الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ محمد اليعقوبي ..توطئة منهجية لمشروعه النهضوي

حمزة بلحاج صالح

2021 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المنجزات المعرفية و الفكرية الكبرى تقرأ و تحلل بأدوات و منهجيات و مقاربات قوية و دقيقة و علمية و المنجزات الضعيفة يتم تناولها بالوصف و الثناء و بعض التحليل السطحي و ادوت و مقاربات هزيلة تناسب مضمونها و قيمتها العلمية "

قام احد الافاضل من اهل العراق و من معه من أصحاب العلم النافع و العمل الصالح بربطي مع مؤسسة بحثية علمية سوف اشتغل معها في بعث معالم مشروع العالم النبيه الحصيف و الناقد العلمي الجريء و الباحث في علوم الإسلام و صاحب الإضافات النوعية الشيخ محمد اليعقوبي....

و الذي نراه جديرا ومستحقا ان يكون رائد نهضة و صحوة علمية دينية تجديدية في العراق و خارج العراق تتحرر من استبداد الراي الأوحد و هيمنة المطلقات البشرية التي حولها البعض الى دين و هي فهوم بشرية للدين...

وضعت خطة أولية للمشروع البحثي العلمي انا الان اواصل عملي في اطارها و ان شاء الله سوف تقدم منجز الشيخ محمد اليعقوبي في خصائصه المحورية الدينية الكونية و الوحدوية الإنسانية –الإسلامية...

شرعت في تقسيم عملي البحثي سائلا من الجميع ان يصبروا على انضاج عمل عميق و دقيق يبحث في العناصرالتأسيسية الاولى للمشروع النهضوي للشيخ محمد اليعقوبي و اعمدته و قوائمه التأسيسية...

سوف أحاول توظيف مقاربة نسقية شاملة لكل نصوص و منجز الشيخ اليعقوبي المدون و السمعي- البصري تنطلق من معطى أساسي هو تشابك العناصر المكونة لنسقه المعرفي و الفكري و الديني و الثقافي في تداخلها في حالة من " التعقيد " أي التركيب....

وهو مصطلح ومفهوم راهني قديم نسبيا و حديث و مناسب قليل الاستخدام في الفضاء الإسلامي بل علم قائم بذاته اليوم من بين علوم الاخر يستوجب الاستيعاب و الاستخدام اليقظ....

يخص كل منجز او حالة تداخلت فيها روافد عديدة ساهمت في تشكلها و بنيتها مرفوقة بشبكة من التفاعلات الداخلية فيما بينها سواء المعرفية و الدينية و الثقافية يعني أساسا الحالة العراقية السياسية و الاجتماعية التي نؤكد عليها...

ثم بدرجة ثانية في السياقات الاقليمية العربية و الإسلامية و خط الممانعة و السياقات الاوسع عربيا و إسلاميا و السياقات الاعم الدولية سواء مع الانسانية و الكونية او مع القوى الهيمنية و الاستكبارية...

هذه المقاربة تخص اهل الفكر ممن يتحكمون في نواصيها و تعني المنجزات الهامة و التي تنهل من الروافد الكونية بعد الروافد الاصيلة و الحضارية أي انها تعني المنجزات ذات القيمة الفريدة و المعتبرة...

و نحن نعتبر منجز الشيخ محمد اليعقوبي في الفضاء "الشيعي " و " السني " الوحدوي و النهضوي مع قلة من المنجزات الأخرى ذات قيمة اعتبارية فريدة و نادرة و متميزة لذلك منحناها هذا الاهتمام المنهجي...

سوف نحاول الحفر في المقال و اللامقال و المرموز له و المكتوب و الاحالات و التصريحات و الخطابات السمعية – البصرية و المدونة للشيخ اليعقوبي لنحدد ملامح و عناصر التجديد و الوحدة الاسلامية و الكونية والإنسانية و التحررمن حالة التخلف الإسلامية التي كادت تكون و تصبح مزمنة للأسف...

مدخل منهجي

سوف نحاول عند تحديد العناصر الاولية لمشروع المرجع الديني و المفكر الإسلامي الشيخ محمد اليعقوبي الاستئناس كما اشرت سابقا بمقاربة النسق النهضوي والمعرفي و الديني مقاربة نسقية توسلا بمختلف العلوم و المعارف التي تمكننا من جرد و اكتشاف هذه العناصر الأولية و المؤشرات التي تساهم في بناء المشروع كنسق مركب مفتوح بخصائص النسق المعرفي و الديني و الفكري و السياسي و أخيرا بخصائص النسق "الحضاري...

لن تكون هذه الورقة الا مدخلا للجزء و القسم الأول من مشروع علمي كبير سيكون موضوع بحث معمق في مؤسسة بحثية سنعينها بعد الانتهاء من مخرجات هذا العمل الهام حول مشروع المجدد الديني الشيخ اليعقوبي وتطلعون فيها على المنجز التام...

و عليه ستلي هذه الدراسة أيضا دراسات أخرى اكثر قبضا و مسكا على جسم ومكونات ومفاصل وحقيقة المشروع باعتباره نسقا يقترب من الشمول و يحيط بقضايا مفصلية راهنة غطت حقولا معرفية و دينية و حتى اجتماعية و سياسية لا تخلو من استيعاب القيم الوطنية والإنسانية زيادة على القيم الإسلامية في سياقات من التفرد والتمايز من خلال القيم الإسلامية الناظمة لها...

وهي أيضا تقوم على ابعاد وحدوية جامعة للامة الإسلامية مستلهمة من درس الحالة العراقية الذي يؤلم و يحزن و يحفز الشيخ اليعقوبي و يؤرقه و يحمل همه و يدفعه على البحث له عن مخارج استراتيجية تؤسس لوحدة المسلمين المرجوة التي تتجاوز ما يمزق نسيج المشتركات الايمانية و الإسلامية الكبرى...

و الشيخ اليعقوبي في علمه المتحرك وعمله العالم يتميز بمحاولاته العلمية الهادئة والناضجة لكنها ثائرة على التقليد الحرفي و الماضوية و سجون الاقانيم المغلقة لتجاوز البنى المهترئة و البالية و المعيقة لكل قومة و انطلاقة عقلية و دينية و معرفية و لكل اجتهاد متبصر...

كما يحاول تحجيم و تفكيك و نقد الارثدوكسيات التي يتمترس حولها الكثير من الناس و منهم علماء دين او رموز او كاريزمات و ذلك عبر ممارسة الشيخ اليعقوبي الناقد الهادئ و العميق داخل المنظومة السائدة...

بل يمهد الطريق لجعل العلم رائدا في بناء نهضة العراق و الامة الإسلامية قاطبة دون ان يسجن نفسه فقط داخل الحالة الشيعية او المذهبية او الطائفية قلت يمهد الطريق ل " افول الاصنام " التي تغالب النقد العلمي و المتبصر و تقتل مواهب الابتكار والتأسيس و المراجعة و النقد و العلم الوافر العميق...

الشيخ اليعقوبي يغطي على اكثر من صعيد اشتغالا و تحركا و سعيا و نشرا للوعي و عملا على مستويات عديدة و حقول شتى منها التنمية المحلية و الوطنية اعتمادا على منهجية متميزة هي أساس التنمية المستدامة فهو يرى بأن المشاريع تحددها أساسا حاجات المواطنين والشعوب الملحة وهذه تسمى في ادبيات التنمية المستدامة " المقاربة الجوارية " وهي شكل من اشكال الاقتراب من هموم المواطنين وهواجسهم و شواغلهم و اولوياتهم...

كما يحمل الشيخ اليعقوبي هم العمل الاجتماعي لكن في سياق هم النهضة والتنمية لا عملا يزول بزوال المناسبة و زمنية الفعل الخيري أي انه جزء من مشروعه يكمله و يدخل عليه اضافات إنسانية و إسلامية و ليس هذا بالغريب على الشيخ اليعقوبي الذي هو سليل مدرسة الامام علي رضي الله عنه و ارضاه بما يحمله من إصرار و حث و تأكيد فيما وصلنا من اثاره الرائعة التي تجعله جامعا لصفات فريدة منها صفات الإنساني الكبير و المسلم المتبصر و الحكيم و الفيلسوف و العارف و صاحب البصيرة الثاقبة و المستشرف النبيه...

هكذا يقود الشيخ عملا اجتماعيا و إنسانيا و خيريا مميزا يغطي المحلي و الوطني و حال الامة و حتى الإنساني الكوني و سنحاول تبيين ذلك في مقاربتنا هذه او الحاقها بالعمل الموعود به...

هذه الرؤية المتعددة الابعاد لا يحملها الا عارف وفقيه ومرجع و مجتهد و مفكر و متفلسف عظيم يتجاوز الزمن والجغرافيا لكنه حاضر زمنا و حيزا مكانيا فهو يتقدم او يمضي قدما بهدوء وفرادة وعمق ولا تتوفر هذاه الخصائص الا للفرادات تستلهم من النبوءة الروح المتدفقة " ان إبراهيم كان امة - قران مجيد-..."

وسنتناول في القسم الثاني من المشروع المعرفي و الديني والحضاري كل من المعمار و الفلسفة و الابعاد و النسقية و الشمول...

لنعرف قبل ذلك ما المراد عندنا من المشروع أي ما المشروع المعرفي و الديني و الحضاري و ما النسقية و ما الشمول...

كما سنحاول التمركز في قلب مشروع الشيخ محمد اليعقوبي فاحصين العناصر البنائية و الناظمة الأولى و معرفين ماذا نعني بالتقليد الواعي...

لن نغفل في بحثنا سؤالا مركزيا و اشكاليا و ناظما منهجيا و محوريا هو كيف حصل تناوب و تجاور و مرافقة لمسألة العصمة عند الشيخ محمد اليعقوبي و كيف نظر اليها...

نسأل الله أن يوفقنا الى التقدم بخطى علمية و منهجية ثابتة و دقيقة ما استطعنا لنخدم قضية تهم امة الإسلام لا طائفة بعينها فقد عاهدت نفسي ان انوه بكل جهد وحدوي عالم متبصر يجمع الامة و يتجاوز صراعاتها و محنها التاريخية كما عهدنا على انفسنا ان الثناء على الخطوط المعتدلة ليس ابدي بل مؤقت فهو مرهون بمدى ثبات أصحابها على الاعتدال و قوة الطرح و التحرر من الانغلاق و التعصب و التمذهب و الطائفية و الوفاء لتلك الخطوط الناصعة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة