الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس عاشوراء بين مناطق الثورة والمنصور- القسم الثاني

صوت الانتفاضة

2021 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عند تجوالك في مدينة الثورة، سيلفت انتباهك مدى الاستعدادات والتهيئة العالية لاستقبال الشهر الطقسي "عاشوراء"، فالنشاط التجاري في هذه المدينة يتسارع بقوة، خصوصا لأدوات ممارسة الطقوس (قدور الطبخ، الملابس السوداء والقاتمة الألوان، المواد الغذائية، القامات والسكاكين والسيوف والزناجيل، الآلات الموسيقية "الطبل والدفوف"، خيم مجالس العزاء، الرايات والصور الحسينية، الات التسجيل الصوتي "المكسر والمنتربو")، هذه الأدوات تجدها منتشرة في الأسواق والمحلات بشكل كبير، وأهالي هذه المدينة يتهافتون على شراءها، ولا نبالغ اذا قلنا انه يكاد لا يوجد بيت يخلو من هذه الأدوات.

تتشح المدينة بالسواد بشكل كامل، الأطفال يحملون الزناجيل ويشتركون بمواكب اللطم، وأيضا يشترون الاطلاقات الصوتية "الطگطاگات"، ويبقون لساعات متأخرة من الليل، انهم يتعلمون العنف بكل اشكاله؛ أيضا النساء تدور كمجاميع على البيوت في مناطق سكناهن، لتشكل حلقات اللطم مع "الملاية"، وتبدأ هذه النسوة بتوزيع "الثوابات" ((سفرة ام البنين، صينية القاسم، چاي وخبز العباس))، اما الشباب فهم يعدون العمود الفقري لهذه الطقوس، يقدم لهم دعما لا محدود، وبكل الاشكال، ينظمون "لطميات" على شكل "كراديس"، ويسيرون في الشوارع او الساحات؛ تعيش مدينة الثورة صخبا وضجيجا وهيجانا عاليا، فلا تشهد أي هدوء.

تقوم القوى المهيمنة "الميليشيات" بتقديم كل التسهيلات الضرورية لإقامة هذه الطقوس، فممارسة الطقوس تشكل جزءا أساسيا من عملية السيطرة على مدينة الثورة؛ فهذه الميليشيات تقوم بنشر رجال الدين للإلقاء المحاضرات الدينية، ونشر القراء و "اللطامة" ودفع اجورهم بالكامل، وتدفع بجميع التجار الى التبرع للمواكب الحسينية، فهي بالتالي لها الدور الرئيس بهذه الطقوس، وبصمتها واضحة جدا عليها.

الغريب ان هذه المدينة تفتقد لكل الخدمات، وخصوصا لواحقها، لكن الناس هناك متمسكة بطقوسها، وبالحقيقة لا توجد غرابة في ذلك، إذا ما علمنا ان سلطة الإسلام السياسي المهيمنة بميليشياتها، وبكل قوتها الإعلامية والمالية، تدعم هذه الطقوس، فمنذ 2003، هذه السلطة تترك الناس في ضياع لا مثيل له؛ انه يبكي ويلطم بكل قوة، وهو معطل عن العمل، وهو بدون مستقبل، بدون خدمات، بدون كهرباء او ماء او صحة او تعليم، بدون سكن لائق، بدون حياة كريمة، انه يعيش الضياع والاغتراب عن واقعة،
الا ان هذا الضياع يجب ان يلغى، و((الغاء هذا الضياع ينطلق دوما من شكل الضياع، الذي هو القوى المهيمنة)) ماركس.
يتبع لطفا......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن