق أنَّ كونَنا هُيِّءَ لكي يُوفِّرَ الشُّروط اللازمة للحياة. عملياً لا يدَّعي أيُّ عالِمٍ معروفٍ اليوم أنَّ التوافقَ الدَّقيق كان بنحوٍ صِرْف نتيجةً لعواملِ الصُّدفة في كونٍ واحد." (ص 156).
***
الملاحق
هناك ملحقان:
الملحق الأول: بعنوان: الإلحاد الجديد The New Atheism
وهو تقييمٌ نقديٌّ لرتشارد دوكينز، دانيال دينيت، لويس ولبرت، سام هاريس، وفكتور ستينجر، بقلم بروفيسور روي أبراهام فارجيس (Abraham Varghese Roy). (ص 227)
يقول كاتب الملحق: "لم يفشل هؤلاء فقط في تقديمِ سببٍ لهذا الاعتقاد، بل إنَّهم تجاهلوا الظَّواهرَ الواضحة المُتعلِّقة تحديداً بالسُّؤالِ عمَّا إذا كان الإلهُ موجوداً. كما أرى، هناك خمسُ ظواهر واضحة في خبرتِنا المباشرة، لا يمكنُ تفسيرُها إلَّا بلُغةِ الإيمان بوجودِ إله. هذه الظَّواهر هي:
الأ ولىٰ : العقلانيةُ المُتضمَّنة في جميعِ خبراتنا الحسِّية عن العالَمِ الفيزيائي.
الثانية: الحياةُ، القدرةُ على الفعلِ بنحوٍ مستقلٍّ .
الثالثة: الوعيُ، القدرةُ على أنْ تكونَ مُدْرِكاً.
الرابعة: الفكرُ التصوُّري، القدرةُ على التعبيرِ وفهمِ الرُّموز كتلكَ الموجودة في اللُّغة.
الخامسة: النَّفْس (الذَّات) البشرية، (مركز) الوعي والفكرِ والفعل.
ويستنتج الكاتب في هذا الملحق أن هذه الظواهر لا يمكن فهمها إلا بارتباطها بإله، ويقدم شرحاً وافياً وممتعاً في هذا الصدد في حوالي 31 صفحة. (ص 227)

المُلْحَقُ الثاني
أسئلة يقدمها أنتوني فلو إلى أسقف درهام، نيكولاس توماس رايت، المتخصص في العهد الجديد، فيما يتعلَّقُ بالادِّعاء بأنَّ هناك وحياً ذاتياً للإلهِ في التاريخِ البشري تجسَّدَ بيسوعِ المسيح. وكذلك عن قيامة المسيح، للتحقُّقِ فيما إذا كان المسيحُ المبعوثُ قد ظهَرَ واقعاً للمجموعاتِ التي ادَّعت رؤيتُه، لأنَّ ما لدينا من وثائقَ يقولُ فقط: إنَّ هذه الأحداث غير الاعتيادية قد وقعَتْ بالفعل. (ص 260). ويجيب الأسقف رايت على هذه التساؤلات بشكل واف في نحو 43 صفحة بلغة دينية غير مقنعة لغير المسيحيين المؤمنين.

ويقول المؤلف: "لقد ألحقْتُ هذين المحقين في كتابي هذا لأنهَّما معاً أمثلة لاستدلالٍ قادني إلى تغييرِ وجهة نظري حولَ وجود الإله. لقد شعرْتُ أنَّ من المناسبِ أنْ أُلحِقهُما بكتابي بنحوٍ كامل لأنَّهما إضافة أصيلة للنقاشِ بنحوٍ بالغ الدَّلالة، فضلاً عن كونِهِما يُعطيانِ للقارئ بعضَ الإضاءة حول اتِّجاه رحلتي العقلية الحالية. عندما يُؤخذان بالتَّزامُنِ مع (القَسْمِ الثاني: اكتشافي للمُقدَّس)، فستجد أنَّها تُشكِّلُ كلا عضوياً يُقدِّمُ رؤيةً جديدةً في فَلْسفةِ الدِّين". (ص 223-224)
ويضيف في مكان آخر من الكتاب: "أنا الآن أُؤمِنُ بأنَّ الكونَ قد جاء إلى الوجودِ بواسطةِ ذكاءٍ لا محدود، أنا أُؤمِنُ بأنَّ قوانينَ الكونِ المُعقَّدة تُبيِّنُ ما أسْماهُ العلماء (عقْلُ الله). أنا أُؤمِنُ بأنَّ الحياةَ وإعادةَ الخلْقِ أساسُها مصدْرٌ إلهي." (ص 212)
***
لا شك أن الكتاب مثير للجدل ويحفز على التفكير، جدير بالقراءة بروح الباحث عن الحقيقة، بدون تحيز، أو تعصب لمواقف مسبقة، بعيداً عن روح المكابرة والمعاندة ، يعني القراءة بعقل منفتح، إذ كما قال حكيم: العقل مثل المظلة، يعمل فقط عندما يكون منفتحاً.
Your mind is like a parachute, it only works when it is open.
ــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
رابط الكتاب- النسخة الإنكليزية: Anthony Flew: There is God
http://islamicblessings.com/upload/There-is-a-God.pdf

رابط الكتاب، النسخة العربية، أنتوني فلو: هناك إله. ثم تضغط على عبارة (تحميل الكتاب).
(وفي في حالة عدم فتح الرابط يرجى نقل عنوان الكتاب إلى محرك البحث في غوغل، وتختار الرابط الأقرب للمطلوب، ثم تضغط على (تحميل الكتاب).
https://www.kotobati.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%87%D9%86%D8%A7%D9%83-%D8%A5%D9%84%D9%87-pdf

رابط الكتاب، الطبعة العربية الكويتية لنفس المترجم ولكن بدون تعليقات المراجع
https://ia802806.us.archive.org/23/items/85129/708.pdf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انعكاس الإستبداد الشرقي على فكرة الإله
بارباروسا آكيم ( 2021 / 7 / 16 - 08:04 )
ما يعجبني في العقلية الغربية هي هذه القدرة على الأخذ و الرد بأريحية و فسح المجال لكل الآراء المختلفة
في مسائل تعد من جوهر العقائد

لكن عندنا في الشرق
فنحن قد نغرق في بحر من الدماء لأن هناك مخلوق لم يعجبه ماتقول

الفارق الحضاري و الأخلاقي بين العقليتين واضح و كبير

حتى أنتوني فلو
حينما اراد تشبيه الإله الإبراهيمي وصفه بأن يمثل عقلية شمولية شرقية استبدادية تشبه صدام حسين

تحياتي و تقديري


2 - شكر وتعقيب
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 16 - 09:18 )
شكراً على مرورك على المقال والتعليق القيم، نعم حرية التعبير والمعتقد هي السبب الرئيسي لتقدم الغرب، وغياب هذه الحرية في الشرق هو السبب الرئيس لتخلفهم
مع التحيات


3 - إله آينشتاين
رعد الحافظ ( 2021 / 7 / 16 - 11:41 )
تحيّة طيّبة د. حسين وشكراً لجهودك في هذا الجزء الثاني!
بعيداً عن رأيي بنوعية إلحاد الفيلسوف (فلو) الذي أوضحته في تعليقي على الجزء الأوّل من هذا الموضوع ,أجد هنا إهتمام كبير برأي العالم الأشهر (آينشتاين) وهل كان مؤمناً أم مُلحداً ؟ بالطبع للناس الحقّ في البحث عن موقف أذكى البشر حتماً سيتأثر به البعض. لكن ليست هذه المشكلة عندي بل في كون غالبية مَن كتبوا عن هذا الموضوع حاولوا تجيير موقف آينشتاين لصالح وجهة نظرهم ,السبب واضح في ظنّي , هو أنّ آينشتاين لم يقل موقفه بصراحة (رغم اللقاء الذي شاهدته حضرتك من الـ بي بي سي) ...أنا كثيراً ما قرأتُ عن علماء من بينهم داوكنز أنّ فكرة آينشتاين ( كما هي فكرة العالم ستيفن هوكنغ) أنّ هذا الكون ونظامه يمكن تفسيره علمياً دون إفتراض وجود
قوة عظمى فوقبشرية خرافية
على كلٍ أنا أقول التالي / الإنسان العلمي السوي يقرأ ويطلع على جميع الآراء العلميّة ثم يتخذ الموقف الذي يناسبه والذي يقرّر طريقته في الحياة لأنّ كلّ صغيرة وكبيرة في حياتنا ستتأثر إن كُنّا مؤمنين بالخرافات او عكس ذلك.ولا بأس إذا وجد المرء لاحقاً أنّه سلك الطريق الخاطيء فليعد ويغيّره من جديد!


4 - الخالق 1
نعيم إيليا ( 2021 / 7 / 16 - 12:17 )
ترى ما عسى أن يكون جواب الفيلسوف لو طرح على نفسه السؤال البسيط المعروف المكرور التالي: لماذا لا يظهر خالقه - مادام قديراً في نظره - لخلقه أجمعين في كل الدهور والأزمان ويقول لهم هأنذا انظروني بأعينكم والمسوني بأيديكم؟
ليسمح لي الدكتور القدير عبد الخالق حسين بمناقشة بعض أقوال الفيلسوف:
1- -إنَّ أرسطو قد حدَّدَ الصِّفاتَ التالية للكائنِ الذي يُفسِّرُ وجودَ العالَم بمعناهُ الواسع: الثَّبات (غير متحرِّك)، التَّجريد (غيرُ مادِّي)، القُدْرة على كلِّ شيء، العلْمُ بكُل شيء، الوحدانية، غيرُ قابلٍ للتجزئة (البساطة)، الخيرُ المُطْلَق، ووجوب الوجود.-

والحق أن أرسطو لم يفسر وجود العالم، كل ما فعله أنه فسر حركة العالم تفسيراً اعتمد على صور شعرية
في تصور أرسطو أن السبب الأول (الله) ثابت. ولنا أن نتساءل: هل لشيء أن يكون ثابتاً؟ فإن كان لشيء أن يكون ثابتاً ، فأين البرهان على ثباته؟ ثم لماذا يجب أن يكون الخالق ثابتاً؟ ألا يقدر الخالق أن يكون متحركاً من غير أن يكون لحركته من سبب؟
ولماذا يكون مجرداً وبس؟ ألا يقدر أن يكون مجرداً ومادياً معاً؟
ولماذا يكون واحداً وبس؟ ألا يقدر أن يكون كثيراً وواحداً معاً؟


5 - اينشتاين والدين
كريم حسن ( 2021 / 7 / 16 - 13:04 )
.شكراً على المقالة القيمة
أن كتاب العالم الاسرائيلي ماكس جامر عن اينشتاين والدين قد صدر عام 1999 وهو بالتأكيد لم يطلع على (رسالة الله) التي كتبها اينشتاين عام 1954 اي قبل سنة من وفاته والتي كشف النقاب
قبل اكثر من سنتين عنها في نيويورك وبيعت بمبلغ يقارب 3 مليون دولار. حيث يقول اينشتاين (كلمة الله بالنسبة لي ليست أكثر من تعبير ونتاج لضعف الإنسان) وبالتالي يجعله هذا القول بين الملحدين الذين يقولون نفس الشيء وفي احسن الاحوال يمكن أن يكون في خانة اللاادريين رغم نفيه المتكرر لكونه ملحداً وبأنه يؤمن بإله سبينوزا، ناهيك بأنه رغم كونه من اسرة يهودية فهو لايؤمن قطعاً بإله الأديان ويكرر ذلك بشكل واضح في رسالته تلك.
https://www.bbc.co.uk/news/world-us-canada-46438116
شكرا لكم ثانية


6 - الخاق 2 انتهى وشكراً
نعيم إيليا ( 2021 / 7 / 16 - 13:07 )
ولماذا يجب أن يكون خيراً مطلقاً؟ ألا يقدر أن يكون خيراً وشراً معاً؟
ولماذا يجب أن يكون الخالق واجب الوجود؟
ما الذي كان سيحدث لو أنه لم يكن واجب الوجود؟ أليس يقدر أن يكون واجب الوجود، ولا واجب الوجود معاً؟

فأما سؤاله - من أين جاءت قوانين الطبيعة - فلا يحل المشكلة لأن للمخاطب رداً عليه هو: إذا افترض أن قوانين الطبيعة وضعها الخالق فيها، فلماذا وضعها الخالق فيها؟ أما كان يقدر أن يخلق طبيعة بلا قوانين؟
فأما سؤاله: - كيف جاءت الحياةُ كظواهر عضوية من اللَّا حياة؟- فللمخاطب رد عليه أيضاً هو:
ماذا يمنع أن تأتي الحياة وهي مادة من اللاحياة التي هي مادة أيضاً؟ ثم إذا كان الخالق أوجد الحياة، فلماذا أوجدها؟
فأما سؤاله: -كيف جاءَ الكونُ إلى الوجود؟- فليس بشيء إذ لو افترض أن خالقاً خلقه فسيكون الخالق ملزماً بتفسير كيف خلقه ولماذا خلقه. وتفسير ذلك أصعب من القول بوجود العالم لا بعلة
فأما قوله -كتشافي للأُلوهيَّةِ كان عبارةً عن رحلةِ عَقل وليست رحلة إيمان.- فقول يرفضه العقل. الألوهية إيمان، والإيمان من العاطفة لا من العقل. فإن كان عقله اكتشف الألوهية، فلا بد أن تكون الألوهة في مكان. فأين هذا المكان ؟


7 - شكر وتعقيب على تعليق الأخ رعد الحافظ
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 16 - 14:44 )
جزيل الشكر على متابعتك للمقال، وتعليقك القيم عليه. يبدو أن هناك الكثير من المقولات عن أينشتاين من كل صنف، مع أو ضد الإلحاد. ولكن المؤكد أنه ما كان يؤمن بالإله الديني، بل بالإله الكوني الذي كشف عن نفسه على شكل قوانين الطبيعة الثابتة والغائية، أي وُضِعت هذه القوانين من أجل غاية، وهذا يعني أن خالق هذه القوانين هو واعِ، وعاقل وقادر وذكي بلا حدود. وشبَّه أينشتاين معرفة البشر بالكون وقوانينه بمعرفة ذلك الطفل الذي في مكتبة كبيرة، والذي أشرنا إليه في المقال.
مع التحيات


8 - شكر وتعقيب على تعليق الأخ رعد الحافظ
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 16 - 14:45 )
جزيل الشكر على متابعتك للمقال، وتعليقك القيم عليه. يبدو أن هناك الكثير من المقولات عن أينشتاين من كل صنف، مع أو ضد الإلحاد. ولكن المؤكد أنه ما كان يؤمن بالإله الديني، بل بالإله الكوني الذي كشف عن نفسه على شكل قوانين الطبيعة الثابتة والغائية، أي وُضِعت هذه القوانين من أجل غاية، وهذا يعني أن خالق هذه القوانين هو واعِ، وعاقل وقادر وذكي بلا حدود. وشبَّه أينشتاين معرفة البشر بالكون وقوانينه بمعرفة ذلك الطفل الذي في مكتبة كبيرة، والذي أشرنا إليه في المقال.
مع التحيات


9 - شكر وتعقيب على تعليق الأخ نعيم إليا
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 16 - 14:55 )
الإله المقصود هو غير مادي، ولا يمكن إثباته أو نفيه بالأدلة العلمية أي الأدلة المادية. وإنما بالأدلة العقلانية أي الفلسفية. لذلك قال أينشتاين (أن رجل العلم هو فيلسوف ضعيف). فوجود الله أو عدمه ليس مسألة علمية بل فلسفية. وكما نقلتُ عن المؤلف في القسم الأول من المقال أن الاعتقاد بوجود إله منذ الأزل خلق نفسه بنفسه هو أقرب للعقلانية منه القول ان الكون خلق نفسه بنفسه من العدم وبالصدفة العمياء، خاصة بعد أن أثبت العلم بأن الكون بدأ مباشرة بعد الإنفجار الكبير، يعني أننا نعرف بداية الكون قبل 13.8 مليار سنة لذلك لا بد للكون من خالق
وتبقى القضية مسألة حدس الإنسان أن يكون مع الإيمان أو مع الإلحاد. ولكن في جميع الأحوال نحن لسنا مع الإله الديني الذي يشبه الإله بالإنسان، وحتى يجسده.
تحياتي


10 - شكر وتعقيب على تعليق الأخ كريم حسين
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 16 - 14:59 )
جزيل الشكر على تعليقك القيم، و رابط بي بي س ي عن رسالة أينشتاين.
أعتقد لا يوجد اختلاف بأن أينشتاين لم يكن يؤمن بالإله الديني، ولا بإله سبينوزا، أي بوحدة الوجود الذي يساوي بين الله والطبيعة.
ولكن أغلب تصريحاته تشير إلى إيمانه بإله ذي قدرة خارقة وعاقلة خالق الكون الذي تديره قوانين طبيعية عقلانية، وكما بينتُ في تعقيبي على تعليق الأخ رعد الحافظ، أن أينشتاين أطلق مختلف تصريحات، منها مع الإيمان بالله ومنها مع الإلحاد كما يبدو، ولكن أغلب أقواله كانت مع الإيمان بإله كوني وليس بإله ديني.
مع التحيات


11 - ربما نريد مساعده
كامل حرب ( 2021 / 7 / 16 - 16:27 )
دكتور عبد الخالق , لاشك ان هذه ستكون معضله كبيره تؤرق الباحثين والمفكرين والعلماء فى الكشف عن سر هذا الوجود الغريب واكيد سوف لن يصلوا الى شئ يوضح لماذا نحن هنا وكيف خلق هذا الكون اصلا , هل تعقد مثلا فى امكانيه قيام حياه متقدمه فى كواكب بعيده عنا فى هذا الكون اللانهائى واكيد هم متقدمين عنا علميا بملايين او ربما مليارات السنين , فى تقديرى انه لو تم تواصل بيننا وبينهم فهذا سوف يكون شئ رائع وسوف يمدونا بأشياء فوق مستوانا العلمى والفكرى والتكنولوجى تساعد فى حل هذه الاشكاليه الازليه , هل تعتقد ان هذا الاحتمال ممكن ؟


12 - شكر وتعقيب على تعليق الأستاذ كامل حرب
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 16 - 18:24 )
شكراً أستاذ كامل حرب على إضافتك القيمة، وسؤالك المشروع: هل هناك إمكانية قيام حياة متقدمة فى كواكب بعيدة عنا فى هذا الكون؟
قرأت الجواب قبل سنوات في كتاب بيتر عظيموف الموسوم
Peter Azimoves Guide of Sciences
أن هناك احتمال كبير في وجود حياة ذكية في كواكب أخرى في مجرتنا (درب التبانة). فيقول لو أخذنا مكعب من الفضاء طول ضلعه 50 سنة ضوئية، فربما هناك على الأقل ثلاثة كواكب تتمتع بظروف مشابهة لظروف كوكبنا الأرض، تساعد على نشوء الحياة والحياة الذكية وربما نشوء حضارة
تحياتي


13 - اعتراضات
نعيم إيليا ( 2021 / 7 / 16 - 21:57 )
عندما يعتقد فيلسوف أن إلهه ثابت، ألا يجب أن يثبت بالأدلة الفلسفية أو العلمية أنه ثابت حقاً؟
فإن لم يثبت بالأدلة العلمية أو الفلسفية أنه ثابت، فلماذا يعتقد بأنه ثابت؟
وقس على هذا سائر الأوصاف التي أسبغها على إلهه.
2- ما هي الأدلة الفلسفية على وجود الإله الذي آمن به الفيلسوف سواء أكان هذا الإله روحاً أو مادة؟
3- لماذا الاهتمام بآينشتاين؟ هل إيمان آينشتاين أو إلحاده دليل على وجود إله الفيلسوف أو لا وجوده؟
4- ما الذي يؤيد تصور الفيلسوف أن خلق إلهه لذاته، أقرب إلى الفهم من خلق الطبيعة لذاتها؟
5- لماذا يجب أن يكون للكون خالق؟ وهل حق أن نظرية الإنفجار دليل على وجود خالق للكون؟
6- الإله الذي يخلق نفسه بنفسه لا يكون أزلياً ؛ لأنه بخلقه لنفسه - لو صح ذلك - إنما يكون خلقها بعد أن لم تكن مخلوقة و (بعد) زمن يتضمن حدثاً له بداية، والأزلية زمن مطلق لا يتضمن حدثاً له بداية .

هذه الاعتراضات عزيزي الدكتور حسين وضعتها للقراءة ، ولم أضعها للمناقشة. فلا تجهد نفسك بالرد عليها! ولك الشكر


14 - العيوب لا تدل على الذكاء اللامحدود
Candle 1 ( 2021 / 7 / 16 - 23:34 )
تحية للجميع
الفونس ملك كاستيل باسبانيا (توفي 1284) قال لو كنت مستشارا لله يوم الخلق لخلق عالما ليس به نواقص كما نراه الان وهو محق بذلك
لان العيوب التي لا تعد ولاتحصى لا تدل على الذكاء اللامحدود . اذا نظرنا بعقلانية الى عالم الحيوان سنجد عبثا بدل التصميم وظلما بدل العدالة حيث نتألم للحيوان اذا مات جوعا ونتالم للاخر اللقمة السهلة للمفترس .
اين العقلانية والذكاء من 500 مليون حيمن والحاجة الى واحد لتلقيح البويضة ؟ والعيوب لا تعد ولا تحصى لا تدل على العقلانية والذكاء..
ثم اذا كانت الرؤية الفلسفية لكون عقلاني انبثق من اله وواضع قوانين الطبيعة ؟ فكيف يكون الاكثر تعقيداالذي هو فكر واضع القوانين اوجد نفسه بنفسه وانبثقت منه القوانين دون ان يمر بمراحل النضوج الفكري؟ ولماذا لم تكن مجموعة افكار من وضع القوانين؟
نستغرب ونندهش كيف جاء الكون الى الوجود ولا تصيبنا الدهشة كيف ظهر الاول الذي هو الخالق الى الوجود ؟
ثم ما الحكمة والذكاء بوجود مليارات المجرات وربماما لانهاية من الاكوان وظهور الحياة على الارض التي هي ذرة غبار؟
هل يعقل ام يكون لاحدهم مليار فدان ويزرع سنبلة واحدة ؟
محبة للجميع


15 - شكر وتعقيب على التعليق الثاني للسيد نعيم إليا
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 17 - 09:53 )
شكراً على إضافتك القيمة، ولطفك بعدم إلزامك لي بالرد، إلا إنك طرحت أسئلة جديرة بالرد.
جواباً على 1و2، فقد ذكر المؤلف كل ما في حوزته من أدلة فلسفية معقولة على وجود إله خالق لهذا الكون وحسب اعتقاده.
3- تسأل: لماذا الاهتمام بأينشتاين؟
لأن أينشتاين مثال للعبقرية والحكمة يضرب به المثل يحاول الملحد والمؤمن أن ينسب له مقولات تثبت وجهة نظره وأكثر هذه المقولات التي استشهد بها الملحدون لم يقلها الرجل كما هو واضح من الاقتباسات في المقال والكتاب.
4- سؤالك: لماذا خلق الإله لذاته أقرب إلى الفهم من خلق الطبيعة لذاتها؟
يرى المؤلف أن الموجود منذ الأزل أي لا بداية له، لأن الأزل ليس زمناً. لذلك في فترة لحاده كان يرى طالما الكون بلا بداية فليس هناك إله. ولكن بعد إيمانه بالانفجار الكبير الذي حصل قبل 13.8 مليار سنة، تأكد أن للكون بداية، لذلك لا بد له خالق، وأن الاعتقاد بأن الله موجود منذ الأزل أقرب للعقلانية من الاعتقاد بأن الكون خلق نفسه بنفسه وبهذه الدقة والتعقيد بالصدفة العمياء.
طبعاً هذا الرد ليس فصل الخطاب، لأن الجدل حول وجود الإله سيستمر.
تحياتي


16 - 14 شكر وتعقيب على صاحب تعليق رقم
عبدالخالق حسين ( 2021 / 7 / 17 - 10:18 )
لا شك أن هناك الكثير من الانتقادات من البشر على ما في تصميم الكون من (عيوب)، وحتى جسم الإنسان وعقليته...الخ
ولكن يأتي الرد على هذه الانتقادات بأن البشر يرون هذه النواقص بعقولهم البشرية القاصرة، فلا يعرفون ما يجري في عقل الإله اللامحدود، فهذه العيوب ربما هي ليست عيوب على المدى البعيد. وكما ذكرتُ اقتباساً لأينشتاين في هذا الخصوص حيث شبه البشر في هذا الكون بالطفل الذي دخل مكتبة كبيرة مليئة بالكتب وبمختلف اللغات، ولكنه لا يدري ماذا كتب فيها وما الغاية منها. وهذا ما يقوله المؤمنون في ردهم على الملحدين عندما يواجهون مشكلة بقولهم عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم... وما أوتيتم من العلم إلا قليلا... الخ
أعتقد من الأفضل قراءة الكتاب ففيه الإجابة على كل هذه التساؤلات وأكثر.
مع التحيات

اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا