الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعود بغداد مرة اخرى مدينة للسلام؟؟؟إإإ

غازي الجبوري

2006 / 8 / 12
المجتمع المدني


منذ أن شيد أبو جعفر المنصور عاصمتنا الحبيبة والجميلة" بغداد" والى يومنا هذا، تعرضت هذه المدينة التاريخية العريقة إلى عدة غزوات اجنبيه اقل ما توصف به أنها وحشيه ،عاثت بها فسادا وملأت أرضها بالخراب والدمار وبدماء أبنائها واعتدت على كل شيء مقدس فيها بما في ذلك شرف الناس وأعراضهم وكرامتهم ورموزهم الدينية والقومية ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية الفادحة ... ولكنها دائما كانت تنهض من هذه الكبوات الواحدة تلي الأخرى رغم كل ما يحدث لها وما يحصل فيها ... وعسى أن تكرهوا شيئا وفيه خيرا كثيرا. نعم إن بغداد اليوم تمر بما مرت به سابقا من نكبات حرمت أهلها من التمتع بكل شيء جميل فيها ، كقضاء ساعات طويله تمتد إلى ما بعد منتصف الليل في الحدائق والمقاهي والمتنزهات مثل الزوراء ومدينة الألعاب والجزيرة السياحية وكورنيشات الاعظميه وأبو نؤاس التي تتلوى مع تلوي نهر دجلة الخالد، و ممارسة لعبة المحيبس في شهر رمضان واكل السمك المسكوف والتكه والكباب والقوزي والباقلاء بالدهن واللبلبي والقيمر والكاهي ومختلف المعجنات والمرطبات والحلويات والمكسرات والمطيبات وغير ذلك من الأكلات الشعبية البغدادية وأماكن ووسائل التسلية والترفيه ...ولكن كل ذلك كان بالا مكان الاستغناء أو الاستعاضة عنه بشكل مؤقت ولفترات طويلة لو أن الحرمان اقتصر على هذه المجالات،ولكن أن تبلغ الأمور بحيث تقتل الناس على الهوية الدينية والقومية وعلى الدرجه العلمية بطرق لم يشهد لها التاريخ مثيل من القسوة والوحشية فهذا هو الأمر الذي لا يطاق ... مما دفع بالكثير من أهلها لمغادرتها إلى أماكن أخرى داخل أو خارج العراق طلبا للنجاة وهربا من الخطف اوالاغتيال وفق المخطط المعد للعراق وللأمتين العربية والاسلاميه ولكل الشعوب التي تسعى لنيل الحرية والاستقلال عن قوى الهيمنة الدولية التي تفرض بمختلف وسائل البطش سيطرتها على العالم.
وهكذا يعيد التاريخ نفسه من جديد... غير ان ما يؤسف له في هذا الأمر أن هنالك من المحسوبين على العراقيين والعرب والمسلمين من ساهم بدرجة أو بأخرى في ما أصابهم عن علم أم عن جهل. ولكن كما هو حال الشعوب الحية التي فيها من الرجال والنساء الأحرار الأباة الذين لا تغفوا عيونهم على الضيم انتفض الخيرون من أبناء الشعب العراقي من الحكومة ومن المواطنين بكل العنفوان الوطني في ذروة الماسي وانكسار النفوس وانحطاط الإرادة وتفشي الضعف والخنوع للقوة وانقطاع الأمل وانعدام الغيرة والنخوة والشهامة والضمير ليحيلوا كل ذلك العجز والوهن والشعور بالانهزام إلى ما يقر عيون أهل بغداد وكل العراقيين الوطنيين المخلصين بعون الله عز وجل ،وليجعلوا من أنفسهم مركز إشعاع ينير النفق المظلم الذي ادخل الأعداء العراق فيه رغما عنه ،فها هم اليوم عاقدون العزم على إصلاح ذات البين وردم الهوة المصطنعة التي حفرها الأعداء بين العراقيين وتسللوا من خلالها ليوقعوا بيننا وليقعوا بنا ذبحا وتقتيلا وتدميرا وتخريبا ويحولوا حياتنا إلى جحيم احرق الأخضر قبل اليابس، وبدأت لجان المصالحة الوطنية في بغداد وبعض المحافظات تفعل نشاطاتها وتعقد اللقاءات والاجتماعات بين مختلف أطياف الشعب على مستوى العشائر والأحياء والمكونات من شيوخ عشائر ورجال دين وإعلاميين وكتل سياسية وقد أثمرت هذه اللقاءات وبحمد الله نتائج ملموسة على طريق المصالحة الوطنية التي نأمل أن تتكلل بالنجاح لتعود بغداد الحظارة والتاريخ مرة أخرى كما كانت وردة جميله فواحة ومدينة للسلام والحب والوئام وليس للعنف والانتقام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع