الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دُروبُ الرُّوح

علي موللا نعسان
شاعر و كاتب و مترجم

(Ali Molla Nasan)

2021 / 8 / 5
الادب والفن


في هَدْأةِ الليلِ كم أَنْفَضْتُ أجْنِحَةً
نَمَتْ بخفرِ عُرى وَجْدي و أنْفاسي

و رحتُ بينَ نوايا الفِكْرِ أَرْشُدُها
إلى حَنايا الفُؤادِ الوامقِ الراسي

فَجالَ طَيْفُ أليفٍ كُنْتُ أرقبُهُ
يهتابهُ السَّعْدُ مَفتوناً بِخَلَّاسِ

ضوءٌ سبى في الدُّجى عقلاً و طُهْرَ مُنى
سبُحانَ من هَذَّبَ الكِرْدانَ بالماسِ

شدتْ على نخلةٍ أصواتُ قُبَّرَتي
فَأطْرَبَتْ في النُّهى بَوْحَ الصَّدى الآسي

و هاجَ وَجْهُ بلادٍ كنتُ أسْكُنُها
يَلْتاعُها العَقْلُ مُشْتاقاً بِنِبْراسِ

و روحُ مَبْسَمِها قد أغدقَتْ أملاً
يُضْفي جمالاً أثار الجَوْسَ في الناسِ

هرعتُ في لثمِها عبرَ الدُّجى ولِهاً
و رُمتُ بالوَعْسِ أفديها بإحساسي

فأومأَتْ لي بغمزِ العينِ راغبةً
ترجو الوئامَ و سؤلاً للهوى الجاسي

أين الدِّيارُ التي أغْشى النَّوى غدَها
و ضامَها من عثا أحلامَ نَوَّاسِ

أين اليقينُ الذي قد حاس أفئدَةً
تصبو إلى مِنْحَةٍ منْ قَدِّ ميَّاسِ

يا لوعة الروحِ إن النفسَّ قَدْ هجرتْ
مَشاعِراً زَهِدتْ عن شرِّ خَنّاسِ

إذ حاكَ إرهاصَها صَبْرٌ وشى يَدَها
تألقاً في الرؤى يسمو بمِرداسِ

أينَ ابتسامةُ طفلٍ كان يمْنَحُنا
طُهراً يُحيلُ لنا مرحىً بأكداسِ

أينَ الترابُ الذي أثْرى عُرى وَطَنٍ
حابى تُخومَ الهدى شوقاً لأعْراسِ

يا صيحةَ العَقْلِ إن الرُّوحَ قَدْ غَمَرَتْ
عواطِفاً وقَرَتْ في عَقْدِ ألْماسِ

إلْهامُها قَدْ سبى في سَعْيهِ شَغَفاً
وَعى بِفِكرٍ رُؤى حِلْمي و أطراسي

أخلاقُها قَدْ مضتْ في رُشْدِها قُدُماً
بوَصلِ شوقٍ سبى أطيابَ أغراسي

إنْ أَوْعَزَتْ نحو فَضْلٍ لَمَّ حكمتَها
زادَتْ على غِبْطَةٍ إصرارَ هَوَّاسِ

و ارتادتِ الكونَ عبر الهَجْر ِفي وَرَسٍ
ساهى سهامَ الهوى فيها بأقواسِ

راحتْ تواسي كحيلَ العينِ في عَتَبٍ
يسمو على قيمٍ في جيدِها الماسي

و قَدْ تَجَلَّتْ بشَعْرٍ هاجَهُ شممٌ
أضحى على جَسَدٍ في العِطْرِ غطَّاسِ

يُوامِقُ الروحَ في عزفٍ على وترٍ
طلا عُرى بوحِ أشعارٍ بإحساسِ

زاغَ عنْ بصري منْ كانَ يُؤْرِقُها
عَبْرَ الدُّجى في الورى مِنْ عِطْرِ حِلَّاسِ

ورحتُ نحو سياجِ الروضِ أسألُها
أين الطريقُ الذي ما خلتُهُ راسي

و أرضُها قد بدتْ جولانَ أمزجةٍ
تُضفي ميولاً تَوَشَّى في برى السَّاسِ

أفضي إليها شعوراً حاسَ أورِدَتي
و شلَّ فكراً سبى وجدانهُ أغراسي

أرنو إليها و خوضُ الشوقَ يأخذُني
إلى مُتون الحِمى في حُزنهِ القاسي

عينانِ فيهما طُهْرٌ و خيرُ سُوى
سبحانَ منْ هَذَّبَ الأقدارَ في الناسِ

تاهَتْ عن القلبِ مَنْ كانت فضائِلُها
عبرَ الجنى في برىً تُعطى بأكْداسِ

و صارَ جُرْحُ الورى يُضْني النُّهى تَعِباً
من العوادي على أجواءِ أغْراسي

إنَّ الحياةَ و إنْ أعْتَتْ صُوى تُرَبٍ
فالصَّبْرُ ماضٍ على أحلامِ حسحاسِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي