الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي1

سامر أبوالقاسم

2006 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تجتاز منظومتنا التربوية اليوم مرحلة دقيقة وحاسمة من مراحل تطورها في تاريخنا المعاصر. إذ في الوقت الذي يتم تسجيل العديد من الإيجابيات ونقاط التقدم فيما يخص طبيعة وشكل الإصلاحات التي تطالها منذ خمس سنوات من العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، فإنها بالمقابل تواجه بعض المشاكل المتنوعة، شأنها في ذلك شأن مختلف المجالات الحساسة وذات الأولوية في اهتمام البلدان ذات التطلع التنموي، خاصة وأننا – لحد الآن - لا نتوفر، بشكل تام ودقيق، على النظم والمقاييس المعيارية اللازمة التي تعرف بها عادة الاتجاهات الواضحة لمناحي التغيير في حد ذاته، وذلك بفعل طبيعة وشكل التوافقات السياسية، التي لا يسعها دائما أن تنتج سياقات التطور والتقدم غير المتعثر على المستوى العلمي والمعرفي والتربوي.
لقد اقتضت منهجية العمل طرح بعض الإشكالات المتوصل إليها لحد الساعة، من خلال العديد من الدراسات بهذا الشأن، بهدف فتح النقاش بين كل المكونات الفاعلة في المجال من جهة أولى، والإحاطة بكافة الطروحات المرتبطة بكل إشكال على حدة من جهة ثانية، والاستخلاص الملائم منها للتنشئة الاجتماعية والثقافية والدينية المتوازنة للأجيال الناشئة في اللحظة الراهنة وما نستقبله من العقود من جهة ثالثة.
والواقع أن هذا الأمر ينبغي أن يدفع جميع الفاعلين والباحثين والمهتمين إلى سلك بعض السبل الجديدة، للعمل على مقاربة بعض الإشكالات، التي برزت مع مجموع التغييرات المحدثة في المناهج والبرامج التربوية، خاصة المرتبطة منها بتدريس المواد الإسلامية.
والمؤمل، هو أن يخوض الجميع النقاش بالطرق والوسائل العلمية والتربوية والواقعية الممكنة والمتاحة، في جو من الوضوح والشفافية، وفي مستوى من النضج الذي يتوخى التفاعل والتلاقح، وفي نفس الوقت يقطع الطريق عن كل أشكال التعبير القطعي والوثوقي. إذ الغاية تكمن أولا وأخيرا في تحديد معالم القيم والكفايات المنشودة في تربية المواطنين في جو يسوده نوع من التضامن والحماس والنشاط والتفاني في خدمة الصالح العام.
فالخيار الرسمي المتبنى اليوم من طرف وزارة التربية الوطنية يصرح بأن عملية «بناء المؤسسة التعليمية الوطنية لا ينبغي أن يتم وفق تصور تقليداني يعطل حركة التطور، كما لا ينبغي أن تكون المؤسسة التعليمية مرآة عاكسة لأية أزمة، بل ينبغي لها أن تكون فضاء يؤسس للعلاقات الاجتماعية المتطورة، للتصورات الخلاقة، وللقيم النبيلة، قيم الحداثة والديمقراطية وممارسة المواطنة بشروطها الحقيقية» (1). وعلى هذا الأساس نعتقد أن تدريس المواد الإسلامية بالمغرب في الوقت الراهن من خلال المواضيع المتعلقة بالقيم والمواقف الدينية المختلفة يطرح أكثر من تساؤل حول بلوغ المتعلم مرحلة التكيف والالتزام بهذه القيم والمواقف في بعدها الديني المتسامح والمتضامن، وحول درجات الاهتمام والميول إلى القيم الوجدانية والعملية والسلوكية لدى المتعلم، وحول المواقف التي يظهرها تجاه كل ما له علاقة بدينه، وحول الاختيارات التي يتبناها اعتمادا على القيم والتصورات التي يمكنه تكوينها عن نفسه وعن الناس بشكل عام، علما بأن النظام التربوي يندرج في سياق « التوفيق الإيجابي بين الوفاء للأصالة والتطلع الدائم للمعاصرة» (2).
ومن هذا المنطلق سنعمل على مقاربة موضوع التأطير التربوي الديني في ظل المشروع الديمقراطي الحداثي من خلال المحاور الخمسة التالية:
• تدريس المواد الإسلامية وإشكالية مراجعة التفكير في الحقل الديني.
• واقع تدريس المواد الإسلامية وإشكالية التشكيك في منطق العصر.
• واقع الجمود وضرورة التجديد.
• خطاب "الخصوصية" والحاجات العلمية والتربوية.
• ضرورة الإصلاح التربوي واستمرار "المقاومة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah