الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية وتغيير الواقع القهري

جاسم الصغير

2006 / 8 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد كان للاستبداد الطويل الذي عاش فيه الشعب العراقي بكل قومياته واطيافه السياسية والاجتماعية الاثر الكبير في امتلاء المخيال الاجتماعي والسياسي بلغة الفكر الحديث او المعاصربقيم قهرية وسلبية وهذا امر ليس بغريب لانه انعكاس موضوعي لواقع الحال السياسي والاجتماعي البائس في الفترات السابقة ومن ذلك كان للامثال الشعبية التي تعبر عن الواقع الموضموعي مثل ( حاكم ظلوم ولافتنة تدوم) اي محاولة ايهام الذات بالعيش في ظل حاكم استبدادي ولاان يعيش الانسان في مكان بلا حاكم وان كان ظلوما ولايخفى على اي لبيب ذو عقل ان السلطات الفاشستية غذت مثل هذه النزعات القهرية والاستبدادية لانه ينسجم تماما مع الاهداف التي تسعى اليها في بقاء الشعب نائم في سبات دائم حتى لايعرف حقوقه ويعرف كيف المطالبة بها وفي الحقيقة ان تاريخنا الشرقي عموما والعراقي خصوصا يزخر بالامثلة التي تعبر عن معتقدات الناس في تفضيل الاستبداد على الحرية وطبعا مرغمين او ان نقول بصورة اصح ان السلطات الفاشستية سمحت بتداول هذه الامثال والحكم لانها لاتريد غير ذلك وتـأبيد المجتمع ذو البعد الواحد حسب تعبير المفكر الامريكي هربرت ماركوز وبالتالي سيطرة الجمود وانعدام الكفاءة الاجتماعية وبالتالي لايهدد امتيازات السلطة الحاكمة ان القيم التي تؤبن الركود الحضاري عبر فلسفة اجتماعية تقليدية تفضل العيش بسلام وان كان على حساب كرامتهم على العيش بحرية وديمقراطية ولايخفى على احد ان مثل هذا الوصف الذي يعيش فيه الشعب او المجتمع يعني ان المجتمع في اوطأ مستوياته السياسية والفكرية حيث لاحراك سياسي ولااجتماعي يساهم في رفع شؤون المجتمع وهذا الحال والواقع السياسي والاجتماعي المتردي قد ساهم كثيرا وطويلا في تردي شؤون المجتمع وان السلطات الاستبدادية تتحمل الكثير من اللوم والمسؤولية في تردي احوال المجتمع والشعب
وهكذا كان الوضع ايام الوضع الاستبدادي في اتلماضي القريب ابان النظام الصدامي والاذي هو امتداد لللانظمة السابقة الاستبدادية وواقع قاسي وبائس ومجتمع يعاني ولامن يمد له يد العون اما الان وبعد سقوط النظام الاستبدادي والى الابد وسطوع شمس الحرية والديمقراطية على عراقنا والتي رفدتها ممارسات ديمقراطية عديدة كنقطة بداية نحو دولة القانون والمواطنة بدأت ملامح الفرح والسرور تدب في سرائر ونفوس شعبنا الصابر وتغير سيميائيات شعبنا العراقي نحو الافضل وهذا شئ طبيعي جدا بعد ان تغير الواقع الموضوعي للاستبداد وحل محله نظام الديمقراطية والحرية لكل ابناء شعبنا العراقي الرائع وهذا امر مفرح تماما ومن جملة المظاهر التي ظهر فيها هذا التغيير المناسبات الدينية لابناء شعبنا وهي عديدة وتمثل جانب روحي كبير وسامي فبعدما كنا نرى مظاهر الالم والشكوى تعج بها في الماضي كأنعكاس موضوعي لواقع حال استبدادي نرى الان الاهازيج الجميلة وغيرها ممن يظهر فيها التفاؤل والخير والفرح ان ذلك يخبرنا ايها الاخوة الكرام ان ذاتنا جميعا بخير وانها مهما طالها الالم والاستبداد تتعافى بمجرد ان يختفي المؤثر القسري الذي جلب الالم وغذا نزعاته الجنونية وشئ اخر يتجلى من ذلك يقول مفكرنا الكبير هادي العلوي رحمه الله ان العدالة عندما تأتي من اعلى رأس الهرم السياسي ومتمثل بالحاكم عندما يحكم بالعدل ويبدأ بنفسه تنتشر العدالة في كل مكان وهنا يصح المثل القائل الناس على دين ملوكهم متى استقاموا استقامت الناس وضرب مثلا ساطعا في خلافة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه اما نحن ةالان في عراق الديمقراطية فقد بدأنا بتشييد نظامنا العادل والى الابد خدمة لاجيالنا وابناءنا وطي صفحة الاستبداد الى الابد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل