الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2021 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خطورة الديمقراطية أن تضع في الصندوق ما تجده متماشي مع المصلحة الفردية على الصالح العام فتقدم المذهب و القبيلة على الوطن.
(الكاتب ).

مراحل العمق الفكري للعقل البشري وصلت الى مستويات متقدمة حيث اصبح للخيال صورة يمكن  لتنفيذها وعكسها على الواقع. مماأتاح للإنسان بعد مختلف عن نمطية القديمة في العمل و التي بدورها قادته الى ثورة من التحرر الفكري ضد عدد من المفاهيم منها العبودية و الرق و الجواري و غيرها  وراح يسعى الى سن قوانين انسانية تنفي قانون الاستعباد ولم يقف حد التشريع بحدود القانون الوضعي  بل ذهب يخوض في الاديان حيث الفكر المتجهم والسقيم الذي ورد في بعض نصوصها المتماشية مع الزمكنة وراح يلغيها ويدرج اخرى بدل عنها .فترفع عن نصوصها واصبح للإنسان قيمة مستحدثة بعصره تختلف عن قيمة الإنسان في ذلك الزمان. وانتقل الى  خلق ميدان كبير من التطور العمراني والحضاري  حيث خلق من الصورة الفكرية  واقع يجسد له احتياجه فكانت ثورة من التطور الصناعي و الفكري وغيرها . والتي اوصلتنا الى عالم التمدن والرقي,حتى اصبح العالم قرية صغيرة تحتوي جميع العناوين البشرية ممن يملكون الرغبة والقرار في الحياة المستقرة و هذا لا يقف ضمن حدود بل ينعكس على اغلب المجتمعات الانسانية و البشرية .و التي لا اجد للعراق و اغلب البلدان العربية مكان بينها.
عندما احاول ان أستعرض صور من مراحل القفز العمراني  الحديث للمجتمعات البشرية من حيث بناء الإنسان وإعلاءالبنيان  بالمقارنة مع العراق اجد هناك بون شاسع على جميع الاصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها من مفاصل الحياة. التراجع الزمني السريع الذي اوجدته لنا الفوضى الخلاقة بعد غزو العراق  تجاوز الحاجز الزمني للحياة المعاصرة . فاصبح لنا قفزة في الرجوع بالزمن الى الوراء وهذا من أعظم نتاجاتها. لقد استطاعت منظومة الشر بمساندة قوى الغباء السياسي ان تغيير سلوكيات الشارع العراقي نحو الانحدارالخلقي والقيمي للمجتمع الذي تأصل فيه شيء من العرف والقانون البشري ,الذي يمكن ان يعد بديل وقتي لغياب القانون لكن ليس ان يمنح السيادة في التنفيذ و التصرف كما هوالان في  العراق ,حيث اطلق العنان للعرف العشائري و المنظومة الدينية بالتوغل في سلطات التشريع و التنفيذ و انعكاسها  بالتأثير المباشر على الشارع العراقي  و بهذا اصبح للجهل الصوت العالي في ادارة ملفات البلد .
ن ما أنتجته الطبقة الحاكمة خلال سبعة عشر سنة تجاوز مراحل الدمار والانحدار المنهجي التي عمل عليها صدام .لا شك جميعهم يرتعون من منهل واحد مع اختلاف بسيط في الأسلوب لكن النتيجة واحدة هو انهاء ما تبقى من وجود للإنسان في ارض الرافدين .لابد لنا ان نفهم شيء محدد لم يكن لمشروع الاجهاض القيمي ان يرى النور لولا وجود هرمون الانحدار الذي يفرزه عقل الفرد العراقي . لا يوجد لدينا صانع لوحدانية القرار السياس كما هو في العهد السابق بل هناك قرار مشترك انتجه المجتمع وتمثل به رجل الدولة .وما يحدث اليوم انعكاس لأزمة اجتماعية أفرزتها عقلية الناخب العراقي. ان سياسي السلطة لم يأتي من السماء ممتطى البراق او متوسد على جنح جبرائيل بل هو وليد العملية الاجتماعية ونهجها المتجذر في فكر الفرد حيث يملي عليه اختياراته تحت تأثير المخلفات الاجتماعية التي ارست بثقلها على اغصان اشجاره حتى تصلب وتيبس على منظومة الأعراف والتقاليد والمصالح الشخصية واخرجها كما يخرج الجهاز الهضمي فضلاته وراح يرميها بثقلها على العملية الديمقراطية , لذا النتائج كانت ولا زالت كارثية .
النهج الديمقراطي عبارة عن ماكنة تعتمد على المواد الاولية وبرمجة المشغل لتعطي انتاج ذي جودة عالية أو رديئة. ان ادخلنا مواد خام بجودة عالية ( المرشح ) مع رقابة من قبل المشغل ( الشعب ) و سلطة قرار عامة لا تقف على مصلحة او منفعة شخصية  وبرنامج عمل نموذجي (برنامج انتخابي للمرشح ) يعطينا منتج بمواصفات ممتازة ( دولة مستقرة ذو تقدم وازدهار .  في الواقع الفرد العراقي يهتم بكل شيء من تفاصيل حياته الا العملية الانتخابية و اختيار الممثل السياسي عنه .يتركه الى الاقدار او الى القرار الديني او العشائري الذي يملي عليه واجب الاختيار. لا يتهاون في أي شيء على العكس من هذا الأمر الذي يملك مقادير مستقبله و حاضره. هذه الشخصية اللطيفة تقضي ساعات وأيام في اختيار كل شيء من ملابس و ادوات وحلي وغيرها لكن لا يعطي لنفسه ساعة واحدة ان يفكر في اختيار قائد يحدد لها مسار حياته المستقبلية. ولا زال تحكمه الأعراف العشائرية والمصلحة الشخصية وسلطوية رجل الدين عليه لذا تجده اعمى واضل سبيلا. يتبع ما يتلى عليه. وما عليه سوى السمع والطاعة.مثله مثل الجهاز الهضمي يستقبل ما يملي عليه الفم وليس له حق الرفض والقبول..ومخرجاته هي نفسها مخرجات العملية السياسية في العراق.                








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوى الوطنية والإسلامية بفلسطين: ندين أى محاولة للنيل من مص


.. طريقة اختيار المرشد الأعلى في إيران.. وصلاحياته




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى


.. وزير الخارجية الأردني تعليقا على اقتحام المسجد الأقصى: يدفع




.. وسط حراسة مشدد.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم المسجد ا