الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميع الامم كتبت تاريخها إلا الامة العربية تركتها للمستعمرين والاجانب!!

نظمي يوسف سلسع
(Nazmi Yousef Salsaa)

2021 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتراف الباحث احمد الدبش بخطأ اطروحاته الأولى في السنوات المبكرة من عمره المديد، وتراجعه عن نظرية جغرافية التوراة التي اشتغل عليها لأكثر من عشرين سنة وأصدر خلالها عدة كتب وابحاث نشرت وطبعت عدة طبعات، لا شك انها شجاعة لم يسبق لأي باحث ان اقدم عليها، ان كان مع هذا الاعتراف والموقف والمبدأ ام ضده..
لقد تبين للباحث وصديقنا عبر الفضاء الافتراضي، ان هناك خطأ، وخطأ فادح، في البحث عن جغرافية التوراة بالجزيرة واليمن، كما لا يوجد أي دليل اثري لمروايات التوراة في فلسطين، وفق ما قال الدبش حرفياً: (كيف لي كباحث في التاريخ القديم رفض اسقاط روايات "الكتاب المقدس" على فلسطين لانعدام الدليل الاثري، وفي ذات الوقت اخترع جغرافية بديلة دون دليل أثري؟!)..
تراجع الباحث الدبش عن مقولاته السابقة حول جغرافية التوراة اليمنية، ورفضها في فلسطين، قد حرّك المياه الآسنة الراكدة على مرويات "تابو" التوراة.. وعليه المطلوب من الباحثين العرب الذين يتبنون هذه النظرية الى اعادة النظر او الدفاع عنها، وفي مقدمتهم الباحث فاضل الربيعي ود. زياد منى والباحث احمد عيد ومن قبلهم المرحوم استاذ التاريخ كمال الصليبي وغيرهم .. ونأمل ان تحمل الردود صيغ علمية ان كانت مع هذه النظرية او ضدها.. فمن المخجل ان نقرأ ردودا وتعليقات سوقية وصبيانية تختال على مقالات وابحاث ومواقع البحث العلمي والتاريخي الجادة.
لقد طرح الباحث الدبش في مقال كتبه مؤخرا اربعة تساؤلات لمن يزعم أن "اليمن احتضن تجربة بني إسرائيل" وتحتاج الى اجابة علمية واثرية مؤكدة: (أين النقوش العبرية من العصر الحديدي؟.. لماذ لم يترك لنا أيّ من الملوك الأربعين، الذين تسلسلوا منذ شاؤول إلى صدقيا، أثراً يذكر فيه اسمه!.. أين أسماء المدن التوراتية في نقوش اليمن؟ أين المدوّنات الكتابية والبقايا الأثرية التي تشير إلى أن بني إسرائيل وُجدوا في اليمن؟)..
واستطرد مؤكدا انه: (لن يكون شريكاً في ترميم الرواية "التوراتية"، التي حطّمتها مجرفة الأثري، بالبحث لها عن جغرافية متخيلة) .. ولن (يقبل باختراع تاريخ يمني على مقاس التوراة، خلافاً لما تبوح بها السجلات الأثرية) .. وختم مقاله وبق البحصة - كما يقال- مشيرا الى المشكلة والاشكال حينما قال: (اليوم يجب أن يتوقف "الكتاب المقدس" عن تغذية تاريخنا، وعلينا الخروج من بوتقة "الكتاب المقدس" باعتباره تاريخاً، فـكما قال عالم الآثار "الإسرائيلي"، أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل أبيب البروفيسور، زئيف هرتسوغ، (التوراة: لا إثباتات على الأرض).
ومن المعروف ان زئيف هرتسوغ ونحمان بن يهوذا، والباحث الإسرائيلي البارز شلومو ساند الذي اصدر كتابا بعنوان : كيف ومتى اخترع الشعب اليهودي؟! .. وغيرهم قد اجمعوا ان: (التوراة مزورة ومحرفة وكل ما فيها مزاعم واباطيل.. فلا اليهود دخلوا مصر، ولا المصريون طردوهم فتاهوا في الصحراء ولا جبل سيناء كان هنا. ولا مملكة "اسرائيل" كانت موجودة هناك .. ولا ولا ولا..)..

اذن الخطأ ليس في هذه النظرية او تلك ولا في هذا البحث اوذاك ولا مع الباحثين والاثريين الذين حملوا "التوراة في يد والمجرفة في يد" بحثا عن جغرافية متخيلة، بل الخطأ الواضح في التوراة نفسها، ورواياتها ومروياتها، التي كتبت منتصف القرن السادس قبل الميلاد والمستوحاة والمستنسخة عن ملحمة جلجاميش واساطير الالهة الكنعانية.. لذا نحن اليوم اكثر من اي يوم مضى، علينا العمل المتواصل على إزالة ما يعرف بـ "الاسرائيليات" التي تغلغلت في تاريخنا ومعتقداتنا وادبياتنا، واعادة كتابة التاريخ وفق المكتشفات الاثرية..
هل نتمكن من ذلك؟!..
ليس من السهل اقتلاع "الاسرائيليات" الملتصقة، وباعتقاد ايماني، في عنق التوراة، فقد تبنت الديانتين، المسيحية والاسلامية، ملوك وانبياء التوراة ومروياتها، واضحت كمشروع مسيحي وآخر اسلامي، منهم من ينتظر عودة المسيح لاقامة مملكة داود والجلوس على عرش سليمان، ومن يقتل الدجال ويقيم ذات المملكة! ..
ورغم ذلك، فإن اسطورة التوراة قد اصابها الخلل وبدأت مصداقيتها تتهاوى تحت المجراف الاثري، كما اشرنا، وبالتالي حان الوقت لكتابة تاريخنا في ضوء المكتشفات الآثارية الحديثة بيدنا.. إن كل بلاد العالم هي التي تكتب تاريخها، إلا الامة العربية التي تركت للمستعمرين الاجانب كتابة تاريخها كما يشاؤون وفق رغباتهم وأهواهم السياسية والعنصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا