الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة إبادة الايزيديين14آب2007

امين دنايي

2021 / 8 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


منذ سقوط النظام السابق في العراق في نيسان عام2003 ،تعرّض الايزيديين إلى الكثير من عمليات القتل والخطف والاغتيالات الجماعية والفردية في مناطق متفرقة من العراق وبخاصة في المناطق ذات الأغلبية الايزيدية. ولم يتمكن المئات من الطلبة الايزيديين اكمال دراستهم في كليات ومعاهد جامعة الموصل، كما ترك العمال اعمالهم في مختلف مناطق العراق، بسبب التهديدات الارهابية لهم وإصدار فتاوي تكفيرية تبيح قتلهم،والانفلات الأمني وإزدياد المجاميع والمنظمات الارهابية. ولم تتخذ السلطات الحكومية ببغداد او بمحافظة نينوى اي إجراء لتأمين الحماية للايزيديين(وبقية الاقليات العراقية) وملاحقة منفذي تلك الجرائم التي ارتكبت بحقهم، إلى أن حصلت الكارثة الكبرى،بالنسبة للايزيديين، في مجمعي تل عزير وسيبا شيخ خضر 14 آب 2007.

4شاحنات محملة بالحقد والكراهية

في عصر يوم الثلاثاء 14 آب 2007 تقدمت اربعة شاحنات محملة بكافة انواع المتفجرات وبخاصة TNT،محملة بالحقد والكراهية، وتوجهت نحو تل عزير وسيباي وقرية عزير وعندما وصلت الشاحنة الأولى إلى وسط تل عزير المكان الأكثر ازدحاماً،ظنّ الناس أن الشاحنة تحمل مواد غذائية فقد كانت الحكومة قد قطعت عنهم المواد الغذائية عدة شهور،غير أنها انفجرت بين هؤلاء الأبرياء فتطايرت اشلاؤهم نحو السماء،ودمرت منازلهم الطينية فوق رؤوسهم، وأُبيدت المئات منهم من نساء واطفال ورجال ومسنين. وبعدها بدقائق انفجرت الشاحنة في قرية عزير غربي مجمع تل عزير، في حين انفجرت الثالثة في وسط مجمع سيبا شيخ خضر، أما الرابعة فقد انفجرت في الوادي من الجهة الغربية من المجمع بعد أن قام بعض الشباب بإطلاق النار عليها ومنعها من التقدم نحو الداخل.

ضحايا-مفقودين-مقبرة جماعية

راح ضحية هذه الانفجارات،حسب الاحصائيات،314 قتيل و 1500 جريح ومفقود، وسويت مئات المنازل المبنية من الطين بالأرض وأدت إلى دفن عوائل بأكملها وبقي الكثيرين تحت الأنقاض لم يعثر عليهم اهلهم ابداً. اما الجثتت المحروقة التي لم يتعرف عليها العوائل وأيادي وأرجل و رؤوس مبتورة،دُفنت في مقبرة جماعية قرب معبد شيخ مند في قرية جدالة.وامتلئت المستشفيات بالجرحى ونفدت الأدوية في علاجهم.وقامت الطائرات الأمريكية بنقل بعض الجرحى إلى الولايات المتحدة ومصيرهم مجهول إلى اليوم.
وكانت هذه التفجيرات ،حسب الهلال الاحمر العراقي،من اكثر الهجمات دموية منذ دخول امريكا للعراق في آذار عام 2003 ،وثاني اكبر الهجمات من حيث عدد الضحايا بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
كانت هذه الحملة محاولة لإبادة سكان هذين المجمعين بالكامل لطالما يعتقد المتطرفين والشوفينيين بأن الايزيديين كفار ومشركين وتصدر الفتاوى علناً تكفرهم وتبيح قتلهم .

حقائق أخرى

- حمل الجيش الأمريكي في العراق تنظيم القاعدة مسؤولية شن هجوم من هذا الحجم التدميري وبعد اقل من شهر اعلن عن مقتل(ابو محمد العفري) والذي اعتقد أنه العقل المدبر للهجمات. في الحقيقة كانت هناك منظمات ارهابية عديدة داخل العراق وخارجه وراء هذه الحملة التي تدخل ضمن مخطط الإبادة الجماعية المنظمة لأبناء اقلية دينية،وأشخاص يعرف أبناء المنطقة بعضهم مثل(طلال علي قاسم) الذي هرب إلى الايزيديين في مجمع سيباي بعد عداوة بينه وبين اقربائه وعاش هو وعائلته بينهم حوالي عشرين سنة وترعرعوا على خبزهم لأنهم لم يكن يملكون شيء حينما التجأوا إلى الايزيديين وكان لهم اليد الطولى في الكارثة، وفي كتاب ناجيات من جحيم داعش للباحث داود الختاري،يقول الداعشي صباح الدين الوهاب المتيوتي وهو كان قاضي من قرية خيلو العربية/سنجار يقول لمخطوفة من كوجو: "كنت المسؤول والمنفذ الرئيس لتفجيرات تل عزير وسيبا شيخ خضر. وأنا من جهزت السيارات والمتفجرات والانتحاريين والتخطيط في سنة 2007.لأني كنت اتعامل مع الايزيدية على الدوام ولي معلومات عن جغرافية مجمعاتهم".أي أن العدو كان يعيش بين ظهراني الايزيديين ويتعامل معهم كما الحال في الإبادة الأخيرة عام 2014.
- تقع ناحية تل عزير جنوب غربي قضاء سنجار(35كم) انشأت كمجمع عام 1975 بعد ترحيل الايزيديين من قراهم إلى مجمعات سكنية من قبل الحكومة البعثية وجعلها ناحية إدارية، ثم الحقت بقضاء البعاج عام 1986.وبعد شهرين من الكارثة، طالب بعض الايزيديين بإلحاق هذه الناحية إلى قضاء سنجار، وأكّد محافظ نينوى حينها(دريد محمد كشمولة) قرار مجلس المحافظة بالأجماع على الحاق الناحية بقضاء سنجار، لكن نواب الكتلة العربية بمجلس النواب العراقي رفضوا ذلك بحجة ان قضاء سنجار مشمول بالمادة 140 من الدستور للمناطق المتنازع عليها.
- كان من المقرر،بعد الكارثة، أن يقام استفتاء في منطقة سنجار لتقرير مصيرها بشأن الانضمام إلى الاقليم. وقد تسبب هذا بموجة من العداء في المجتمعات العربية المجاورة، مما أدى إلى تمركز قوات البيشمركة بكثرة في المنطقة وتوسيع نفوذها وحفر خنادق بحجة حمايتها.(ويكيبيديا، تفجيرات القحطانية). وكان مجمعي تل عزير وسيباي كبقية المناطق الايزيدية خاصعين لسيطرة هذه القوات التي لم تحرك ساكناً للحيلولة دون دخول الشاحنات وتفجيرها بين الأهالي. وحسب شهود عيان فأن بعضاً من عناصر البيشمركة جاؤوا إلى المكان الذي حدثث فيه الانفجارات ونبهوا الناس بأحتمال حدوث انفجارات ولم يزودوا الاهالي بمعلومة أخرى وبعد انفجار الشاحنة الاولى في تل عزير قاموا بالرمي العشوائي على المواطنين.
-استنكر وأدان هذه التفجيرات كل من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجنرالات أمريكيين والسفير الأمريكي في العراق ورئيس فرنسا ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي غير أن مواقفهم لم تخرج عن دائرة التنديد والاستنكار ،ولم يتم البحث عن مسببي ومدبري الجريمة الذين بقوا يسرحون ويمرحون بلا عقاب والابرياء يتمرغون في دمائهم.
وهكذا يتعرض الايزيديون وبقية الاقليات في العراق إلى الاضطهاد وحملات الابادة بأستمرار في وطنهم دون ان تتخذ الحكومة اي اجراء لحمايتهم وملاحقة منفذي ومسببي تلك الجرائم ضدهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها