الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول النهضة الإسلامية وظهور الإسلام السياسي

نادر عبدالحميد
(Nadir Abdulhameed)

2021 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1. تمهيد

الإسلام السياسي، كحركة وكمفهوم ومصطلح فكري سياسي؛ ازداد رواجا واكتسب شعبية في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وأصبح موضوعًا للنقاش والتحليل بشكل واسع ومكثف، ولا يزال مستمرا. لقد كانت العقود الأربعة الماضية (١٩٨٠٢٠٢٠) فترة صعود الإسلام السياسي وفرض هيمنته وخطابه في المعادلات السياسية، ليس فقط في محيط الشرق الأوسط، بل وعلى صعيد العالم أيضًا.

اما ضربة الحظ الاخيرة التي رافقت هذه الحركة، كانت ركوب موجة الانتفاضات والثورات في شمال إفريقيا؛ في (تونس) و (مصر) عام (٢٠١١)، حيث بعدها ضايق إنكشاف وتطور آمال وآفاق الحركات الإحتجاجية الجماهيرية، نفوذ التيارات الإسلامية ومكانتها وتأثيرها علی تلك الحركات، وهو ما يمكن قراءته من الحركات الثورية الجماهيرية في (الجزائر ٢٠١٨) و(السودان ٢٠١٩) و(لبنان ٢٠٢٠)، إذ تجاوزت هذه الحركات الأخيرة، حقبة هيمنة الإسلام السياسي علی الحركات الإعتراضية بسهولة ودون منافسة.

ما يتعلق بالإسلام السياسي في العراق، فقد وصل إلی السلطة علی ظهر الدبابات الأمريكية في عملية إحتلال العراق (٢٠٠٣) كجزء من المشروع الامريكي في الشرق الأوسط، وليس عن طريق حركة جماهيرية. وقبل أن يتمكن من إحكام سيطرته علی بغداد واجه موجات عارمة من المظاهرات الشعبية في مدن وسط وجنوب العراق، من (٢٠١١ و٢٠١٥ و٢٠١٨) حتى بلغت ذروتها في انتفاضة أكتوبر (٢٠١٩) والتي هزت عرش سلطته.

وفي اقليم كوردستان العراق، بعد إشتباكات مسلحة ودموية لجماعات ومنظمات من الإسلام السياسي مع قوات الأحزاب القومية الكوردية في التسعينات من قرن الماضي ولغاية الإطاحة بنظام البعث عام ٢٠٠٣، تمكنت تلك المنظمات والمجاميع الإسلامية، بعد هذا التأريخ، من التكيف مع السلطة القومية الحاكمة في الإقليم، وذلك عن طريق المساومة والمشاركة في الوزرات تارة، والوقوف إلى جانب المعارضة القومية الإصلاحية تارة أخرى، أي تعودوا بأن يضعوا دوماً قدما في السلطة واخرى في المعارضة القومية الليبرالية.

بالرغم من أن الإسلام السياسي في اقليم كوردستان العراق، خلال الفترة ما بين (٢٠١١ - و٢٠١٤)، حظي بنوع من النفوذ ضمن جبهة المعارضة مع حزب (حركة التغيير) القومي والإصلاحي الليبرالي، إلا أن تطور الحركات الإحتجاجية والموجات الواسعة من التظاهرات بعد (٢٠١٥)، سرعان ما تركت ورائها ليس الإسلاميين فحسب، بل وأيضًا حزب (التغيير) والمعارضة البرجوازية، القومية والليبرالية ككل.

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو، لماذا لم يتمكن اليسار والشيوعيون في كوردستان من ملء هذا الفراغ واكتساب نفوذ سياسي داخل هذه الحركات الإحتجاجية وقيادتها وأخذ الأمور بأيديهم؟ هذا ما نتطرق إليه في مقال آخر، لأن الموضوع لا يقع ضمن سياق بحثنا الحالي.

2. تحليلات ووجهات نظر حول الإسلام السياسي

*- هناك تحليل يقول، بأن الدول الإمبريالية الغربية، خاصةً أمريكا، وبمساعدة الأنظمة الحاكمة الرجعية في الشرق الأوسط، وبهدف وضع حد للدور المتنامي لـ (الاتحاد السوفيتي) والدول الحليفة له وتحت ذريعة محاربة الإلحاد والشيوعية، دعمت هذه الدول تنظيمات وجماعات إسلامية مختلفة، بل لعبت دورًا في تشكيلها وتقويتها، ثم استخدامها كسلاح في الصراعات الإقليمية ضد (الكتلة الشرقية). ومن الأمثلة الجيدة على ذلك؛ دعم (السعودية) للـ (إخوان المسلمين) في الدول العربية (لغاية ثورات شمال افريقيا ٢٠١١) وتسليح الجماعات الإسلامية وتمويلها، خاصة في أفغانستان في ثمانينات قرن الماضي.

**- محللين آخرين يركزون علی ان فشل الحركة القومية العربية، خاصة جناحها العسكرتاري، في تحقيق مشروع وحدة العالم العربي وإنشاء دولة من الخليج إلی المحيط، وهزائمها المتتالية في حروب (١٩٤٨، ١٩٦٧، ١٩٧٣) مع اسرائيل، هي التي هيأت الأرضية ومهدت الطريق لظهور وتقوية الإسلام السياسي كتيار برجوازي بديل للتيار القومي.

***- تحليل آخر ينطلق من واقع، ألا وهو استكمال مرحلة الانتقال الرأسمالي لمجتمعات ما قبل الرأسمالية في بلدان الشرق الأوسط، ونضج نظامها الرأسمالي بأزماته الاقتصادية وظهور حركات احتجاجية شعبية ضد سلطة البرجوازية الحاكمة، إلى جانب استبداد الأنظمة البوليسية والفاشية البرجوازية، بالأخص ضد التيارات اليسارية وأحزابها ومنظماتها، وكذلك إضطهاد وتعذيب نشطاء وقادة الحركات الإجتماعية، ومنعهم من تشكيل منظمات جماهيرية مستقلة واتحادات ونقابات غير حكومية، ... كل ذلك أفسح المجال لظهور وبروز التيارات الإسلامية، خاصةً وان هذه الأنظمة كانت بحاجة إلى استخدام أيديولوجية وفكر رجعي تسمح لها بمحاربة الأفكار والحركات اليسارية التقدمية والاشتراكية والعمالية. هكذا فُتح الطريق لنشر الفكر الإسلامي الظلامي، المحافظ والرجعي، مع أحياء التقاليد والسنن البالية وتقويتها داخل المجتمع، وجعلها مهيمنة في الأجواء الثقافية.
اذاً، ضرورة ممارسة القمع السياسي للمنظمات الجماهيرية وللحركات اليسارية والعمالية والشيوعية التي كانت سائدة في حينه، تزامناً مع تطور اعتراضات الكادحين والشبيبة العاطلة عن العمل، أتاحت الفرصة لتيارات الإسلام السياسي لركوب موجة الاحتجاجات والثورات، وبالتالي ظهورها كبديل لإنقاذ الرأسمالية والطبقة البرجوازية، وذلك بفرضها التراجع المعنوي علی هذه الجماهير المعترضة والمنتفضة عبر معاداتها لكل مظاهر التمدن والتقدم والتحرر، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والعمال، كما شاهدنا في مصر والسودان والجزائر في التسعينيات من القرن الماضي، فضلا عن دور الإسلام السياسي الرائد في إجهاض الثورة الإيرانية عام (١٩٧٩) وثورتي تونس ومصر عام (٢٠١١).

3. ما بعد هذه الحقائق

هناك العديد من الآراء والتفسيرات حول ظاهرة الإسلام السياسي، وهنا لم نعد نتطلع لإظهار وعرض كل هذه الآراء، ما نعنيه هو أن كل من هذه الآراء تشكل جانبًا من الحقيقة والواقع، لكن واقع الإسلام السياسي كتيار اجتماعي سياسي أوسع من أي من هذه الحقائق ومن مجموعها.
يعود الإسلام السياسي كظاهرة اجتماعية سياسية وفكرية إلى نهاية القرن التاسع عشر، ويرتبط بتفكك وانحلال الإقطاعية والأنظمة الاقتصادية ما قبل الرأسمالية مع زوال الطبقات القديمة معها، وظهور مختلف طبقات وشرائح وفئات اجتماعية جديدة مصاحبة لظهور الرأسمالية ونموها.

إن صحوة الإسلام وظهور الإسلام السياسي ظاهرتان متلازمتان لمسيرة تحول المجتمع إلى الرأسمالية ونمو هذا النظام الجديد منذ القرن التاسع عشر، وما أحدثته من تغييرات في بنية وتركيبة الطبقات في مجتمعات الشرق الأوسط.

كان (جمال الدين الافغاني) و (محمد عبده) في القرن التاسع عشر في صفوف المطالبين بالتقدم وبضرورة تبني واكتساب العلم والمعرفة الحديثين ويؤيدان تقدم هذه المجتمعات وتحررهم من الاستعمار الإنجليزي والأوروبي وتحقيق الاستقلال. لهذا الغرض عملا على بلورة ايديولوجيا تناسب التحول الجاري في المجتمع. كانا من المقربين لحاكم مصر (خديوي اسماعيل باشا) الذي قام بإجراء إصلاحات شاملة؛ ادارية في المحاكم والقوانين، اقتصادية في الصناعة والزراعة، وتربوية في قطاعي التعليم والصحة، ... يُعتبر (اسماعيل باشا) المؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد جده الأكبر (محمد علي باشا) الذي كان المؤسس الأول.

وعليه، لم تكن النهضة الإسلامية وظهور الإسلام السياسي في بداياتها مشروعًا للتراجع والعودة إلى الوراء، بل لمواكبة العالم الجديد الذي يوشك أن ينبثق، وتوجيهه وإعطائه طلاء وحلية إسلامية. ويتجلى ذلك بوضوح في الجهود الفكرية والسياسية التي بذلها كل من (جمال الدين الافغاني) و(محمد عبده) في المصر.

مثلما لجأت البرجوازية الأوروبية في بداية تكوينها، أي في نهاية العصور الوسطى وأثناء فترة الثورات البرجوازية، إلى إحياء فكرة "الجمهورية" للإمبراطورية اليونانية القديمة وأساليبها السياسية للحكم، كذلك لجأت البرجوازية في الشرق الأوسط إلى صياغة وبلورة أيديولوجية مناسبة لها، مستندة إلی الأفكار وأساليب الحكم القديمة في الإمبراطوريات الإسلامية، وعملت على تفصيلها على مقاييس العهد الجديد ومصالح الطبقات المتكونة الجديدة.

أو بتعبير آخر، كان الاسلام في الشرق الأوسط وفي عهد الإمبراطوريات الإقطاعية في العصور القديمة، الأيديولوجية الرسمية التي تنظم الحياة الاجتماعية لصالح الاقطاعيين والطبقات والشرائح المالكة والحاكمة في ذلك الوقت، أما الآن ومع انتهاء هذا الوضع القديم، يغير من معالمه وملامحه لتتلاءم مع العهد الجديد والتكيف معه، ومرة اخرى لصالح الطبقات الحاكمة كي تصبح الأيديولوجية التي تنظم الحياة الاجتماعية ضمن المجتمع الرأسمالي.

مما لا شك فيه أن هناك اتجاهات وتيارات برجوازية فكرية وسياسية أخرى في الشرق الأوسط، لم تلجأ إلى هذا المخزون الفكري والثقافي القديم في المنطقة، بل حاولت صياغة أيديولوجياتها من خلال ربطها بالفكر السياسي المعاصر، مثل القومية العلمانية والليبرالية وتحت اسم الإشتراكية والشيوعية. الإسلام السياسي هو واحد من بين مجموعة من التيارات السياسية والفكرية المختلفة للطبقة البرجوازية.

لقد تمكنت البرجوازية الأوروبية من ايجاد النموذج الفكري والسياسي المناسب لها خارج إطار الدين المسيحي وبالرجوع إلى نموذج الطبقات الحاكمة في عصر العبودية في اليونان وروما القديمين. أما البرجوازية في الشرق الأوسط فقد بنت أحدى نماذجها الفكرية والسياسية بالعودة إلى النموذج التاريخي للدين الإسلامي ومخزونه الثقافي في المنطقة.

4. نوعان مختلفان من الإسلام السياسي

اذا كان الإسلام بصحوته وطرحه لتيار الإسلام السياسي في أواخر القرن التاسع عشر، يعكس ملامح نظام رأسمالي في طور الولادة، متوجه نحو التقدم والازدهار ومحتضن للعلم والتمدن، فأنهما، بعد قرن من الزمن، اي في أواخر القرن العشرين، أصبحوا عكس ما كانوا عليه في الأول من حيث دورهما، وملامحهما الاجتماعية، والسياسية، والفكرية.

لقد تغيرت سماتهما وأدوارهما تدريجياً خلال القرن العشرين وأثناء عملية تطور وتكامل النظام الرأسمالي والسلطة البرجوازية في دول الشرق الأوسط، وظهور أزمات اقتصادية وسياسية متزامنة مع النمو المطرد للطبقة المضطهَدة التي تُشكِّل تهديداً لبقاء هذا النظام، بمعنى أن ملامحهما ودورهما قد تغير ليتكيف مع ما يضعه النظام الرأسمالي لهما، دورًا يلعبان لضمان إدامته وطرد شبح الشيوعية امام اعين البرجوازية.

وهنا تكون بالضرورة حركة مناهضة للحريات والحقوق المدنية، معادية للمرأة ونضالاتها، وللشيوعية والحركة العمالية وتنظيماتها المستقلة، اي يكون معادياً لكل ما يمهد الطريق امام نمو وتقدم الحركة الاشتراكية التحررية للطبقة العاملة.

تولت هذه الحركة الحكم في عدة بلدان كـ (تركيا، ايران، أفغانستان، تونس، سودان حتى ٢٠٢٠، ومصر لفترة قصيرة)، ولقد عانى في ظل حكمها في هذه البلدان العمال والكادحون، النساء والتحرريون، مدافعوا حقوق الانسان والصحفيين، القوميات المضطهَدة، ومعتنقي الديانات والمذاهب الاخرى غير الدين والمذهب الرسمي للدولة،... نعم كلهم مرّوا بتجربة قاسية من الظلم والاضطهاد والمقاومة، هذا بالإضافة الی الممارسات الوحشية لـ(حركة الطالبان) و(القاعدة) و(بوكو حرام) وغيرهم من المجموعات الإرهابية. ما كان مطروحاً بأن (الاسلام هو الحل)، اصبح طوقاً واقعياً في رقاب الملايين من البشر، دفعوا ثمنه بالتعرض للقمع، والقتل، والاٍرهاب، والتشرد.

لم يصبح الإسلام السياسي اليوم غريباً على حركات الاحتجاج الجماهيري فحسب، بل وحتى فقد اعتباره كأداة صالحة للاستخدام من قبل البرجوازية..

كانت احدى خصائص الاسلام السياسي في كلتا الفترتين، العقود الاخيرة من قرن التاسع عِشر والعقود الاخيرة من قرن العشرين، الرجوع الى بدايات ظهور الاسلام وتقاليده وثقافته، ولكن لغرضين مختلفين سياسياً واجتماعياً، ففي الفترة الأولی متناغمة مع ضرورات نشوء وتطور الرأسمالية، اما في الفترة الثانية فهي متناغمة مع انحطاط الرأسمالية وازماته الاقتصادية والسياسية والفكرية الجارية حتى اليوم.

5. استنتاج

الإسلام السياسي ليس ظاهرة عرضية، ليس صناعة إمبريالية، إنه لا يتعلق فقط بنهاية القرن العشرين والوقت الحاضر، بل هو حركة اجتماعية سياسية تعود جذورها إلى نشوء الرأسمالية، النظام الذي مر بدوره بمراحل ووصل اليوم إلى الانحطاط. رافق الإسلام السياسي هذا النظام واستجاب لمتطلباته في كل مرحلة، متفرعًا منه التيارات والاتجاهات المتنوعة والمضادة، كل واحد منهم يعمل بطريقته الخاصة في بث الرعب والخوف لإرهاب الجماهير الكادحة والمتحررة. هناك صلة وثيقة بين النضال ضد هذه الحركة والنضال ضد الرأسمالية وسلطة البرجوازية. بمعنى آخر يجب ان نجعل من انتقاد هذه الحركة الرجعية ومعاداتها بوابة لانتقاد الرأسمالية والبرجوازية وسلطتها، فقط بهذه الطريقة نتمكن من شل قدراتها الرجعية المضادة للثورة.

تموز ٢٠٢١








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افكار مضطربه وتائهة-نحن فيما قبل الراءسمالية وهي ا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 8 / 3 - 04:22 )
اي الراءسملية قادرة عن تحريرنا من عبودية حالنا واقطاعيته والاسلام الذي هو ايديولوجية العبودية والاقطاع-ثورة الحضارة الجديده لم تكن سياسية -الوجه الابرز للثورة الحضارية العصرية الانسانية التقدمية الزهراء كانت في مجال الانتاج فالثورة الصناعية الاولى تعززت باصطحابها للثورة في العلوم والتكنولوجيا وبالثقافة الجماهرية وبناء الدولة المدنية بالتدرج وبدون عداواة دموية مع الاساطير الاولين-واخذت الثورات الصناعية وبالاخص في قرنها الازهر العشرين تترى ووصل عدها اليوم الى الثورة الصناعية الخامسة او السادسة- الاسلام دين مجتمع بداوة همجية بربريه معدوم من الرفق بالانسان ناهيك عن الحيوان ومحارببته اساسا ستكون عبر التعليم والتربيه وترقية الثقافة وادواتها الجميله المحبوبة للجماهير حتى المكبوته خصوصا الموسيقى ةالغناء-وان تطور الانتاج المجتمعي عبر الاخذ بالتنمية -الراءسمالية الذي يشبع معد الجماهير منذ بدايته سيجعلها مهتمة باشباع جاجاتها بتنوع جميل-فالشعوب المتحضره في غرب اوربا وشمال اميركا بادت لاتفكر بالطعام الا كتفكيرها بالبنزين للسياره فالمسرح والموسيقى والاهم السياحة تملاء حياة ولم يبق للدين الا بضع دقائ

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah