الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل توقف حمام الدم في سوريا ؟

اسكندر أمبروز

2021 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل الدخول في صلب موضوع اليوم أود توضيح موقفي من الأطراف المتصارعة في الحرب السورية , فمنذ بدء التظاهرات والحراك الشعبي في سوريا كنت متحفظاً على الوقوف مع الحكومة أو المتظاهرين من أبناء بلدي , حيث كُنت مع المطالب الشرعية الواقعية السقف والتطلعات , والتي كانت مطالباً مشروعة لا جدال فيها , من تحسين الوضع الأمني وتأديب قوات الامن المستغلّة للسلطة والمنصب , وانهاء الفساد والاصلاحات الاقتصادية والسياسية...

ولكن وبعد أن رَكِب الدين والحيوانات الاسلاميين رَكْبَ الحراك الشعبي العفوي ذاك , وبعد أن تم بث سموم الطائفية والعنصرية والتزمت الديني فيه , والذي أدى الى نفخ المطالب الواقعية المذكورة انفاً , الى ما سمي "بالثورة" السورية والتي طالبت بإسقاط مؤسسات الدولة وهدم ماهو موجود عوضاً عن ترميمه واصلاحه حفاظاً على الدولة والبلد والشعب.

وهذه "الثورة" والتي بدأت بمطالب بسيطة يمكن تسويتها مع الوقت , تحولت فيما بعد الى هيجان عاطفي ديني طائفي مؤجج من قبل رجال الدين ونباحهم المستمر , والذين أججو حقداً لا حدود له بين ابناء العائلة الواحدة ناهيكم عن باقي الشعب وشرائحه المختلفة.
والذي تسبب بافتعال حرب أهلية بين المنشقين عن الجيش والقوات الرسمية له , والذي عزز الانقسام الطائفي مشعلاً حرباً ضروس راح ضحيتها قرابة المليون شخص بين مدنيين وعسكريين !!

فكما ذكرت سابقاً في منشور عن ما يسمى بالربيع العربي , أن هذه "الثورات" لا تمت لخصائص الثورات بأية صلة , فالثورة تأتي من خلال وعي الشعب وتفتحه الفكري والأخلاقي لتنقله نحو الأفضل , لا لتقضي على الدولة ومؤسساتها ولتعيد الشعب للعصور الوسطى !!!

فما حدث في سوريا هو أمر مشابه , فهي ليست بثورة بل انقلاب رجال الدين البهائم على الحاكم لا لشيء سوى لاختلافه الطائفي مع هلاوسهم القذرة , حيث أن كلاب الدين هؤلاء تراهم يهللون لجرائم صدام (السنّي) مثلاً , ويستنكرون جرائم بشار الأسد , مبينين لنفاق ديني واضح لا لبس فيه.

وهذا طبعاً بغض الطرف عن الأجندات الخارجية وخدمة دول الخليج وأنظمتها الدينية البهيمية والتي سلّحت صعاليك الدنيا كلها لتخريب سوريا وتدمير الدولة السورية لاختلافات دينية مع الأسد ومع حليفه ايران.
ولكن هل هذا يعني أن بشار الأسد ملاك !!؟؟ لا وألف لا , فهو دكتاتور وحاكم بالحديد والنار , ولكن هل من بديل أفضل ؟؟ لا وألف لا.

فهذه هي المعادلة , جميع الأطراف المتصارعة في سوريا على خطأ , فالنظام على خطأ لعدم احتوائه لمطالب الشعب البسيطة في بداية الأزمة ووضع حد للاسلاميين بعدم السماح لهم باستغلال احتقان الشعب عن طريق إصلاحات كان من الممكن القيام بها في ذلك الوقت , والمعارضة قد غرقت في وحل الاسلام وقذاراته منذ بداية ظهورها , فهي لا تمثل الشعب ولا مصالحه , بل تمثل رجال الدين البهائم ودينهم الباطل وتخلفه وانحطاطه.

--------------------------------------------------------------------------------

لهذا وبعد سنين الحرب الدموية هذه لا يمكننا سوى تحليل الأمور واقعياً ومنطقياً بعيداً عن العاطفة والرغبات الشخصية ووضع مصلحة الشعب وسيادة سوريا في الحسبان.

فلا يوجد طرف أفضل من الحكومة الحالية ورئيسها , فهو خير الشرور الموجودة , حيث أنه من غير الممكن والمعقول وضع مصير الشعب بيد دواعش المعارصة (المعارضة) , أو بيد صعاليك أجانب كصعاليك أردوغان وأمثاله من تجار الحرب.

فإعادة سوريا الى القرن السابع الميلادي وتحويلها الى أفغانستان ثانية يعتبر بالنسبة لي خارج المعادلة تماماً , فلن أسمح لدين نجس بأن يجعل من بلدي مرتعاً لكلاب وأوغاد اسلاميين لا ينتمون إلّا الى العصور الوسطى والماضي الاسلامي الآسن.

وإن تطلّب ذلك دعم شخص كبشار الأسد فليكن !! فكما قال تشرشل "لو ذهب هتلر للجحيم , سأتحالف مع الشيطان لهزيمته." وهذا ما دفعني في نهاية المطاف الى الوقوف بجانب الجيش السوري لإنهاء حمام الدم في سوريا , والابقاء على ما يمكن الحفاظ عليه من مؤسسات الدولة والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي , مهما كان شكل هذا الاستقرار وهوية من يدعمه.

--------------------------------------------------------------------------------
وختاماً أقول زمن الحسم قد حان , فقيامة الصعاليك الاسلاميين قد قامت , وسفك الدماء سينتهي , وهذا هو ما يهمني حالياً , فأنا لست من معجبي أو مؤيدي بشار الأسد , ولن أكون منهم مستقبلاً ولم أكن منهم سابقاً , ولكنني من مؤيدي الاستقرار والحفاظ على بلدي وشعبي والنهوض بهم من هذا الحطام الذي تسبب به الدين والطائفية والجنون الاسلامي الذي قد ضقت به وبتبعاته المخرّبة والعبثية ذرعاً.

عاشت سوريا وعاش شعبها العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا