الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإيجابيات في دول بهائم الصحراء

اسكندر أمبروز

2021 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رغماً عن وجود مئات لا بل والآلاف من الأمور السلبية والأمراض الاجتماعية في الدول الموبوئة بالطاعون الإسلامي , والتي تظهر لأي عاقل يعيش فيها ولو لمدّة قليلة فقط , إلّا أن هذه المجتمعات وكغيرها من الشعوب التي عانت سابقاً ولا تزال تعاني من الأيديولوجيات الباطلة والمريضة المُمْرِضة كالمجتمع النازي والفاشي والشيوعي...ألخ , لا تزال تحتوي على خصال حميدة لا يمكن تجاهلها أو تحجيمها أو التعتيم عليها.

فمن العقل والمنطق أن ننتقد السلبيات التي مع الأسف غلبت على خصال شعوبنا وعقلها وكيانها , ولكن أيضاً من الواجب والإنصاف أيضاً هو ذكر الإيجابيات التي تتحلّى بها هذه الشعوب , والتي ظلّت خصالاً ثابتة قائمة رغماً عن أنف الأيديولوجيا الفاجرة البول بعيرية.

فمثلاً الشعوب في هذه الدول تتمتّع بالطيبة والمشاعر الجيّاشة , وعلى الرغم من أن هذه المشاعر قد تودي بهم الى دعم الأمور السلبية في الكثير من الأحيان , كالتطبيل لدكتاتور معيّن , أو التعصّب للفكر الداعشي , أو غيرها من السلبيّات , إلّا أن هذه العاطفية الزائدة , كثيراً ما تدفع بهم نحو فعل الخير والصواب حتى ولو تعارض هذا الفعل مع دينهم اللعين.

وأمر إيجابيّ آخر هو حب هذه الشعوب للحياة , فمن المنتوجات الفنيّة الرائعة من أغان ومسلسلات وأفلام , الى الحفلات والسهرات والمقاهي والبارات والنوادي الليلية العديدة التي صرنا نشهد انتشارها خصوصاً في السنوات الأخيرة... وهذا ما يبيّن مدى حب الشعوب هذه للحياة , وإرادتها القوية للعيش الكريم والحياة الحرّة دون كراهية الدين وسخطه على البشرية وكل ما يميّزنا كبشر عن باقي الحيوانات.

وما يستحق الذكر أيضاً هو تفتّح العديد من طلّاب الجامعات مع من يختلف عنهم في المعتقد , فأنا أذكر مواقف عديدة حصلت معي شخصياً , في اعتراف منّي للطلاب والزملاء الذين كانوا معي في الجامعة عن إلحادي وتركي للدين بشكل علني دون أي تشدد أو تزمّت أو ردّة فعل داعشية تذكر من طرفهم , وهذا ما أدّى الى خوضنا جميعاً في نقاشات عديدة حول العلمانية والفكر الإلحادي والفلسفة المادية وغيرها من المواضيع التي كنّا نناقشها دون أي تزمّت يذكر.

وطبعاً آمل شخصياً أن تمتد هذه النظرة الى خارج أسوار الجامعات , لعل وعسى أن يرتقي المجتمع ككل , وأن يكون هذا التقبّل منتشراً على أوسع نطاق.

ومن الإيجابيّات أيضاً هو روعة دولنا من حيث الطبيعة والبيئة الخلّابة , والتي شخصياً لا أرى أجمل منها في العالم , فرحلة واحدة الى سهل الغاب في سوريا , أو البتراء ووادي رم في الأردن أفضل عندي من أي مظاهر طبيعية في العالم كلّه , والتي تحاول دولنا استغلالها قدر الإمكان من ناحية السياحة وتطوير وتسهيل وصول السياح اليها , والأمر الذي يتعارض مع تعاليم دينهم السقيم الذي كما ذكرنا يتعارض مع الحياة والطبيعة الانسانية السليمة.

ومن الإيجابيّات أيضاً في هذه الدول هو انتشار الإلحاد وترك الناس للدين جزئيّاً أو كليّاً وهو ما يبث فيّ روح الأمل والحياة والرغبة في العيش والاستمرار في مكافحة الخرافة والآفات الفكرية المشابهة لدين رضاع الكبير وغيره من الأديان , ولكم أن تنظروا إلى أرقام وأعداد الملحدين واللادينيين حتى تلحظوا حجم التنوير وقوّته الضاربة التي تزداد أكثر فأكثر بفضل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وطبعاً هنالك ايجابيّات أُخرى عديدة لم يسعني ذكرها هنا , ولكن ما يجمع كل هذه الإيجابيّات هو تجاهل الدّين ووضعه جانباً وتقديم المصلحة الشخصية ومصلحة الدولة والمجتمع ككل وكوحدة واحدة على مصلحة الخرافة والقبيلة الدينية والتخريفات والأمراض المرتبطة بها.

فشعوبنا هي كباقي الشعوب التي عانت من ويلات الخرافة والأيديولوجيا الباطلة عبر التاريخ , فالألمان بقو بحبهم للعمل وعشقهم للتنظيم والإنتاج...وانتهت النازية الى مزبلة التاريخ , واليابانيون كذلك الأمر , والطليان بقو بحبهم للإبداع والفنون والمأكولات الشهية والترابط الأُسري...وانتهت الفاشية الى مزبلة التاريخ , والشعوب الأوربية بأسرها بقت على حبها للحياة ورغبتها بالإنتاج العلمي والفكري والفلسفي...وانتهت المسيحية الى التحجيم والسقوط.

وشعوبنا كذلك الأمر , ستبقى بعاطفيّتها وحبها للحياة , وستبقى دولنا بطبيعتها الخلّابة والرائعة , وستبقى بشعوبها التي واجهت ويلات الحرب والدمار وسفك الدماء بسبب الدين اللعين...وسينتهي دين بهائم الصحراء الى مزبلة التاريخ لا محالة , فشرف الانسانية والبشرية أعظم وأجلُّ من أن يتم تحجيمه بخرافة.

وطبعاً يمكننا تلخيص كل ما سبق في قاعدة أو معادلة حامد عبدالصمد الشهيرة , والتي يقول فيها أن تطور شعوبنا يتناسب عكسياً مع تطبيقهم لتعاليم الاسلام , فكلما زاد تأثير الدين وفجوره في المجتمع , كلّما تخلّفنا , وكلما تم تجاهل الدين كلّما تقدّمنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا