الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة حمرا و اسوارها خضرا و سكانها سود !

سليم نزال

2021 / 8 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هذه واحدة من الحزازير او الفوازير بلغة اهل مصر التى كنا نسمعها كاولاد لنجيب عليها .و بعد وقت قصير جدا كان الجواب السريع لمن يعرف البطيخ !
اما الحزورة الثانية التى كانت تقال فى السهرات و المتعلقة بالبطيخ فقد كانت
بِيحَلِّي ويسلي وبعشِّي( اى يتعشى) الحمار شو هو؟
و كان من عادة بعض ملحاء كبار السن المزاح مع الاولاد من خلال (الحزازير ). و كانت هذه غالبا ما تكون نوع من التلاعب على الالفاظ او اختبار معلومات الشخص قبل زمن طويل من ظهور العم غوغول حيث بنقرة واحدة يمكن للمرء ان يعرف كل شىء حتى كم بقرة يوجد فى البرازيل !
و طالما ذكرنا البرازيل لا بد ان اتذكر احد الاصدقاء الذى كان كثير النقد لمجتمعنا لكنه كان عندما يصل الى اعلى درجات النقد كان يقول ,شو بدنا نعمل هذا هو شعبنا شو بدك نستورد شعب من البرازيل .اما لماذا البرازيل فلا اعرف .
و قبل النكبة كان بطيخ يافا الاكثر شهره فى فلسطين و بعدها صار بطيخ جنين يعتبر الاجود فى فلسطين .
اتذكر هذا و قد قررت اليوم ان اكل بطيخا مع جبنة و هو طعام فلسطينى خاصة للفلاحين الذين يمضون نهارهم فى هذه الايام الحاره فى الحقول لذا كان (تشقيح ) اى قطع البطيخ و تناوله مع الجبن و خبز الطابون من الطعام الذى يحبه الفلاحين لان البطيخ (يبرد القلب ) حسب التعبير الدارج وسط حرارة شهر اب اغسطس الذى وصفه اجدادنا بأب اللهاب !
و يبدو ان موسم البطيخ كان يريح الاهالى خاصة النساء من عمل (زوادة ) و هو الطعام الذى كان الفلاحين ياخذوه معهم الى الحقول .حتى صار هناك مثل يقول الناس فيه, عندما ياتى البطيخ يقل النفيخ , و النفيخ هنا بمعنى طهو الطعام على النار كما كان عليه الامر قبل ان تظهر افران الطهى الحديثة .
و الطريف ان التراثيات من امثال و حكم زاخره بذكر البطيخ فى مجالات متعددة . ان حمل المرء ثقلا اكبر ما يحتمل قيل له بطيختين فى اليد لا يحملوا ! و ان تصارع عدوين قيل بطيخ يكسر بعضه , و ان لم يعجب شخص كلام اخر قال له بلا حكى فاضى بلا بطيخ ! بل يضاف الى هذا تعبير بلا حكى فاضى و بلا بطيخ بسمر. اما ما هو البطيخ المبسمر فقد سمعت انه نوع من البطيخ الاقل جودة و لا اعرف حقيقة الامر ! اما لماذا ربط الحكى الفاضى بالبطيخ فلا اعرف ايضا .الا اذا كان الامر يتعلق بالمجهول كالبطيخ لان لا احد يعرف ما يوجد فى داخل البطيخة.و على كل حال تم حل المشكلة فى التجارة بادخال تعبير على السكين يا بطيخ! اى ان يكسر البائع بعضا منها ,و ان يراها المشترى او يتذوقها لكى يتاكد من جودتها و حلاوتها .و لان الامر كان كذلك انتشر مثل دارج ان المراة مثل البطيخة .اى لا يعرف ما فى داخلها خاصة فى تلك الازمان حيث كان الاختلاط قليلا بين الشباب و الصبايا . و هذا ما جعل النساء تغنى مدحا فى العروس الجديدة
اويها و شقحنا بطيحة
اويها و طلعت مليحه .
و من اطرف ما اتذكر ما رواه لى صديق كان فى لندن و اراد شراء بطيخ فقال للبائعة مترجما الكلمات العربية الى الانكليزيه على السكين .on the knife ?
لم تفهم البائعة ما يقصد و كلما ردد الكلمة كانت تقول له ماذا ؟ اخبرنى القصة و هو غارق فى الضحك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز