الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(سيناريو أمريكي واحد لبلدين مُسلِمَين)

أياد الزهيري

2021 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أفرزت الأحداث التي جرت بالعراق ولا تزال ، والتي تجري الآن في أفغانستان بأن الأدارة الأمريكية قد وضعت سيناريو واحد بطريقة الأنسحاب وما تتوخاه منه لكل من العراق وأفغانستان بعد فشلها بتحقيق أهدافها بالسيطرة المباشرة عليهما وتنفيذ مخططاتها الدوليه عبر أحتلالهما . أمريكا دولة تعتمد في وجودها خارج حدودها على آليتها العسكرية ، فهي دولة عسكراتيه بكل معنى الكلمة ، حيث برز دورها العسكري كدولة عظمى منذ الحرب العالمية الثانية بوقوفها الى جانب الحلفاء ، وكان دخولها في الحرب العالمية الثانية ساهم بشكل كبير بحسم الحرب ضد ألمانيا بقيادة أُدلف هتلر ، مما شجعها بأن تكون لاعب دولي في السياسة الدولية ،كما أن ترأسها للنظام الرأسمالي الذي يعتمد في نموه على أنشاء أسواق خارجية لتصريف انتاج مصانعه الداخليه ، وكان هذا عامل جوهري جعلها تتبني سياسة الحروب والتدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى وخاصة منطقة الشرق الأوسط ، التي تعتبر مصدر أستراتيجي للمواد الخام ، وسوق أستهلاكي واعد ، ومنطقة الشرق الأوسط تضيف عامل أضافي آخر لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية، كمساهمه منها لتوفير مناخ أمني لربيبتها أسرائيل، وكعادة العسكر في حروبه أنه يضع خطة للهجوم كما يضع خطة للانسحاب عند فشله لنيل هدفه الأساسي ، وهذا هو عين ما حصل في أفغانستان حيث فشلت بالسيطرة على أفغانستان بعد أحتلال لأكثر من عشرين سنة ، والتي كان يبغي من خلالها وقف تمدد الاتحاد السوفيتي السابق الى المياه الدافئه في بحر العرب والمحيط الهندي ، وأن هذا الفشل ربما أرادت تعويضه بأنسحاب يتيح لطالبان السيطرة على أفغانستان لكي تقطع طريق الحرير على الصين الشيوعية ، وهذه التجربة طبقتها الحكومة الأمريكية عندما أجبرتها حكومة المالكي والمقاومة العراقية على الأنسحاب من الأراضي العراقية ، وأعتبرت حكومة أوباما ذلك خيبة لها ،و حجر عثرة بتحقيق ما جاءت لأجله من خلال أحتلاله للعراق وهو تقسيم العراق بأعتباره أقوى قوة عسكرية بالمنطقة يمكن أن تهدد في يوم ما أمن أسرائيل ، وفعلاً فشلت أمريكا فشلاً ذريعاً في العراق وأفغانستان لذى وضعت خطة للأنسحاب لعلها تحقق من خلالها ما فشلت بتحقيقة عند تواجدها على أرضيهما ، لذى عملت السياسة الأمريكية على تطبيق أطروحات المستشار القومي السابق بريجينسكي والتي مفادها هو مواجهة التهديدات خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية بفكرة صراع الأضطاد ،وهذا ما عملت علية الولايات المتحده في حربها في أفغانستان وأستعمال الأفغان كجبهة عقائدية ضد شيوعيو الأتحاد السوفيتي في ثمانينات وتسعينيات القرن المنصرم وأُعيد أستخدام نفس السيناريو في العراق وذلك بخلق جبهة سنية متشددة أسمها داعش تمارس القتل والذبح على الشيعة العراقيين لكي تظهر قوة مقابلة شيعية كرد فعل على جرائم داعش السنية ، وذلك لخلق الفوضى في العراق وتمهيد الظروف التي تسمح برجوعهم ثانية الى الميدان العراقي ، وقد جربت أمريكا نظرية صراع الأضداد في فيتنام حيث وقف الأمريكان مع الجنوب ذات التوجه الليبرالي ضد الشمال الشيوعي. ما يهمنا بالأمر هو ما يجري لسيناريو أمريكي مستخدماً نظرية الضد النوعي في عمليتي الأنسحاب من العراق وأفغانستان ، بدأت أمريكا بالمساعدة على ظهور داعش كضد نوعي أمام أكثريه شيعية معارضه للتواجد الامريكي بالعراق والذي أبتدأ بهجوم مباغت وسريع ووحشي عام 2014 م من شرق الموصل وعبر الحدود السورية العراقية ، آمله أمريكا بسقوط النظام الجديد الذي يهيمن عليه الشيعة والأتيان بسياسيين ذو خلفيه بعثية توافق على تلبيت طلب امريكا بالتطبيع مع أسرائيل ، ولكنها فشلت بفضل بروز قوة الحشد الشعبي الذي تَكَون بفعل فتوى المرجعية الدينية الشيعية في النجف والتي أنتهت بطرد داعش من العراق وحافظت على وحدة أراضي الوطن ،ولكن لم يتوقف الأمريكان من التآمر فعمدوا الى أستهداف الحشد و محاولة القضاء عليه عبر قتل قادته كأبو مهدي المهندس ومستشاريه كسليماني كمحاولة لأضعافة وتهشيم أوصاله ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل سعوا الى تجريم بعض قادته ومنهم قاسم مصلح عبر اتهامه بقتل احد الناشطين المدنيين وهو مهند الوزني، وتحفيز الحكومة العراقيه على نقل قادة الحشد الفعالين الى الوحدات الحدوديه بهدف تجميدهم وأبعادهم من الحشد كمقدمة لحله ، تابع هذا مسلسل من التسقيط والتشويه لمسيرة الحشد ونعته بالطائفي مرةً وأتهامه بأعمال أجرامية مرةً أخرى ، كل ذلك لأجل هدف مركزي واحد ،وهو حل الحشد الشعبي مع حكومة ضعيفه ومفككه مما يمهدوا السبيل الى القيام بهجمة داعشية جديده تكتسح العراق ، كما أجتاحت قوات طالبان الحكومة الضعيفة في أفغانستان ، ومن خلال تحالف غير مقدس مع الأمريكان لكي يقيموا نظام يتوافق مع الأستراتيجيه الأمريكيه وحليفتها أسرائيل ،وطبعاً هناك من يلبي ذلك على المستوى السياسي والعشائري والطائفي وعراب هذه العملية موجودون وبكثره ، وهنا على الشعب العراقي أن يعرف سر الهجمة الظالمة على الحشد الشعبي وسر توجه الأعلام المضاد والقنوات المأجورة من أمثال الشرقية ودجلة وساكروز التابعة للحزب الوطني الديمقراطي الكردي. أن ما يحدث هذه الأيام من أجتياح لقوات طالبان لأفغانستان تؤكد نوايا أمريكا الشيطانية بشيطنة الحشد لكي تسقط بغداد بغضون أيام كما سيطرت الآن قوات طالبان على أفغانستان بسرعة خاطفه ، أن ما يحدث في أفغانستان لعله يكون جرس أنذار لبعض المغفلين الذين أنساقوا وراء الأعلام الامريكي والخليجي والبعثي بتجريم الحشد الشعبي، وكان بعض المغفلين ومنهم بعض المأجورين أصبحو بوق بيد الأمريكان يطالب بحل الحشد الشعبي ،ولعل ما تجري من مجازر بحق الشيعة الأفغان على يد طالبان أنذار لبعض الشيعة الذين أستغفلهم الأعلام المضاد أن ينتبهوا لما يجري من سيناريوهات تنتهي بذبحهم وأستعباد من يبقوا على قيد الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟