الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب الخاسرة

اسطيفان هرمز
كاتب

(Estivan Hermez)

2021 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول سون"تزو" مؤلف كتاب "فن الحرب"  بأنَّ الحرب فكرٌ وفنٌّ؛ وليست قتال ودماء 
رغم أن حربنا هذه ليس قتالية بالحرف والمعنى العسكري البحت ، إنما هي معركة كلامية إنشائية تتخللها جمل ركيكة لا قيمة معنوية لها ، يتبارز فيها طرفان لاخبرة لهم في إدارة شؤون مثل هذه الحروب، إنما ما يدفع مرتزقة هذه الحروب  لخوض ضمارها هي العاطفة والجهل وأحيانا الغباء إضافة إلى المادة التي أعمت البصيرة قبل البصر.

  
هناك حرب أعظم ما يقال عنها أنها سخيفة بكل المقاييس
والمبارزون (المرتزقة) فيها إما جهلة أو اغبياء ، من المؤسف أنها تزداد ضراوة يوم بعد آخر، والمشكلة ان مغذي ديمومتها هو الجهل والتعصب ، والسبب هو أن كل من هَبَّ ودَبْ أصبح خبيراً في شؤونها وقائدًا فذاً في إدارتها، معتمدا على ما في جعبته من معلومات عرجاء لاترتقي إلى التبصر أو التبحر في تاريخه بشكل منهجي ومهني.  
ورغم علمهم أنها معركة خاسرة في نهاية المطاف لا محال، لعدم ارتكازها على أسس علمية رصينة ، وبين صفوفها (مرتزقة) ضعفاء لا يملكون من فنون القتال شيئاً  ، إلا انهم وبكل غباء يصرّون على خوض ضِمارها ، لأن جهلهم وتعصبهم هو من يقودهم بشكل أعمى إلى مصيرٍ مجهول،    .
فلو تُركت لأصحابها العقلاء والمتخصصين والباحثين بمهنية لكانت النتائج أفضل ،وتليق بأصحابها وتزيدهم فخرا بانتماءاتهم بدل المزايدات الفارغة والبعيدة كل البعد عن العقل والمنطق والتي تجعل من ارضيتها هشة وغير متينة.
  
كما لو أدرك هؤلاء الجهلة أن لهذه المعركة نهاية حتمية دون أن تحقق ادنى أهدافها لإفتقارها إلى خلفيات متينة ورصينة ، وخسائرها تتعاظم كلّما طال أمدها، لأن الإستمرار فيها هو إستنزاف لطاقات يمكن أن تُستغل في مكان آخر يحافظون فيها المتبارزون على مبادئهم وأفكارهم وعقائدهم بعيداً عن زجها في معارك مصطنعة وخاسرة ، لأصبحت الأمور  أوضح في إدامة الأفكار وتطويرها بشكل مهني بعيداً عن التعصّب ونكران الآخر قبل الذات  ، لأن الآخر مهما كانت توجهاته وإهتماماته وإنتماءاته ، ومهما يكن إختلافه معنا ، يمكن أن يكون سنداً  لنا أو مُعيناً في مِحَننا في حال كُنا قد جعلنا لنا خط عودة معه.
لكن أن نُصِرّ على بِناء سُدود وحفرأخاديد عميقة يصعب إجتيازها وتدمير جسور المودة والتعاطف فيما بيننا بغباء ، بحجة أهلية قضيتي على قضية الآخر التي يعتبرها مصطنعة  ، إنما نحكم على نهايتنا بشكل مأساوي ، نخسر فيها كل ثمين ناضلنا  لأجله بشكل سلبي  دون إدراكنا.

أسميتها معركة لأن الكل يحاول أن يجد له سلاحاً يعتقد أنه فتاك يمكن أن يدمّر الآخر به ولو أفتراضياً ،  متناسياً أن هذه الأسلحة أصبحت بالية وعديمة الفائدة أمام التطوّر الحاصل تكنولوجياً في جميع مجالات حياتنا اليومية .
كما أنها لا تمتلك أرضية رصينة وفعلية تقف عليها بثبات لتذود عن قضيتها  ، بل إن ساحاتها وحدودها والخط الأمامي للمواجهة فيها  هو افتراضي بحت ، أي انه غير موجود على أرض الواقع،  والواقعية الوحيدة في هذه المعركة هي فقدان روح المحبة وقبول الآخر بكل اختلافه الفكري والعرقي والديني والقومي على حساب التعصّب والجهل، ومنح فرصة للمتربصين أن يبتهجوا بتخلف وسذاجة ألأفكار.

وياليت التنافس يكون نزيها ، بل من المؤسف  هذا التنافس يحمل كل أدوات التزييف والتحريف والكذب على حساب الحقيقة الدامغة الغير قابلة لا للشك ولا للطعن أحيانا وفي أفضل الأحيان تكون الحجة( بمقولة فلان أو علاّن من العامة الغير مختصين والغير معنيين أو مهنيين) .
وهنا يكمن الإفلاس الفكري ،  

فهل تفيقون أيها المتبارزون الخاسرون ؟    
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_