الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبي يعلمهم القراءة والكتابة والمنطق

حازم السيد رويحة
كاتب وباحث

(Hazem Rwiha)

2021 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن النبي محمد عليه الصلاة والسلام جاهلا بالقراءة والكتابة، بل كان عالم يبلغ الناس بمصدر الهدى و العلم والمعرفة القرءان الكريم.

كان النبي يعلم الذين اتبعوه القراءة والكتابة وعلم الإستدلال (علم المنطق)

يقول الله سبحانه وتعالى:

{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران 3 : 75]

إن أمة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد أرسل إليهم كتاب فيه شريعة خاصة لكلا منهما تتضمن الوصايا الأساسية لكل الشرائع ومنها أظاء الأمانة إلى أهلها، كما جعل الله لباقي الأمم شريعة خاصة بهم، ومن أهل الكتاب مؤمنين يحفظون الأمانة ويؤدونها إلى أهلها حتى وإن ءامنتهم على قنطار من الذهب، فهم أهل ثقة وأمانة ووفاء بالعهد.

وهنالك آخرين من أهل الكتاب إن ءامنتهم على دينار لا يؤدون الأمانة إلى أهلها- إلا إذا كان أهل الأمانة قائمين عليها مطالبين بها- و تجدهم يأكلون الأمانة ويقولون بزعمهم الباطل ( ليس علينا في الأميين سبيل ) يعني ليس علينا في الأمميين و الأمم غيرنا سبيل ولن يعاقبنا الله، هم يقولون ذلك ليستحلوا المحرم من أموال الأميين من غير أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وهم بذلك يقولون على الله الكذب لأن الله لم يحل لهم أن يأكلوا أموال الناس بالباطل.

الأميون ليسوا أهل الجهل الذين لا يقرأون ولا يكتبون فذلك إدعاء خاطيء وتحريف ظالم لمعنى الأميين.

ولكن الأميون هم الأمم من غير أهل الكتاب من اليهود والنصارى من بني إسرائيل، الأميون أولئك الأمم الذين أرسل إليهم آخر كتاب أنزل من السماء القرءان، ورسولهم هو رسول الأمم الذي أرسل بشريعة لكل الأمم من غير أهل الكتاب ، و النبي الأمي عليه الصلاة والسلام ليس جاهلا لا يقرأ ولا يكتب ولكنه كان عالم بلسان العرب يقرأ ويكتب ويعلم أصحابه القرءان يتلوه عليهم ويعلمهم الكتاب، ومن علم الكتاب أن يعلمهم الكتابة بالقلم ويقرأ عليهم ويعلمهم القراءة ويعلمهم الحكمة ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون.

يقول الله:

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)} [الجمعة 62 : 1-2]

قد تأتي كلمة الحكمة في سياق النص القرءاني وتعني الأحكام الأمر والنهي وحكم الله كما في الآيات التالية

{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَى في جهنم ملومًا مَّدْحُورًا (39)} [الإسراء 17 : 23-39]

(ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة) ذلك مما أوحى إليك ربك من الأحكام الأوامر والنواهي.

وقد تكون الحكمة هي علم الإستدلال وكيفية معرفة دلالة الألفاظ في سياق الآيات وما يسمى بعلم المنطق Logic.

يقول الله:
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران 3 : 164]

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)} [الجمعة 62]

الآيتان السابقتان بهما دلالة منطقية هي أن من الأميين مؤمنين هم الذين من الله عليهم إذ بعث فيهم رسولا منهم.

1- لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ .
2- هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ .

كيف من الله من فضله على المؤمنيين الأميين؟

بأن بعث فيهم رسولا منهم يعلمهم الكتاب، وعلم الكتاب هو القراءة وتلاوة الآيات والكتابة وعلم الخط بالقلم على الأوراق والصحف، ويعلمهم الحكمة واوامر الله ونواهيه و يعلمهم المنطق علم الإستدلال من سياق النص واستخراج الدليل وفهم الألفاظ كما لو أن النصوص معادلات رياضية يتطابق جزء منها فيؤدي ذلك إلى فهم الألفاظ ومعاني الكلمات الأخرى.

الأميون ليسوا اهل الجهل ولكنهم الأمم التي أرسلت لها شريعة القرءان الحكيم ومنهم أهل علم بالقراءة والتلاوة والكتابة والخط والحساب والفلك والتاريخ والمنطق والفهم والإستدلال.

مثل ءاخر
يقول الله:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة 2 : 89]

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة 2 : 101]

في الآيتين السابقتين:
1-( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ )
2- (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ)

الاية الأولى تدل على كتاب من عند الله مصدق لكتاب معهم.
الآية الثانية تدل على رسول من عند الله مصدق لكتاب معهم.
وفي سياق الآيات..

يتبين لنا أن رسول من عند الله في تلك الآية هو كتاب من عند الله، وأن كلمة رسول قد تأتي في القرءان بمعنى الكتاب القرءان الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج