الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيروس الخبيث يخطف منا أحد أهرام المدرسة الفلسفية المغربية: الأستاذ والمفكر الكبير وفيلسوف الحداثة محمد سبيلا

أحمد كريم

2021 / 7 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


توفي صباح الثلاثاء 20يوليوز 2021. المفكر المغربي محمد سبيلا ، عن عمر ناهز ال 79عاما بسبب إصابته بكوفيد 19.

الراحل يعد من أهم الأسماء التي لمع اسمها في عالم الكتابة العربية الفكرية، وقد كان من بين المفكرين الذين أسهموا في تأسيس المدرسة الفلسفية المغربية عن طريق أعمالهم الفكرية سواء تعلق الأمر بالكتابة الفلسفية أو الترجمة للنصوص الأصلية إلى اللغة العربية، كما انشغل الراحل بمختلف الإشكاليات الاجتماعية والإنسانية ، الأمر الذي جعله دائم الترحال بين الحقول المعرفية ، إذ اشتغل على السوسيولوجيا والفلسفة والأنثروبولوجيا وعلم النفس.

ظل محمد سبيلا إلى آخر أيام حياته منشغلا بسؤال الحداثة وعوائق التحديث بالمجتمع المغربي وقضايا الفكر المعاصر، كباقي رفاقه أمثال محمد عابد الجابري وأركون ووقيدي والخطيبي، رحمهم الله، حيت جعلوا من الحداثة مفهوما مركزيا لأعمالهم الفكرية ،سواء في مؤلفاتهم النظرية أو بالجمع بين الفكر النظري والنضال السياسي.

ولد مفكر الحداثة العربية، كما يصفه البعض ، سنة 1942 بالدار البيضاء، و زاول دراسته الأكاديمية بجامعة الرباط ثم جامعة السوربون بباريس، فحصل سنة 1967 على الإجازة في الفلسفة وفي نفس السنة التحق باتحاد كتاب المغرب، وفي سنة 1974 حصل على دبلوم الدراسات العليا، ونال دكتوراه الدولة سنة 1992 بكلية العلوم الإنسانية بالرباط .
اشتغل أستاذاً جامعياً بكلية الرباط، ثم شغل منصب رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بجامعة فاس ما بين 1972 و 1980، ثم ترأس الجمعية الفلسفية المغربية ما بين 1994 و 2006 .

نشر الدكتور "سبيلا" العديد من الدراسات والأبحاث في مجموعة من الصُّحف والمجلات العربية والغربية كـ"الاتحاد الإشتراكي" ، "أقلام" ، "آفاق الوحدة" ، "الفكر العربي المعاصر" ، "المستقبل العربي" ، "المناظرة".. كما ساهم في تحرير مجلة "المشروع"، وكان مديرا لمجلة "مدارات فلسفية".

وترك المفكر الراحل العديد من المؤلفات التي تتنوع بين البحث الفكري والفلسفي والترجمة ،وهي بمثابة ثمرات جهد سنوات طوال من الكتابة والتفكير والتفلسف، بدأها منذ سبعينيات القرن الماضي مؤلفا كتبا قاربت العشرين كتابا من بينها : «مدارات الحداثة»، 1987. «سلسلة كراسات فلسفية»، 1991. «الإيديولوجيا: نحو نظرة تكاملية»، 1992. «الأصولية والحداثة»، 1998. «المغرب في مواجهة الحداثة»، 1999. «الحداثة وما بعد الحداثة»، 2000. «للسياسة بالسياسة»، وكتاب «أمشاج»، سنة 2000. «دفاعاً عن العقل والحداثة»، 2002... وصولاً إلى الشرط الحداثي، 2020، الصادر عن دار خطوط وظلال، بالأردن. إلى جانب ترجمات فكرية وفلسفية لكبار الفلاسفة الحداثيين، وما بعد الحداثيين. من بينها: «الفلسفة بين العلم والإيديولوجيا»، لألتوسير، 1974. «التقنية-الحقيقة-الوجود»، لمارتن هايدغر سنة 1984م. «التحليل النفسي»، لبول لوران أسون، 1985. «نظام الخطاب»، لميشيل فوكو، 1986... «التحليل النفسي»، لكاترين كليمان، 2000. وغيرهم الكثير.

كما ساهم في التّأليف المدرسي والجامعي في مجموعة من الكتب المدرسية منها "مناهج الفلسفة" للسنة الثانية بكالوريا، و "الفلسفة الحديثة" ، و "سلسلة دفاتر فلسفية"، بالاشتراك مع الدكتور عبد السلام بن عبد العالي"

تعازينا القلبية الخالصة لأسرة الفقيد، والرحمة لأستاذنا ومعلمنا أبو الحداثة المغربية محمد سبيلا، برحيلك تفقد جامعتنا أستاذ جيل، بصم حضوره القوي بإنجازاته الفكرية ونصوصه الفلسفية ، حيت قرب النص للقارئ العربي عامة والمغربي خاصة بترجماته الجميلة التي تزيد اللفظ مضاء والمعنى عمقا وبهاء، ساعيا إلي ذلك تأسيس مدرسة فلسفية مغرببة قائمة الذات ، ينهل منها جميع طلبته وتلاميذته، ، لأن الفيلسوف لا يموت قد يموت بيولوجيا ،لكنه يستمر رمزيا وفكريا في أذهان تلامذته الأوفياء، لكي تستمر سفينة الحداثة، كمنارة في البحر وتصمد أمام أمواجه التي تعيق طريقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال