الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية إبريق الزيت!

وهيب أيوب

2021 / 7 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد أسمعتً لو نـاديتَ حــيّاً *** ولكن لاحــياةَ لمن تُنادي
ولو نـارٌ نفخت بها أضــاءت *** ولكن أنت تـنفخ في رمـادِ "عمرو بن معدي"
تلاحظون معي وتشاهدون منذ أكثر من عشر سنوات ؛ الانتفاضات الشعبية على سلطات ديكتاتورية استبدادية فاسدة وأفعالهم الكارثية، وتسمعون معي أيضاً أطروحات المعارضات وشعاراتهم وخطاباتهم وكلامهم الجميل المنمّق، وشجبهم ومهاجمتهم لتلك السلطات والحكّام، فتثور الجماهير بحماسة على السلطات الحاكمة القائمة، أملاً بالتغيير والإصلاح على أيدي المعارضة التي ترفع شعارات الإنقاذ والإصلاح، فتُطيح الجماهير الغاضبة بالديكتاتور والسلطة الفاسدة، ثم يعتلي المعارضون المُنقذون السلطة والمنابر، ويركبون المناصب والكراسي، ثم لا يلبثون وفي زمن قياسي؛ أن يتنكّروا لكل ما قالوه وتبجّحوا به سابقاً، فيمارسون ذات الممارسات، من ديكتاتورية واستبداد وفساد وإقصاء، ويعيدون حكاية "إبريق الزيت" من أوّلها،
وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !
نقولها للمرّة الألف، العبرة ليست في تغيير وتبديل الأشخاص، المعضلة الكبيرة تكمن في المرجعية الثقافية المزبلة، الفاسدة البائدة، التي ما زال ينهل منها الجميع، النُخبة والمجتمع...؟
تلك الثقافة والذهنية النمطية الاستبدادية المتوارثة منذ قرون، ومرجعيتها الدين والطائفة والقبيلة والعشيرة والعائلة وعصابات المال، والتي يبدو حتى الآن أنها عصيّة على التغيير ...؟
لطالما بقيت دساتيركم تقول بأن دين الدولة الإسلام، ورئيس الدولة مسلم، والقوانين تُستمد من الشريعة الإسلامية ....؟
ولطالما يستمر بناء المساجد على حساب المدارس والمشافي والمصانع والمؤسسات الثقافية والفنية والخدماتية وبرامج ومشاريع التنمية...؟
ولطالما أساليب التربية والتعليم، ما زالت تتبع مناهج متخلّفة معتمدة على التلقين والترديد ...؟
وطالما يُسمح لأحزاب دينية عنصرية فاشية؛ مبدؤها تطبيق الشريعة الإسلامية، والعودة بالناس إلى تاريخ وقرونٍ خلت، كانت السبب في كل هذا الانحطاط، بأن تعتلي السلطة والحكم...؟
ولطالما ما زالت تلك الثقافة تُنتج المزيد من الديكتاتوريين والفاسدين، الذين يعتبرون الوصول للسلطة والحكم مجرّد غنيمة ووليمة يتقاسمها الفاسدون ...؟
ولطالما تُطلقون ألقاب "علماء ودُعاة" على شيوخ الجهل والغباء، والذين هُم أجحش ما أنتجته تلك المجتمعات، الذين يعيثون فساداً في نشر الجهل والخرافات والتعصّب والفكر الإرهابي من فوق منابرهم، وتتركونهم يلقّنون الشباب والأطفال في خُطبهم بالمساجد كل هذا الهراء والسموم، ثم تجعلونهم يمسكون بالسلطة والدولة ....
أحتار دائماً بأمر هؤلاء العربان ؛ المعارضون للسلطة؛ يهاجمون الديكتاتوريين والفاسدين ، فيخرج الشعب ويسقطهم، فيمتطي المعارضون السلطة عندما يحصلون عليها، ثم يتحولون سريعاً وبقدرة قادر كسابقيهم؛ فاسدين استبداديين سرّاقين ...!
يذكّرني هؤلاء؛ بالتجربة التي أجراها العلماء على سُلّم القِردة والموز .
نصل إلى نتيجة؛ بأن
تقع مصائر أولئك العربان ؛ نتيجة ثقافتهم ودينهم وتاريخهم وتراثهم ؛
ضمن مثلث جهنّمي متساوي الأضلاع ، تتلاطمه جهات ثلاثة :
الديكتاتوريين
والإسلاميين
والعسكر
وهذا المثلث الجهنّمي ؛ شبيه بمثلث "برمودا "
يبتلع كل الداخلين فيه ..!!!
فيا أحفاد بني يعرب بن قحطان وقُصيّ بن كلاب المستقبل؛
لا يُمكن لهذي الثقافة وأدواتها المُهترئة الفاسدة، التي أتت بكل تلك المصائب والكوارث، أن تُنتج شيئاً جديداً، وأن تكون هي بذاتها حلاً لها ...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah


.. #shorts -75- Al-baqarah




.. #shorts -81- Al-baqarah