الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية الانفجار الكبير والدين المحمدي!

سليم خالد

2021 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة :
توصل العلماء بعد بحثٍ مكثف في علم الفلك والفيزياء الكونية، ودراسة الفضاء مع إجراء تجارب باستخدام معدات متطورة إلى أن الكون في حالة توسع، وهذا كان أساس نظرية الانفجار الكبير، كما يعتبر حقيقةً في المجتمع العلمي.
بالنسبة للمسلمين ، فإن القرآن هو كلام الله والطبيعة كذلك تعمل حسب مايريده الله وليس أي إله آخر وفق هذا النحو فإن المسلمين على مدار التاريخ الممتد نحو 14قرنًا فإنهم يعتبرون القرآن هو المصدر العلمي الأول والتاريخي وغيره فعندما تُطرح نظريات العالم فأول مايرجعون له هو القرآن ومن ثم السنة وغيرها من القياسات الأخرى التي أتت لاحقًا في العالم القديم لابأس أن ترجع لمثل تلك الكتب المقدسة التي تقتبس الأساطير والحكايات من بعضها البعض كالاقتباسات من الأساطير اليهودية واليونانية ويرجع ذلك بسبب أمية العلوم وقتها وقلة التعليم وكثرة الأفراد الذين لايعرفون القراءة ولا الكتابة ولكن في العالم الجديد قد أتت الفلسفة ومن ثم طغت العلوم الطبيعة في تفسير العالم وقد كسرت العلوم كل التقاليد والمقاييس الكونية وأزاحت الكثير المناهج القديمة لتستبدلها بمناهج علمية قياسية أكثر صرامة.
القرآن يدخل في الكثير من المجالات العلمية مثل الفضاء بوصفه للسماوات و النجوم ، مثل علم الأجنة بوصفه مراحل تكون الجنين ، و غيرها من المواضيع ذات تفاسير محددة تماماً سواء من خلال كتب التفاسير أو من خلال جمع جميع الايات و الاحاديث عن الموضوع و استخلاص تفسير معين منها.في حين أن من الأساس القرآن ليس كتابًا علميًا إلا أنه يستخدم أحيانا الظواهر الفيزيائية لإثبات نفسه بأنه مالك الحقائق الروحية.

مدخل :

يرغب الإنسان في نهاية المطاف معرفة أصله ونطاقه ,يرغب أن يفهم كيف بدأت الحياة على الأرض وقد ثارت الكثير من الأساطير حول هذا كالسحر والدين والتنجيم وغيرهم في محاولة للحصول على مفاتيح الأسرار لغموض الأرض ولكن اليوم العلم وحده يقف في إجابات لايختلف عليها عالمان أيا كانت ديانتهما والسبب في ذلك راجع إلى أن أقوى ما يمتلكه الإنسان اليوم هو العلم فعلى مدار الأربع قرون الأخيرة تغيرت حياة الإنسان وانتقلت إلى مستويات عالية من الرفاهية بشكل غير مسبوق ولم يشهد له مثيل من قبل فاليوم في أقرب مطعم من مدينتكم تستطيع أن تأكل عشاء لم يأكله حتى أغنى الملوك في الأزمنة السابقة. اليوم يُحسب للعلم أنه قد وجد الأجوبة وطرح نظرية الانفجار التي تعد الأقرب للصواب حسب رأي كثير من العلماء وها نحن نطرح نظرية the big bang theory – نظرية الانفجار الكبير.

(نظرية الانفجار الكبير )
ببساطة ، تنص النظرية على أنه منذ حوالي 14 مليار سنة كان الكون في حالة حارة جدا وبالإنفجار العظيم بدأت عملية التمدد والتغير ومازالت مستمرة حتى هذه اللحظة , بعد فترة وجيزة
أصبح الجو باردًا بدرجة تكفي لأن تكون هنالك حياة ولكن لم يكن هنالك نجوم أو كواكب. كان بالفعل يوجد سحب ضخمة ومشرقة للغاية متكونة من عنصر الهيدروجين وبعد حوالي 70 مليون سنة سيطرت الجاذبية على السحب ونسجت النجوم للمرة الأولى في حادثة غير مسبوقة من قبل ,تلك النجوم الأولية ضخمة جدا ومشرقة وصافية بشدة لكن للأسف لم تتوفر حياة بعد ليشاهدها ذلك الإنسان ((الذي سيكون فيما بعد ضحية مؤسسين الأديان مع قصتهم المشرقة مع آدم وحواء)).
يكمن سبب عدم وجود حياة حتى الآن بسبب نقص العناصر التي تجعل حياة الكائنات قابلة للعيش وهي عنصر الكاربون والكالسيوم والحديد وكان السبيل الوحيد لوجود تلك العناصر بجسمك هي ما إذا كانت النجوم المشرقة لطيفة للغاية حتى تنفجر لأجلك.
إن التضحية الكريمة التي قدمتها النجوم بموتها أو انفجارها زرع الكون بأكمله بمكونات الحياة ومن ثم من رماد النجوم الأولية ظهرت نجوم الجيل الثاني ولكن هذه المرة شهد فجر التاريخ بولادة كواكب صخرية تتراقص بالحياة من حولها مع الكون. وبعد الانفجار العظيم بحوالي 15 مليون سنة وصلت درجة الحرارة إلى 24 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخها . وبعد الإنفجار العظيم أيضًا بحوالي 12 مليون سنة بدأت أشكال الحياة الأولى بالظهور على الأرض للمرة الأولى في تاريخها ((كالديناصورات )). ولدت بعد 10 مليون سنة من الانفجار العظيم ونشأت الأرض والكواكب يُذكر بأن الشمس يمكن أن يوضع بداخلها 1.3 مليون كوكب مثل الأرض صحيح أن الشمس هي الجسم الأكبر بالجوار لكنها تعتبر متوسطة الحجم مقارنة بنجوم أخرى كـ"منكب الجوزاء" وهو كوكب أحمر أكبر من الشمس ب700 مرة وأكثر إشراقا منه بحوالي 14ألف مرة. لاشك بأن نظرية الإنجار العظيم تلغي الحاجة إلى منشئ

وبعد كل هذا والسؤال المهم هنا : هل تتوافق نظرية الانفجار العظيم مع الإسلام؟

يعتبر المسلمون وجود الكون دليلاً على وجود الله الخالق. كما يؤمنون بأن القرآن وحي إلهي من عند الله ولا يمكن التشكيك فيه. ومع ذلك ، من الممكن تفسير القرآن بطرق مختلفة.
يقول بعض المسلمين أنه يمكن النظر إلى الانفجار العظيم كدليل إضافي على خلق الله ، وبالتالي يمكن قبوله كحقيقة علمية. ومع ذلك ، نظرًا لأنه لا يتضمن إشارة إلى المصمم والمبدع ، فهو في أفضل الأحوال غير مكتمل
يستدل المسلمون بهذه الآية (( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ--- وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ--- أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30))) الأنبياء

يحاول المسلمون ربط هذه الآية الآية بالانفجار العظيم الذي أنشأ الكون، وطبعاً هذا أبعد أنواع السخافة للأسباب التالية: الانفجار العظيم هو قفزة في الطاقة جعلت الكون يمتلئ بالهيدروجين وقوى الجاذبية. بعد حدوث الانفجار العظيم بمليارات السنين (9 مليار عام) نشأت الأرض من نثار انفجار نجم أو أكثر من نجم، فالانفجار العظيم لم يسبب نشوء الأرض، بل أدى إلى تكون مادة الهيدروجين فقط، والتفاعلات النووية الاندماجية في النجوم أدت إلى نشوء المواد الأخرى مثل الهيليوم والسيليكون وغيرها.

حتى أن بعض المسلمين قد بالغ بالتفسير فذهب بعض فقهاء الدين بأن هذه الآية لاتفسر إلا بنظرية الانفجار الكبير ومع أن نظرية الانفجار الكبير بها بعض الحقائق التي قد تتوافق في الشريعة الإسلامي، كدلالتها على الخالق ، وإبطال أزلية الكون ولكنها صراحة تتصادم وتتصدع بل وتنافي ماجاءت به الشريعة الإسلامية بعدة نقاط أخرى مهمة كالصدفة في الخلق، ونفي المكان والزمان قبل الانفجار، ونفي أن يكون ثمة خلق لله قبل خلق السماء والأرض.

ناهيك عن الآية الواردة كانت لها مضامين أهم فهي تريد من الذين كفروا أن يؤمنوا عن طريق فكرة الإستدلال الدائري وهنالك أيضًا عدة صياغات توافق نفس مضمون الآية الأساسي
التي يريد بها كاتب القرآن صراحة للدعوة برسالته أكثر من المضامين الأخرى فالآية رقم 30 بسورة الأنبياء

إنه النموذج البدائي المعروف (( أولم يرو – محمد يضع مثال آخر- من ثم يعاتب أو يتساءل لماذا لايؤمنون/يتبصرون/يجحدون)) انظر عزيزي السياقات التالية :
1- (( أولم يرو – محاججة عن السماوات والأرض ومن ثم عن الماء – محمد يتساءل لماذا لايؤمنون ؟ ))
(( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ--- وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ--- أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30))) هذه الآية نفسها التي يستدلون بها بأنها تتحدث عن أمور وأبحاث خارج مضامين سياقها وتلك الأمور يعلمها جيدا علماء أهل اللغة.
2- ))أولم يرو – محاججة عن سياق الماء إلى الأرض – محمد يتساءل لماذا لايبصرون؟))
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ--- أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27))
3- (( أولم يرو – محاججة عن قوة الإله الإبراهيمي – وضع كلمة يجحدون))
(...أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ--- وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) ) بالمناسبة الآية هنا تتحدث عن قوم عاد.

تجدر الإشارة بأن القرآن يتحدث عن محاججات طائلة كثيرة يكفي أن تبحث عن كلمتي ((أولم يرو)) حتى ترى محاججات محمد في قرآنه بغية أن يؤمن قومه بالتالي هذه إشارات صريحة بأن محمد كان يأخذ وينسخ ويلصق من الثقافات المحيطة من حوله لقد نسخ هذه كما نسخ عدة أفكار على سبيل المثال خذ فكرة أسطورة السماوات السبع وكيف أن الأرض مسطحة وفوقها تلك السماوات وبالمناسبة لقد تحدث في إشارة صريحة عن سطحية الأرض بقوله ( أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت ... وإلى الأرض كيف سُطِحت ) ولا بأس بأن يكتبها سُطحت ففي تلك الأزمنة فعلاً ماكان لمخلوق بشري أن يتأكد كروية الأرض خصوصا مع انتشار ثقافة الأرض المسطحة ولكن تخيل لو أن الأرض فعلاً كانت مسطحة كم كانت تلك الآية اللطيفة لتأخذ شهرتها الواسعة وتتداول بسرعة البرق بين المسلمين لكن للأسف لم يفرح بها المسلمون كما يجب لأن الأرض في نهاية المطاف أصبحت كروية وبالتالي وضع فقهاء المسلمون كمًا هائلاً من المكياج والترقيعات المضحكة لتغطية أخطاء محمد بتلك الآيات.


بالنظر إلى الانفجار العظيم و الإسلام نجد أن الأراء بخصوص نظرية الانفجار العظيم وضعف التعمق بها، أديا إلى جدلٍ في المجتمع الديني الإسلامي، فهناك من نظر لها كنوع من إنكار وجود الخالق باعتبارهم أن النظرية تشرح خلق الكون وتلك الظاهرة ليست في محصورًا في المجتمع الإسلامي فحسب بل حتى في الدين المسيحي وكل أديان العالم نجد أن كثير من الأفراد قد تركوا أديانهم بإعتبار تضاربها الجاد في النظريات العلمية عامة وبالأخص نظرية الإنفجار العظيم ونظرية داوريين

وبالمقابل ظهرت فئة من المتدينين والباحثين الأكاديميين الذين أخذوا بعض جوانب هذه النظرية التي اعتُبرت “حقائق” من قبل المجتمع العلمي،
وحاولوا جاهدين في ترقيع كتبهم المقدسة والتوصل إلى دليل على التقارب بين اللاهوت والعلم حتى يتمكنوا من إثبات صواب دينهم الموروث إليهم غالبًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي


.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة


.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟




.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا