الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحن متخلفون .. ثقافة الإختزال والإجترار

سامى لبيب

2021 / 7 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- لماذا نحن متخلفون (80) .

- هناك حالة من الفكر الإختزالي تتسيد مواقفنا وفكرنا وسلوكنا وهي نتاج ثقافة عتيدة تختزل الإنسان والمجتمعات فى مشهد واحد ليتم تثبيته وتوريثه وتداوله دوما .

- العقل الإختزالي هو عقل متخلف بالضرورة سواء كان هذا العقل شرقياً أم غربياً , وإن كان فى شرقنا منهجية عتيدة للتفكير والسلوك والمواقف بينما يتضاءل هذا فى الغرب بفعل التحضر والمدنية والحداثة , فالفكر الإختزالي هو اختصار الظاهرة أو المرحلة أو الحقيقة أو الشخص أو السلوك في تفصيل واحد أو حدث واحد ودمغه بها بصورة قطعية ونهائية صارمة وجازمة وحبسه في هذا التصور دون أية فرصة في تعديل المواقف منه .

- العقل الاختزالي عقل غير قادر على التوليف أو التركيب أو بناء علاقات فكرية أو إيجاد صلات أو روابط بين الأشياء والحوادث والظواهر والأفراد بشكل موضوعي , فهذا العقل السطحي يأخذ الظاهرة أو الفعل أو الحادثة في وجودها الخاص ويتم الحكم عليها وتعميمها من خلاله .

- يقوم العقل الإختزالي على ذهنية الوصم أو الدمغ أو الاختصار بشكل متعسف للأشياء والأفراد نتاج موقف أو حادثة واحدة تاريخية وذلك بالتركيز علي صورة واحدة وتثبيتها مع إهمال تام للتغيير والتطور الذى ينتاب الحدث مع حذف تام لمبدأ الصيرورة والحراك والتطور والتركيز على ثبات صورة واحدة في الذهن لشيء معين أو ظاهرة معينة أو فرد معين ووضعه في خانة محكمة مغلقة بصورة أبدية وغالبا ما تكون هذه الخانة متخيلة لا تستند على أي منطق متين وناضج بل على موقف إنفعالي عاطفي فى الغالب لتلغي أي إمكانية لتغيير الصورة أو تعديلها .

- العقل الإختزالي يلغي مبدأ السببية والعلة والميول العميقة والدوافع والعوامل المتشابكة ليركز على صورة وسطحها الظاهري وهي صورة مختزلة محذوفة مختصرة لا ترى الشيء أو الشخص أو الظاهرة بل ترى رغبتها الشخصية وصورتها وميولها هي .

- منهجية العقل الإختزالي هو الثبات والحفاظ على الثوابت ومن هنا فهو يلغي الديناميكية والحراك والتطور , ومن هنا نتلمس خطورة فكرة الثوابت التي تتحول لأصنام فكرية عصية على الجدال .

- هذا العقل الاختزالي هو سمة المجتمعات المتخلفة فى الغالب التي تعيش في تركيبتها الاجتماعية على الإعادة والاجترار من الماضي والتكرار والطقسية , أي بتعبير أدق المجتمعات التقليدية الراكدة التي تتسم الحوادث فيها والمواقف بثبات ليتذكر الناس على مدى عشرات السنين حوادث فردية تافهة يجتروها ويرددونها على الدوام بينما هذا لا يحدث في مجتمعات الحداثة والنمو والاكتشافات المتلاحقة ولينطبق هذا أيضاً على السلوك السياسي كما سنري لاحقاً .

- ذهنية الإختزال هي نتاج منطقي لعقلية التخلف ويُعرفها الدكتور مصطفى حجازي في كتابه "سيكولوجيا الانسان المقهور" على ان الاختزال عملية نفسية علائقية يُختصر فيها الشخص إلى أحد أبعاده أو وجه من وجوده أو إحدى خصائصه فقط. وهكذا لا نعود ندركه إلا باعتباره تلك الصفة أو الخاصية , وفي هذا اعتداء على إنسانيته واعتداء على حريته في أن يكون غير ما نريد .. ويتخذ الاختزال طابعا سلبياً معظم الأحيان كأن لا نرى من الشخص أو المجموع إلا إحدى الخصال السيئة ونوحدها معه ,وهنا تدخل التحيزات والأحكام المسبقة والأفكار المنمطة كثيرا وتؤدي إلى مواقف إدانة وتعصب.

- إذن الانتقائية والاختزالية وجهان لعقل متخلف واحد يختصر الآخر في بعد واحد ويلغي كل التنوع والثراء في الشخصية الإنسانية , وهذا اعتقال للآخر وحبس وسجن له في خانة دون منحه الحق في أن يتغير أو يتحرك أو يفكر أو يبدل مواقفه أو يراجع نفسه.

- إن العقل الاختزالي هو أيضا عقل إسقاطي , فحكم الإنسان المتخلف على الظواهر والأشخاص يشوبها الكثير من التحيز والقطيعة, وذلك من طغيان الانفعالات بإلغائها لوظيفة النقد العقلي لتفتح الباب واسعا أمام بروز الميول العاطفية الإنفعالية , فيتحول الآخر إلى مجرد رمز للسوء أو الشر أو التعطيل أو الخطر أو العنف أو الحب أو العون.الخ. منذ تلك اللحظة يتحدد التعامل معه والموقف منه انطلاقا من دلالة الرمز الذي أُعطي له .

- الفكر الإختزالي هو مأزق عقلاني ومأزق نفسي حسب علم النفس فكيف يمكن الحكم على شخص واحد بسبب موقف أو الاستنتاج أن صندوقاً كاملا من التفاح فاسد بسبب تفاحة واحدة , فالإنسان مجموعة هائلة من الخواص والصفات الجسدية والوراثية والثقافية والاجتماعية وهي في تبدل دائم ولا يمكن الحكم عليه بناء على صفة أو خاصية , كما أن القول أن فلانا سيء أو جيد يتطلب تحديد في أية ساعة أو موقف أو لحظة كان سيئاً أو جيداً لأنه سيكون خلاف ذلك في لحظة تالية, كما أن معايير الحكم نسبية على أى موقف فيختلف ويتباين من شعب إلى آخر , ومن زمن لآخر .

- إن العقل الاختزالي هو عقل تنقصه المحاكمة المنطقية القائمة على رؤية الأشياء والحوادث والظواهر والأفراد والوقائع بناء على عقل جدلي يبدو فيه كل شيء في تحول وولادة وموت وإنبعاث وتكون وصيرورة , أما العناد والثبات والرسوخ فهي سمات تميز العقل الاختزالي المتخلف ليتم تصويرها على إنها ثبات مبدئي بينما هي إلغاء لجدلية العقل , ومن هنا نستشف أن العقل الإختزالي هو نتاج لثقافة دينية دوغمائية يالضرورة عندما تتحول الأفكار إلى يقين وثوابت ومواقف حادة غير قابلة للجدل .

- العقل الإختزالي لا يكتفي بتعسفه في الأحكام والمواقف بل بتعسفه وإختزاله للمعاني , فالشرف يقتصر على عفة مهبل المرأة وليتم إهمال كافة أشكال الشرف , كذا التدين في حجاب وخمار ولحية ليتم التعامل مع الأمور بشكل سطحي غير موضوعي مرسخاً الزيف .

- العقل الإختزالي كونه يفتقد للموضوعية فى التقييم فهو ينتج بالضرورة إنحيازات عاطقية أو قل أن الإنحياز العاطفي أنتج مواقف إختزالية فلا يتم تقييم التاريخ تقييماً موضوعياً نقدياً بل إنحيازياً عاطفياً , فيتم تمجيد كافة الإنتهاكات المصاحبة للغزو الإسلامي مثلا فى البلاد التى غزتها , ليفقد الإنسان البوصلة الصحيحة فى التقييم والمعايير كون هناك إختزال للتاريخ فى مشهد وموقف واحد مبعثه عاطفي .

- من الأمثلة الشهيرة لفكر مجتمعاتنا الإختزالي الموقف من اليهود , فهناك ثقافة موروثة تُشكل موقفاً من اليهود كونهم الأخبث والأكثر عداوة للذين آمنوا وأنهم خائني العهد ولا ثقة فيهم ليتم تعميم هذا الحكم على اليهود على مر الزمان والمكان ومن هنا تنشأ مواقف حادة مُستقطبة تبدد أى فكرة للتعايش السلمي بين البشر من مجرد رؤية تعميمية تاريخية إختزالية .. إختزلت المجموع فى مشهد خاص ., لذا فخطأ هذا الفكر الإختزالي أنه ينحرف بالبوصلة ويضلل التفكير فيكون العداء عنصريا مصيره إلى الإضمحلال والزوال مع الزمن بينما العداء الحقيقي لكون إسرائيل تنهج فكر عنصريا صهيونيا متصادم مع آمال وطموحات شعوبنا .

- ثقافة الإختزال التي هى نتاج ثقافة دينية تفرض نفسها على مفردات أى ثقافة أخري حتى ولو كانت مدنية علمانية , فالإرث والجذور عميقة لنجد فكر ومواقف وسلوك إختزالي لدي اليساريين والماركسيين العرب , فالماركسية بكل حيويتها يتم إختزالها فى فكر لينيين وستالين وماو ومن هنا لا مكان للتجديد والتطوير والتعديل بل إجترار لأقوالهم وفكرهم لتحدث تحولات وزلزال هائلة ومازال الماركسيين يتمحورون فى لينين وستالين .

دمتم بخير .
لا تحرر ولا تقدم قبل أن نتحرر من ثقافتنا القميئة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى لا نختزل الإختزالية
حميد فكري ( 2021 / 7 / 28 - 16:21 )
تحية طيبة
يبدو أنك بخير أستاذ سامي ،تهانينا لك بالصحة والعافية .
أتفق معك في نقدك للعقلية الإختزالية،خصوصا في مجال الظواهر الإجتماعية الإنسانية.فهذه بطبيعتها ظواهر معقدة تتداخل في تركيبتها مجموعة من العوامل والأسباب .ولهذا لايمكن تفسيرها بإرجاعها الى عامل واحد فقط، بل لابد من النظر إليها في كليتها
ولكن لماذا أنت تختزل عقلية الإختزال في بعد واحد؟!! .وهذا قولك (ثقافة الإختزال التي هى نتاج ثقافة دينية )
فهل صار للثقافة الدينية وحدها كل هذا الثقل والقيمة حتى نرجع إليها كل شيء ونفسر بها كل الظواهر؟!!

نعم ،قد يكون للموروث الثقافي الديني حضور ما ،في تشكيل العقل الإختزالي ،لكن ماذا عن التعليم وطبيعته عندنا ؟
أليس تخلف هذا التعليم سبب أساسي في تكوين عقول محدودة الأفق والتفكير ،مسؤول عن انتشار عقلية الإختزال؟
ثم لماذا التعليم عندنا بهذا الشكل تحديدا؟
أليس لأن هناك من يستفيد وراءه ؟
وهكذا ،سنجد أن 《-;-العقلية الإختزالية》-;- في النهاية ،هي نفسها نتاج عوامل متداخلة ،فيها الديني والتعليمي والسياسي والأيديولوجي ،وليس عامل واحد.
تحياتي لك


2 - الثقافة الدينية هي المنتجة بتفرد لثقافة الإختزال
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 29 - 13:45 )
أهلا أستاذ حميد قكري
ترفض إختزال عقلية الإختزال فى بعد الثقافة الدينية فقط لأقول أن ثقافة الإختزال منشأها ومنهجها الفكر الديني الذي أسس لها كثقافةوحيدة متفردة وما نراه من عقلية إختزالية قى التعليم والسياسة ماهو إلا حضور الثقافة الدينية قى الحياة.
عندما تكون لدينا ثقافات أخري علمية بديلة وقوية وحاضرة فيمكن أن نبحث فى تأثيرها وإنتاجها للقكر الإختزالي أم لا,ولكن لا يوجد حضور لتلك الثقافة إلا بشكل محدود لتري إيمان أهل العلم بالجن والعفاريت والبركات مثلا.
عندما تجد سبب العداء والكراهية لليهود في الوعي الجمعي نتاج موقف التراث الإسلامي منهم فهنا نري حضور ثقافة الإخنزال الدينية
أنظر لرؤية العامة للحريات والعلمانية تجد تأثير ثقافة الإختزال فرؤيتهم فى الوعي الجمعي أنهما يدعوان للحرية الجنسية فيتم إختزال الحرية والعلمانية فى هذا المنحي.
لا أري عقلية الإختزال تقتصر على الرؤية الدينية بل هى ثقافة متغلغة قى التعاطي إعلاميا وتعليميا ألخ لتفرض رؤيتها ومنهجها لذا أشرت لتأثير ثقافة الإختزال على اليساريين والشيوعيين والقوميين قي تعاطيهم فهم تربوا فى ظلال تلك الثقافة.
نعم هناك بعض التطور المحدود فى الوعي


3 - تعليم حقيقي + حرية حقيقية=انكماش الدين
حميد فكري ( 2021 / 7 / 30 - 03:46 )
تحية مجددة أستاذ سامي

سؤال ,برأيك ماذا لو تغير تعليمنا جذريا,هل سيبقى التفكير الديني عندنا على حاله دون أن يطاله أي تغيير في العمق أم أنه سيتغير حتما؟
لكن على شرط أن يجد هذا التعليم مناخ وبيئة لحرية حقيقية تدعمه وهذا بدوره يستلزم وجود دولة مؤمنة بضرورة التغيير الحقيقي.




4 - العلم عندنا بنظام الكتاتيب قائم على الحفظ والصم
سامى لبيب ( 2021 / 7 / 30 - 15:52 )
الأستاذ حميد قكري
أتفق معك تماما فى معادلتك:تعليم حقيقي+حرية حقيقية=انكماش الدين,فالعلم نور كما يقولون ليقضي على التخلف ولكني أتحدث عن واقع,فللأسف لايوجد تعليم حقيقي قى مدارسنا وجماعاتنا لإنعدام شئ إسمه المنهج العلمي.
لن أتحدث عن حجم التعليم الديني والجامعات ورسائل الدكتوراة والبكالوريوس ولكن أتحدث عن العلوم الطبيعية فالأمور لا تزيد عن كتاتيب حتى في المدارس والجماعات لتقوم على الحفظ والصم والتفريغ لتنتج فى أحسن الأحوال ميكانيكي سيارات بمفهومه العام أى القدرة على صيانة السيارة دون القدرة على إنتاجها.
أتحدث عن نظام تعليمي قائم متأثرا يتقافته الدينية ليدخل الأشياء فى الحلال والحرام كما يقوم على نسق التعامل مع الأمور كما هي دون بحث أو تمحيص فنحن نتعامل مع العلوم ككتب مقدسة دون أن نخوض فى أبحاث أو تجريب أو تمحيص.
هناك تأثير خطير للثقافة الدينية غير إرساء عقلية التلقين تتمثل فى التحريم والتابوهات تجاه العلم فهناك نفور من الفلسفة وهناك تحريم لعلوم طبية كالإستنساخ ونقل الأعضاء ألخ.
أري حضرتك تخوض فى قضية جدلية عن إمكانية التخلص من الدين بإرساء العلم ولكن هل الثقافة كفيلة بتحجيم العلم وتشويهه


5 - نحن بحاجة لإرادة تغيير سياسية قوية والسؤال هوكيف ؟
حميد فكري ( 2021 / 7 / 30 - 23:50 )
تحية مرة آخرى أستاذ سامي
أنا بدوري أتفق معك في أن الثقافة الدينية لها حضور قوي وتأثير سلبي كبير على عقولنا و على مجتمعاتنا بشكل عام .
ولكن ما أقصده هو أن الدين على الرغم من هذا الحضوره القوي في ثقافتنا ,فهو في النهاية مجرد تابع وعبد دليل .
أنظر مثلا كيف تتغير بعض الأشياء في السعودية ,بمجرد أن رأس السلطة السياسية فيها قرر إحداث بعض التغيير.
فعلى الرغم من أن الدين يعشش بقوة في هذا البلد القروسطوي,ويقف خلفه كهنوت متحجر ,إلا أن هذا لم يمنع من تحريك المستنقع الأسن.ولم نجد أي إعتراض من الكهنوت بل العكس تماما نجد تأييد ومساندة ,فقد إنقلبت الأشياء نقيضها .
فهاهي المسارح ودور السينما والموسيقى والسياحة تعود الى الحياة بعد أن تم قبرها لعقود خلت.
الخلاصة نحن بحاجة الى إرادة تغيير سياسية قوية .والسؤال هو كيف ؟


6 - أتحفظ على الحلول الفوقية فهي ليست مضمونة ولا دائمة
سامى لبيب ( 2021 / 8 / 1 - 16:34 )
يسعدني إستمرار الحوار أستاذ حميد قكري
تشير إلى جدوي الحلول الفوقية فى التغيير والتطوير طارحا نموذج التغيير فى السعودية فلا أستطيع نكران جدوي هذا التغيير والتطوير ولكن لي تحفظ على الحلول الفوقية فهي ليست مضمونة ولا دائمة ,فكافة التجارب السياسية والإجتماعية التى طرأ عليها تغيير وتطور بناء على رؤية النخب الفوقية لم يكتب لها الإستمرار ليحدث إرتداد وإنتكاسات كبيرة .
لا يسعنا سوي دعم الحلول الفوقبة بالرغم أنها مؤقتة وليست راسخة من باب نص البلاء ولا البلاء كله ,ولكن يجب ألا تخدعنا أطروحاتها التقدمية فهي ليست أصيلة وليست نتاج بناء أيدلوجي وليست صادرة من التطور الطبيعي للمجتمع ولا ترتكز على قاعدة إجتماعية جماهيرية تدعمها دوما ليكون الحل الفوقي مقصور على رؤية الطبقة السياسية وإدراكها أن المنظومة القديمة ليس لها مستقبل وإستمرارها بمثابة وضع العصا قى عجلة التطور.
بالطبع يكون التطور نتاج نضج وتطور وعي الجماهير كما حدث فى أوربا فهي الضمان لإستمرار التغيير والتطور ولكن إلى حين حدوث هذا فلا يسعنا سوي دعم الحلول الفوقية دون أن يخدعنا رؤيتها وإنحيازها.
تبقي الإشكالية كيف يحدث التطور فى منظومة متهالكة .


7 - الاختزال
على سالم ( 2021 / 8 / 1 - 20:42 )
مرحبا استاذ سامى , لقد كنت ممنوع من التعليق , انت تثير موضوع هام جدا وحيوى الا وهو الاختزال , انت تفكرنى بالعقل الجمعى المصرى الاعور وكيف فى امكان القياده السياسيه الفاسده بالتحكم فيه وادلجته وتغييره من وقت الى اخر حسب ماتشاء هى , كلنا يعرف كيف كان المجتمع المصرى فى الستينات , كان مجتمع منفتح متسامح يرضى بالتنوع والاختلاف , كنت لاتجد اشياء غريبه مثل الحجاب والنقاب والتشدد الاسلامى وكراهيه الاخر وقتله الى ان ابتلتنا الظروف السوداء ببأف اسود من المنوفيه يسمى انور الساداتى , احدث هذا النكره تغييرات مفصليه وجوهريه فى العقل الجمعى بفضل اله اعلاميه جباره فى المدرسه والشارع والمسجد والاعلام الاغبر , نجح المجرم فى تغيير المنظومه الفكريه والثقافيه والعقليه لقطعان الشعب الجاهل , الغريب ان الشعب نفسه كان مهيأ للتغير والاختزال بسبب سطحيته وجهله وسذاجته وعوار عمقه الفكرى وايمانه بالغيبيات والظوهر الميتافيزاقيه والسحر والشعوذه , نحن ازاء حقبتين مختلفتين مر بهما الشعب المصرى وهو نائم على نفسه , الشعب كان مفعول به وليس فاعل وهذه هى كارثه الشعب المصرى الهوائى الطبع الساذج


8 - جوهر المشكلة عندنا
حميد فكري ( 2021 / 8 / 2 - 01:25 )
أستاذ سامي
تحليلك صحيح ولا غبار عليه .
لكن الدين في النهاية مجرد نصوص مسطرة في كتب حتى وإن كانت مقدسة ,يمكن تأويلها وتفسيرها وبالتالي التلاعب بها حسب حاجات السلطة السياسية وحاجات المجتمع.
ولهذا حدث مايحدث في السعودية اليوم ,ونفس الشيئ حدث في مصر كما أوضح الأخ علي سالم ,في عهد الردة الساداتية.وهو ما حدث عندنا أيضا في المغرب منذ بداية سبعينيات القرن الماضي,حين فتح الملك الراحل الديكتاتور الحسن الثاني الأبواب على مصراعيها للتنظيمات السلفية الوهابية والإخوانجية,فتغلغلت في مؤسسات الدولة والمجتمع,بعد أن لم يكن للمغرب عهد بها من قبل عبر تاريخه.
المشكلة عندنا ,ليست في أن التغيير يأتي من فوق ,بل لأن هذا((الفوق))لايستطيع الذهاب بهذا التغيير الى أبعد مدى. فهو يقف في منتصف ,إن لم نقل في بداية الطريق. وهو ما يجعل إمكانية الإرتداد والنكوص دائما موجودة.
لماذا ؟ لأننا نفتقد طبقة أو طبقات ثورية لا تقبل بأنصاف الحلول وأرباعها.على عكس ماحصل في أوربا.حيث طبقة البورجوازية كانت ثورية تقدمية ولهذا عملت على تقويض كل أركان المجتمع الإقطاعي بما فيها أسسه الأيديولوجية الدينية.
هذا هو جوهر المشكلة عندنا.


9 - للأسف الهبات والإنتقاضات والثورات هى حراك القطيع
سامى لبيب ( 2021 / 8 / 2 - 14:53 )
أهلا أستاذ علي سالم
مداخلتك أثارت فى داخلي شجون وإحباط كبير عندما مر أمامي الإنتقاضات ومايقال عنها ثورات قى البلدان العربية خاصة مصر.
يؤسفني القول أنها حراك القطيع حيث ثقافة القطيع والعاطفة الحاضرة فمثلا هناك حراك الجماهير المصرية رافضة لتنحي عبد الناصر صاحب أكبر هزيمة وإنتكاسة فى التاريخ المصري فقد قام بها الملايين التي كانت تتندر:أحا أحا لا تتنحي!
هناك العاطفة التى حركت الملايين حزنا على موت عبد الناصر ليحرك القطيع الناصريين!
هناك مايقال عنه ثورة 25يناير والتي تعبر عن غضب القطيع فيكقي أن تصرخ وتقود فينطلق الحراك ليقفز عليها الإخوان فلا تجد أحد يتوقف ويستنكر بل تدشن المعزوفات!
هناك مايقال عنها ثورة 30يونيه التى تم إعدادها للإنقلاب على الإخوان وإعتلاء الجيش فيخرج ملايين من القطيع لإقتلاع الإخوان الذين هللوا لهم!
هكذا هو تاريخنا وحراكنا فيكفي أن تمتلك زمارة وطبلة مع ضمانة ألا يؤذيك ويزعجك أحد لتجد الملايين المنتفضة التى ما تلبث أن تهدأ وتنام بإنقضاء المولد والزيطة!
أعلم أسياب هذا الإنحطاط والتهافت فهناك تاريخ طويل من القهر ليجد التنفيس عنه فى بعض الأحيان بهبات بزيطة قطيع بل هدف ولاأمل.


10 - أولي مراحل النضال هو مناهضة أدلجة الدين وتسييسه
سامى لبيب ( 2021 / 8 / 3 - 13:30 )
رغم أن كل مقالاتي نقدا للأديان إلا أنني لا أعادي الأديان في حد ذاتها ليكون عدائي للأديان عندما يكون له حضور سياسي وإجتماعي وذات أيدلوجية وأجندة فهنا تكمن الإشكالية فالأمور لم تعد تكتفي بتشويه وتضليل وعي الجماهير بالخرافة بل بإستغلالها وتمرير مشاريع تخدم الطبقات الرجعية المستغلة لذا أتفق معك أن الدين يستخدم لحاجات السلطة السياسية والطبقات الرجعية فالإشكالية لا تتوقف على النص بل الغايات السياسية والإجتماعية المراد لها أن تكون.
تقول:(المشكلة عندنا,ليست في أن التغيير يأتي من فوق ,بل لأن هذا((الفوق)) لايستطيع الذهاب بهذا التغيير الى أبعد مدى)
قد يكون هذا أحد الأسباب لكن لا يجب ان نغفل أن التغيير فى مجتمعاتنا غير أصيل ولا طبيعي فما يلبث أن ينتكس فهو يقتبس بعض أوجه التغيير لإداركه أن المنظومة القديمة لم تعد تصلح وقد يكون التغيير من باب التقليد والإفتنان بتجارب بشرية ولكن مازالت الأرجل مغروسة فى المنظومة القديمة.
الأمور تحتاج إلى ما أشرت له بتطوير المنظومة التعليمية فهي السبيل للإبتعاد عن ثقافة التخلف وهذا يحتاج إلى نفس طويل وممنهج كما علينا أن نأمل بلا إسراف فى حلول فوقية حتي لو كانت مؤقتة .


11 - حضور سياسي وإجتماعي واخلاقي (1)
سيد مدبولي ( 2021 / 8 / 4 - 12:05 )
حضور سياسي وإجتماعي واخلاقي :
(رغم أن كل مقالاتي نقدا للأديان إلا أنني لا أعادي الأديان في حد ذاتها ليكون عدائي للأديان عندما يكون له حضور سياسي وإجتماعي وذات أيدلوجية وأجندة فهنا تكمن الإشكالية فالأمور لم تعد تكتفي بتشويه وتضليل وعي الجماهير بالخرافة بل بإستغلالها وتمرير مشاريع تخدم الطبقات الرجعية المستغلة) انتهى الاقتباس. حبيبنا الفيلسوف اللبيب الف سلامة لك وتمنياتي لك بالشفاء العاجل واتمنى ان تقلل او تقلع عن التدخين قريبأ. يا عزيزى الدين حاضر فى كل تفاصيل حياتنا من الصباح حتى المساء و من المسجد حتى الخلاء! دة انت لو فتحت الحنفية يمكن تنزل لك سورة البقرة. شوف الحمد لله على نعمة الإسلام اللى محافظ على ترتيبنا العالمي فى التحرش بالمرأة واستهلاك المواقع الاباحية. منذ اسبوعين و قبل بداية مباريات كرة القدم لفريقنا الاوليمبي فى اليابان نشرت لنا الصحف المصرية ان فريقنا المؤمن وصل الى اليابان الكافر بسلام. وتقول الصحف - الحمد لله على نعمة الإسلام - ان فريقنا محصن بالإسلام ويؤدي الصلاة فى بلاد الكفار فى اوقاتها ومع قصر الامكانيات اصبح أكرم توفيق مؤذن للفريق القومي وكريم العراقي خطيب للبعثة


12 - حضور سياسي وإجتماعي واخلاقي (2)
سيد مدبولي ( 2021 / 8 / 4 - 12:06 )
ان فريقنا محصن بالإسلام ويؤدي الصلاة فى بلاد الكفار فى اوقاتها ومع قصر الامكانيات اصبح أكرم توفيق مؤذن للفريق القومي وكريم العراقي خطيب للبعثة و ..إمام للمصلين!! (القي كريم العراقي لاعب المصري البورسعيدي خطبة الجمعة بينما رفع الأذان أكرم توفيق لاعب النادي الأهلي....). طب دة زى الفل بس خرج المؤمنين صفر اليدين على ايدى كفار البرازيل ودة شئ متوقع. اللى لم تنشره الصحف المصرية نشرته البي بي سي تحت عنوان: عبدالرحمن مجدي يتحرش بعاملات الفندق. قال لك ان الشرطة اليابانية استدعت اللاعب (عبدالرحمن مجدي) للتحقيق في واقعة اتهامه من قبل فندق إقامة المنتخب المصري بـ-التحرش- بإحدى عاملات الفندق بناء على شكواها عقب دخولها غرفة اللاعب لتنظيفها في إطار خدمات الفندق المعتادة.
وبحسب مصادر البعثة المصرية، كان اللاعب عبدالرحمن مجدي يقطن مع زميله في الفريق عمار حمدي، الذي لم يكن موجودا وقت الواقعة، في غرفة 506 بفندق الإقامة، وأكدت المصادر أن تحقيقات أجراها محققون يابانيون مع مجدي في طوكيو فور تلقيهم الشكاوى ضده، أعقبها تقديم البعثة المصرية اعتذارا مكتوبا للفيفا وللجنة الأولمبية وموقعا عليه من اللاعب نفسه.


13 - حضور سياسي وإجتماعي واخلاقي (3)
سيد مدبولي ( 2021 / 8 / 4 - 12:06 )
وبحسب مصادر البعثة المصرية، كان اللاعب عبدالرحمن مجدي يقطن مع زميله في الفريق عمار حمدي، الذي لم يكن موجودا وقت الواقعة، في غرفة 506 بفندق الإقامة، وأكدت المصادر أن تحقيقات أجراها محققون يابانيون مع مجدي في طوكيو فور تلقيهم الشكاوى ضده، أعقبها تقديم البعثة المصرية اعتذارا مكتوبا للفيفا وللجنة الأولمبية وموقعا عليه من اللاعب نفسه.
وطلبت اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من الاتحاد المصري لكرة القدم نتائج التحقيقات مع اللاعب، بحسب مسؤولين بالاتحاد المصري لكرة القدم. وأعلن الاتحاد المصري أنه قرر إيقاف اللاعب عبدالرحمن مجدي لحين انتهاء التحقيق واتخاذ القرار النهائي بشأنه -وذلك لعدم التزامه و اختراقه للقواعد-. وتعجبني قوى -لعدم التزامه و اختراقه للقواعد-! أي إلتزام وأي قواعد؟ الشخص الغير سوى لا يحتاج لقواعد لأحترام المرأة شوف الحمد لله على نعمة الإسلام.
سؤال: فين ولاد الشرمو.. اللى سوقوا لنا فريق المؤمنين وفريق الساجدين وإمام وخطيب ومؤذن من فضيحة فريق الساجدين. شوف دة مش بس حضور سياسي وإجتماعي فقط بل حضور اخلاقي.


14 - التظاهر بالتدين إنتاج الإسلام السياسي لخلق الهوية
سامى لبيب ( 2021 / 8 / 5 - 13:50 )
أهلا أهلا أستاذ سيد مدبولي وحشتنا
تتناول بقلمك الساخر ظاهرة التدين الشكلي أو قل التظاهر بالتدين ولى تأملات كثيرة فى هذا المشهد.
بداية التظاهر بالتدين صفة رافقت المتدينيين منذ البدء من باب التمايز وإثبات الوجود والبحث عن المدح.
التظاهر بالتدين تصاعد مع ظهور الإسلام السياسي الذى غذي أى مظهر ديني بغية التمايز وخلق الهوية ولينسب هذا التظاهر له رغبة فى كسب الشعبية لنجد الترويج للحجاب والخمار والنقاب وإعتباره قضية مصيرية وليسود كثير من أشكال التظاهرات الإسلامية كالصلاة فى عرض الشارع.
لم تشهد مصر أشكال التظاهر بالتدين حتى نهاية الستينات فلم نري منتخب الساجدين ولا ظهور الحجاب وإعتباره رمز للتدين والفضيلة .
كما أشرت أن ظهور التظاهر بالتدين رافق الإسلام السياسي ليشوه عقلية وذهنية المصريين وليرتفع النموذج البدوي ويتم الإحتفاء به جالبا معه إسلام الصحراء والبداوة وإعتباره الإسلام النقي.
لقد تشوهت مصر كثيرا على مدار 50 سنه نتاج فشل المشروع الناصري وظهور حقبة النقط الخليجي بثقافته.
لا سبيل للتطور دون تحجيم ثقافة الإسلام البدوي وإحلال ثقافة مدنية تقوم على الحرية والديمقراطية والعلم لمواجه الظلاميين.


15 - الفرق بين الجمهور الياباني والجماهير السعودية
حميد فكري ( 2021 / 8 / 6 - 20:05 )
تحية مجددة
عندما قرأت تعليق الأخ سيد مدبولي،تذكرت فيديو قد شاهدته قبل سنتين تقريبا .
الفيديو عبارة عن لقاء كروي بين الفريق الوطني السعودي ،والفريق الوطني الياباني أجري في السعودية ،،بعد إنتهاء المباراة ،_للأسف لم أعد أتذكر نتيجتها _ غادرت جماهير الفريق السعودي المسلم المتشبع بثقافة النظافة من الإيمان الملعب تاركة خلفها كل مخلفاتها من بقايا الأكل وغيره .لكن الجمهور الياباني الكافر الوثني الملحد ،لم يغادر الملعب حتى تكلف بتنظيف كل الملعب من تلك البقايا ،رغم أن الملعب ليس ملعبه .
طبعا الفرق كبير بين البداوة والتمدن .

اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟