الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصح أن يضع الله احتمالات؟

فيصل يعقوب

2021 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يصح أن يضع الله احتمالات و هو خالق الكون و لا يحدث أي شيء بدون علمه و إرادته و معرفته المسبقة بكل شيء؟ فهناك آيات كثيرة تتحدث عن علمه و معرفته و قدرته المطلقة في كل شيء فلا يحدث أي شيء بدون إرادته و علمه في هذا الكون و بحسب كتابه القرآن نفسه فأن الله عالم بكل شيء تفصيلا من الأزال و إلى الأبد و هنا نذكر بعضا منها 《إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ》 (التوبة:115)، و《وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ》 (البقرة:231).《وسع ربي كل شيء علما 》(الأنعام 80) أي أحاط علمه بجميع الأشياء ، فلا تخفى عليه خافية . و 《 يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 》 التغابن(4).و 《 إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ》فاطر (38) و إلخ من هذه الآيات التي تتحدث عن علم الله و معرفته بكل شيء و عدم حدوث أي شيء في هذا الكون خارج إرادته من الأزال و إلى الأبد .
و الآن لنرى الآيات التي تتحدث فيها الله عن الاحتمالات ، أي بمعنى عدم تأكده من الأمور و من حدوثها أو عدم حدوثها و هي الآيات التي فيها لعل و عسى و ربما .
أولا لو تبحث عن مرادفات كلمة لعل ستجد أنها تعني
مرادفات لَعَلّ (فعل):

رُبَّمَا , عَسَى , عَلّ , غَمَّ , كَرَبَ , يَبْدُو , يُتَوَقَّع , يُتَوَقَّعُ , يُحْتَمَلُ , يُمْكِن , يُمْكِنُ
و عن اضداد كلمة لعل ستجد أنها تعني
أضداد لَعَلّ (فعل):

أَكيدًا ، بِكُلِّ تَأْكِيدٍ ، حقيقَةَ ، دون أي ريبة ، دون ريبة ، دون رِيبَة ، دون شَكٍّ ، دُون شَكٍّ ، سَرَّ ، مُؤَكَّدًا ، يَقيناً
.
و هنا نذكر بعضا من الآيات التي فيها لعل و عسى و ربما.

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١ البقرة﴾

ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٥٢ البقرة﴾

وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿٥٣ البقرة﴾

ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٥٦ البقرة﴾

لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴿١١ الحجرات﴾

وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴿١١ الحجرات﴾

وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴿٢١٦ البقرة﴾

وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴿٢١٦ البقرة﴾

رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ﴿٢ الحجر﴾
هنا نبحث عن إجابات منطقية على السؤال المطروح و هو هل يصح أن يضع الله احتمالات و هو خالق الكون و لا يحدث أي شيء بدون علمه و إرادته؟
و كما هو واضح فإن الآيات التي تتحدث عن علم الله و معرفته بكل شيء من الأزال و إلى الأبد تخالف الآيات التي فيها عدم تأكده من الأمور و من حدوث أو عدم حدوثها كما هو في الآية التي تقول

رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ﴿٢ الحجر﴾

فهو هنا غير متأكد من إذا كان الذين كفروا أرادوا أن يكونوا مسلمين أم لا فهو يقول ربما أي أنه يضع احتمال!
و أخيرا تقول الآية التالية ما يلي

《أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا》النساء (82)
فماذا تقولون أنتم بالمنطق العقل بعيدا عن التكفير و التعصب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع الأحتمالات
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 18 - 04:53 )
اوضح آية في موضوع الأحتمالات وعدم التأكد من الأمور جاءت في سورة آل عمران 144 التي تقول: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ-;- أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ-;- أَعْقَابِكُمْ . اما الكلمات ، عسى ولعلّ ، يمكن ان يخرج المفسرون من مأزقها بتأويلها على انها تعني (لكي) ، تحياتي

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah