الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بماذا تفسر- نحو فهم الإنسان والحياة والوجود

سامى لبيب

2021 / 7 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- نحو فهم الإنسان والحياة والوجود (108) .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (99) .

مقدمة :
حل بي حالة من التدهور الصحي نتيجة خلل في كيمياء الجسد لأصل ليقين أن الحياة هي كيمياء علينا أن تعي معدلاتها , فالحياة شوية كيمياء , وما الطب والأطباء إلا محاولة تظبيط معادلات الجسد الكيميائية .
زارني صديق فى مرضي ليطلب مني التراجع عن أفكاري فها أنا على شفي الموت مستدعياً مبدأ باسكال القائل أن الإيمان ينقذ المرء من مخاطر عظيمة فعليك الإيمان لتنجو , فلو آمنت ولم تجد شيئا بعد موتك فلن تخسر شيئا بينما الخسارة ستكون فادحة لو صحت كل الفرضيات بعد الموت .. لم أحترم يوماً مبدأ باسكال هذا فهو منافق نفعي برجماتي يلعب على الحبال فلا يكون الفكر المنطقي الموضوعي هو موضوعه .
وجدت شريط الذكريات الذي يحمل تأملاتي وأفكاري منذ نعومة أظافري وحتى الآن يتحرك فى رأسي ليستدعي أسئلتي القديمة التي مازالت حاضرة لم يسعفها أى فكر بالإجابة .
من هنا أصيغ مقالي هذا بطرح أسئلة و توقفات لن أرفق فيها رؤيتي تاركاً التأمل والتفكير والبحث للقارئ فهذا أفضل طريقة للوصول للحقائق شريطة أن نترك الأمور للمصداقية وللفكر الحر المتحرر من الأكليشيهات والقوالب واضعين الحصان أمام العربة دوما
قد تبدو هذه الأسئلة كشكوك تعتري المرء وقد تكون راودت البعض ولكنها تحمل فى أحشائها أفكار فلسفية عميقة جديرة بالبحث والتفكير والجدال .

- من الخطأ السؤال بمن خلق هذا ليكون السؤال هل يقف الله وراء قوانين الطبيعة ليُسيرها ؟ هل الله يدفع الأكسجين لصدأ الحديد أم الأمور تتم بطبيعة عشوائية غير مُخططة ؟ هل يكون الإيمان بوجود إله هو جهلنا بالظروف المادية الطبيعية ؟

- هل الإيمان يوجود إله مبعثه غرورنا بأهمية ومعني وجودنا فهناك من يهتم ويرتب وجودنا فى وجود نراه غير مهتم ولا معتني ولا مكترث ؟

- عندما ندرك وجودنا من خلال فكرنا وتفاعلنا الحي الواعي مع الطبيعة وليس من خلال فرض وتجسيد وجودنا في الآخرين فهل نحتاج لإله ؟

- بدلا من الإجابة الإختزالية بوجود خلق حري بنا أن نسأل هل هناك غاية للفيروس أن يدمر الإنسان ؟ وهل هناك من يبث الغاية في الفيروس أم أن الأمر تتم بعفوية دون تدبير , ولنتذكر أن الغاية هي إنتاج فكر عاقل .

- ميعث الإيمان بوجود إله هو خوفنا ومخاوفنا .. خوفنا من الطبيعة .. خوفنا من الألم والمرض .. خوفنا من الموت .. خوفنا من المستقبل .. فهل لو تحررنا من مخاوفنا بفهمنا الواعي للحياة والموت فهل يكون هناك أهمية للإيمان بوجود إله ؟

- الأديان تلح على أهمية الإيمان بالبعث واليوم الآخر فمن لم يؤمن فهو كافر خارج الإيمان , فلما هذا الإلحاح بأهمية هذا الإيمان بالرغم أنه لا يضيف ولا يخصم من الإيمان بالإله سوي أن الإنصراف عنه لا يعني أي أهمية للإيمان بوجود إله .-

- آخر قلاع فكرة وجود إله ليس فى كونه منتقم جبار متسلط بل لكونه إله محبة يعتني ويترفق ويرعي ويحتضن .. لقد أسقطنا مشاعرنا الإنسانية على الإله , فهل يصح أن يكون الإله مُحب ؟!

- ما جدوي العبادة للإله طالما الإله لا يحتاج لصلواتنا ونسكنا وعبادتنا وما جدوي أخلاقنا وخيرنا وشرنا بالنسبة للإله طالما هو غير مُضار ولا مُستفيد ولا يؤثر هذا على وجوده .

- هل من العقل والمنطق تقبل وجود إمبراطور شديد الثراء والغني يمتلك إمبراطورية شديدة الإتساع ليكون شاغله مراقبة جحر نمل فى مملكته ؟! هل من المنطق والعقل وجود إله يمتلك ويدير كون هائل الإتساع يحتوي علي 225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة ليتركها بكل مشاكلها من تصادم مجرات وإنهيار وتفجر نجوم وثقوب سوداء تلتهم منتجاته ليعتنى برصد خطواتك وسلوكك وإنزلاقك على قشرة موز ونظرتك الشهوانية لجارتك الحسناء .

- بماذا تفسر ظاهرة الشروق والغروب على الكواكب الخرية المهجورة فى مجموعتنا الشمسية كذا الزلازل والبراكين التى تعتريها , فماذا تعني لك وما جدواها ؟!

- ما جدوي كون هائل يحتوي على مئات المليارات من المجرات والنجوم والأجرام بالنسبة للأرض فألا يكفي شمس وقمر واحد ؟

- لماذا لا نضع فرضية أن الله خلقنا كفنان مُبدع يرسم لوحاته دون أن ينتظر من لوحاته أن تعبده ليتركنا أحرار دون أن يراقبنا ويرصدنا ويعاقبنا على أفكارنا وسلوكنا فهو فى غني وكمال ونزاهة عن أن يهتم بشئوننا .

- ما جدوي معرفة الإله المطلقة بعدد شعور رؤوسنا وعدد القمل الذي يزحف فيها ومصير كل قملة ؟!

- بماذا تفسر أن الصلاة للإله جهة الشرق أو القبلة بالرغم أن الله موجود فى كل مكان ؟!

- بمناسبة عيد الأضحي , بماذا تفسر أن غفران الخطايا والتقرب للإله ونيل رضاه لا تتم إلا بذيح حيوان وسفك دمه فما علاقة الذبح بنيل الرضا أو غفران الخطايا ؟!

- بماذا تفسر أن إيمان ناسك متعبد للإله لا تجدي طالما هو ليس على الدين والمذهب الصحيح ؟ هل الإيمان بالإله مشروع سياسة وإنتماء وهوية ؟

- بماذا تفسر أن قتل الآخر والعدو والمختلف حلال يَجلب الثواب والشرف والمكافأة بينما قتل المنتمي للجماعة شر يجلب العار ويؤرق الضمير ؟ هل الإنتماء الديني مظلة لممارسة العنف والوحشية الرابضة تحت جلودنا بضمير مستريح متلذذ؟

- لماذا نتلهف على إنجاب الأطفال هل هى غريزة كما نقول لنسأل ماهي الغريزة ؟ إم ننجبهم لإثبات وجودنا وإيجاد معني له أم تصدير حيرتنا من الوجود فى موجودات أخري .

- هل قيمة الشئ فى ذاته أم نحن من نسقط ونضيف القيمة على الشئ .. هل القيمة فى ذات معدن الذهب أو المكان المقدس أم هى إنطباعاتنا التي نسقطها على الأشياء .

دمتم بخير .
فلنفكر ونستفيق ونتحرر من أوهامنا ونظل دوما نسأل بحثا عن الحقيقة وليس بحث عن إجابات مُخدرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرأى الحر
على سالم ( 2021 / 7 / 22 - 02:00 )
اولا استاذ سامى ارجو ان تتعافى من هذه الوعكه قريبا وتمنياتى لك بالشفاء السريع , لى ملاحظه وهى انك يبدو انك تدخن بشراهه , اعتقد انك ذكرت ذلك فى بعض المقالات , يعنى انسان مثلك ويبدو انك على مشارف الستين او ربما تعديت فيجب ان تأخذ حذرك من الافراط فى التدخين ويا حبذا لو انك امتنعت تماما عن تدخين السجائر فهى بدون شك مضره جدا بالصحه , انا ايضا كنت مدخن شره وفى يوم من الايام كان يخيل لى انى اسمع اصوات مزعجه كانت تخرج من صدرى , ذهبت الى الطبيب وبعد الكشف صرح لى ان وضعى الصحى خطر بسبب الاسراف فى التدخين وتأثيره على الرأتين ويجب على ان اوقف التدخين مباشره وبدون تأجيل والا , وبالفعل عندما ذهبت الى منزلى اخرجت علبه السجائر ومزقتها اربا والقيتها فى الزباله , حدث هذا منذ مايقرب من سبعه وعشرين عام , لم ادخن سيجاره واحده طوال هذه الفتره , بالطبع الاصوات الغريبه اختفت , هذا يتطلب منك اراده قويه للكف عن التدخين ومشاكله , اتوافق معك تماما فى النقاط التى اوردتها فى مقالك ولك الشكر


2 - الحُرُّ يفهم الحُرّيّة و الأحرار
بريتشهر آري ( 2021 / 7 / 22 - 07:47 )
فقط الحُرُّ - لا الدَّعيّ -، يحترم الرَّأيَّ الحُرّ . الدَّعيُّ كُلّ بضاعته الفاسدة المكرورة المكرورة، يدور على الآخرين بالسّباب و الشَّتائِم بعنوان (تعقيب) يحذفه مِرارَاً و تِكراراً (رقيب التعليقات).
عيد أضحى سعيد


3 - ممنون لمحبتك أستاذ على سالم ويشرفني صداقتك
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 22 - 14:16 )
أهلا أستاذ على سالم وممنون لحضورك وإعتناءك بصحتى
مداخلتك من أفضل المداخلات التي إستقبلتها وإن كنت أتوقعها منك , فما معني التفاعل والحوار بدون وجود جانب إنساني محب.
نعم أن شره فى شرب السجائر ومن زمن طويل وأعلم مضارها ولكن لم أحاول الإقلاع نهائيا عنها.
أنا أخفف من السجائر الآن وستكون تجربتك الرائعة نبراسا لي للتخلص من التدخين.
أنا أعتز وأقدر وأثمن وأعتز بمعرفتك وصداقتك بعيدا على الحوار الفكري لذا سأرسل لك بريدي الإلكتروني على صفحتك ولتفعل أنت نفس الأمر من خلال راسلوا هذا الكاتب وليكن هناك تواصل وصداقة .
تقبل مني كل المحبة والتقدير.


4 - مبدع النص يمتلك سذاجة وسطحية فى إدراكه للقيمة
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 22 - 18:19 )
أهلا أستاذ Abdelazeem Eltayeb من الفيسبوك
مداخلتك ذكية عندما فسرت فكر الإنسان القديم للقيمة متخذا مثال ويحلون من أساور من فضة أو ذهب .
قصة يحلون من أساور من ذهب أو فضة تدل على بشرية النص من مؤلف يمتلك الكثير من السذاجة والسطحية غايته أن يدغدغ الأحلام والأماني.
قبل أن أتطرق للسطحية والسذاجة فلك أن تعلم أن يحلون فيها من أساور من ذهب لا تخص النساء فى الجنه كما قد يتصور البعض , فإله الإسلام لم يترك لهم شيئا ليميزهم فالحلية للسادة المؤمنين!!
مبدع النص يتحلي بسذاجة وسطحية شديدة فعندما يتحلي الجميع باساور من ذهب أو فضة قى الجنه فقد هذا المعدن قيمته من شيوع إستخدامه فلا مكان للتميز أو الإحساس بقيمة الشئ.


5 - العداء للفكر الآخر نتاج ثقافة إقصائية عدائية
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 23 - 13:50 )
أهلا أستاذ بريتشهر آري
كنت أتوسم أن تتناول أسئلة ومفردات المقال ولكتك مهموما بقضيتنا الأزلية كعرب وهي عدم إجترام الرأي الآخر.
مازلنا نتعثر فى طريق حرية الفكر والتعبير ومازال الإختلاف الفكري يعني العداء جالبا معه الإزدراء والإساءة لأري أن هنا نتاج ثقاقة تحتقر وتزدري وتعادي الآخر فكر ووجودا .
مازال الطريق أمامنا طويلا لترسيخ التحضر والتمدن وأنا متفائل فى التغيير والتطور فعجلة التطور ستحطم كل العصيان التى توضع داخلها.
تحياتي .


6 - يشرفني حضورك أستاذ احمد جدعان الشايب
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 24 - 18:22 )
الأستاذ احمد جدعان الشايب من الفيسبوك
يسعدني ويشرفني حضورك وتقديرك لكتاباتي ويزداد شرفي عندما يأتي التقدير من قامة فكرية وأدبية مثلك.
إكتشفت موقعك فى الحوار المتمدن لأحصل على كنز من المقالات الأدبية الرائعة ولأسعد أنك يمكن أن تصيغ أفكاري فى مقالاتك لإيماني أن الكتابة الأدبية الفنية أفضل الكتابات لتمرير وصياغة الأفكار.
https://www.ahewar.org/m.asp?i=12987
تقبل إحترامي وتقديري .


7 - ما أكثر أمثال باسكال عندنا
حميد فكري ( 2021 / 7 / 26 - 20:07 )
تحية للجميع
سلمتك يا استاذ سامي ,متمنياتي لك بالشفاء العاجل .
ليس من عادتي أن أتوجه بنصيحة لأحد إلا نادرا,لاعتقادي بحرية التصرف لكل شخص.ولكن هذه المرة سأنصحك بالإقلاع عن التدخين .

بالنسبة لمقالك فهو يزخر بأسئلة رائعة وهي بالفعل تستحق عقل متنور للإجابة عنها .
إستوقفني مبدأ باسكال .وفي الحقيقة كلما سمعت عن هذا ( المبدأ) إلا وسخرت منه أشدّ السخرية.
لماذا المسلون - طبعا لا أعرف الكثير عن المسيحيين -هم أكثر الناس حرصا على تطبيق هذا (المبدأ) ؟!!!!
فبمجرد أن يبلغ المسلم العقد الخامس من العمر إلا وتجده يصلي ويواضب على المسجد.
أليس بهذا يؤكد أنه عبارة عن شخصية غريبة فصامية .فحتى الإيمان عنده مجرد مقامرة .
كم أزدري هذا النوع الأفاق المراوغ المنافق المقامر الإنتهازي المقنّع....
على العموم تحياتي


8 - العملية الإيمانية لا تخلو من البرجماتية النفعية
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 28 - 16:07 )
أهلا أستاذ حميد فكري وممنون لأمنياتك ونصيحتك.
إستوقفك تناولي لمبدأ باسكال وفي الحقيقة هذا المبدأ سائد ومتأصل بين الدينيين بصورة كبيرة ليمكن القول إنهم يتعاملون معه بعفوية وتلقائية دون الإطلاع على مضمونه كما نشره باسكال .
ألاحظ أن أكثر مرتادي المساجد والكنائس من كبار السن فقد أتيح لي مراقبة المترددين على المسجد القابع أسفل العقار الذي أقيم به لأجد كبار السن هم الأكثر حرصا ولأجد المترددين منهم عند صلاة الفجر لا يتجاوزا أصابع اليد الواحدة .
كان لى سؤال لبعض المقربين لي من المسلمين والمسيحيين كبار السن عن الذي يدفعهم للصلاة بالرغم أن تاريخهم وشبابهم لا يشهد بهذا التدين والإلتزام فكانت الإجابة العفوية المنطلقة من مبدأ باسكال لأنهم يرون أنهم علي وشك من تشطيب حياتهم فليلتزموا !!
العملية الإيمانية لا تخلو من البرجماتية النفعية .

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا