الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشوراء بين السنة والشيعة

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2021 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أولاً/ السنة
اختلف اهل السنة في هذا اليوم في روايات متناقضة
1-فحسب روايات البخاري
انه كان يصوم منذ الجاهلية عاشوراء فأبدلها الله عند قدومهم بصيام شهر رمضان في السنة ال2 للهجر بمعنى أنه من السنة هو ترك صيام عاشوراء !
وهناك مصدر واحد فقط تم روايته عن عائشة تتحدث عن ذلك
لكن كل المصادر والكتب التاريخية تؤكد على أن العرب في الجاهلية لم يكونوا يصومون عاشوراء في الجاهلية وهذا ما أكده المؤرخ الكبير ( جواد علي) في كتابه!

2-وحسب رواية مسلم انه لم يصمه الا قبل وفاته بسنة أي في السنة 9 للهجرةعندما رأى اليهود يصومونه بسبب نجاة موسى من فرعون فقال أنا أحق بكم من صيام هذا اليوم
▪مع ان اليهود قد تم إجلاءهم من المنطقة في هذه الفترة!
▪أو انه التقى معهم قبل ذلك لكن لم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم صام تاسوعاء حسب قوله !!
▪وأنه لايوجد تاريخ وتقويم موحد بين اليهود والمسلمين !
▪وان اليهود لا يصومون احتفالا بنجاة موسى
ولا يصومون بالطبع العاشر من محرّم ولا يعرفونه، بل هم يصومون العاشر من أول شهور السنة اليهودية، أي 10 تشري، هذا هو عاشوراء اليهود، وهو أحد أهم الشعائر الدينية لديهم ويسمى يوم (كيپور) أو يوم الغفران
فاليهود يصومون في يوم الكفارة والغفران كيپور، وذلك للاستغفار وطلب العفو والتكفير عما اقترفوه من ذنوب في العام المنصرم (يكفر ذنوب العام الماضي كما هي في مروية مسلم)!
كما تصرح بذلك نصوص العهد القديم، ومنها ما جاء في لاويين 16:
"34وَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ»

وكما يدل على ذلك اسم اليوم، فهو يوم التطهير أو الكفارة!
أما مناسبته فهي نزول موسى بالألواح والعفو عنهم بعد أن عبدوا العجل.
فأهم أيام الصيام هو صيام يوم الغفران في العاشر من تشري، وهو الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسى الخمسة.....!
وكل المصادر التاريخية والدينية تؤكد انه كان لليهود تقويمهم الخاص وهو التقويم العبري هذا التقويم القديم جداً اخذه اليهود من البابليين ويؤكد ذلك مؤرخ الفلك البابلي (أوتونيكيباور) وقد أكدت الالواح الطينية البابلية ان اليهود أخذوا التقويم من البابليين وقد كانوا يتبعون الشهر القمري لكن اليهود أدخلوا تغيرات في التقويم بتعديله وخلطه بالشهور الشمسية لكي يضبطوها بالفصول السنوية اي بالسنة الشمسية لكي لاتتحرك الاشهر مثل الاشهر القمرية الاسلامية فالسنة الشمسية تزيد عن السنة القمرية بحدود 11 يوم ( أقل بقليل تحديداً)وهذا يؤدي الى زيادة شهر كل 3 سنين
لذلك كانوا يظيفون شهراً على كل سنة كل 3 سنين والتي تسمى (بكبس الشهور) وهذا موجود في كتب تاريخ التقاويم عند فطاحل الفلكيين المسلمين وغيرهم!
فاليهود لم يكونوا يتبعون لا الشهور العربية ولا الاسلامية حتى يتم تحديده حسب التقويم الاسلامي!

3- والله أعلم لكن تم كل ذلك لطمس أبشع جريمة مرت على التاريخ الاسلامي في يوم عاشوراء في كربلاء !!

ثانياً/ الشيعة

1- فقد تم تسويق هذا اليوم لتجديد عقديتهم الخرافية بآل البيت
وإتهام كل الامويين بذلك مع أن تاريخ هذا اليوم كان في عهد ( يزيد بن معاوية) وهو المتهم على هذه الجريمة الشنعاء...
2- بل وصل بهم إتهام كل الصحابة العظام في هذا اليوم وإلصاق التهم بهم
مع أنهم لا يذكرون أن من قُتل في هذا اليوم
هو

▪ابوبكر وعثمان اخوة الحسين ابناء علي بن ابي طالب !!
▪وابوبكر وعمر وعثمان ابناء الحسين!!!
▪وابوبكر وعمر ابناء الحسن !!!
كلهم استشهدوا في كربلاء
ويتكتم على هذه الاسماء الشيعة في هذا اليوم المأساوي!!!
لأن آل البيت الحقيقيين كانوا مولعين بحب أبوبكر وعمر وعثمان!
والسنة أيضاً ضد هذه الجريمة النكراء
بل ان هذه الجريمة وقعت عليهم لأنه لم يكن هناك شيعة في ذاك الوقت وأنه حتى المدينة لم تسلم من بطش يزيد في معركة الحرة
ومكة أيضاً عندما ضربها يزيد بالمنجنيق..

والسنة أيضاً قاموا بتهميش هذا اليوم
او أدعوا الحسين بعدم إدراكه للواقع ، الامر الذي كان سبباً في هذه الفاجعة وكأنه رمى بمن حواليه في جحيم معركة غير متكافئة...!
والقضية كانت أكبر من ذلك بكثير
وقد بينو ذلك تهرباً من المسؤلية التاريخية ليزيد والعهد الاموي
فقد رسّخ في أذهان العامة أنه كان شاباً يمتلك العنفوان غيرالمدروس! مع أن عمره عند استشهاده قد بلغ الـ 58عام !!
ويقولون أنه لم يسمع لكلام العقلاء أمثال (عبدالله بن عمر) الذي عزل الفتنة قبل ذلك وأعطى البيعة ليزيد !مع أنه ندم في أواخر عمره على عدم مشاركته مع حلف الإمام علي كما رواه ابن سعد في الطبقات باسناد صحيح عن ابن عمر انه قال : (ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا)!، قال الامام الذهبي : يعني الحجاج .!!!
---وكيف لايندم وقد رأى أهل الشام يكبرون فرحاً بصلب جثمان الصحابي (عبدالله لن زبير) الصوام القوام مع كلب ميت وكيف ابتعد المسلمون في الامصار عن قيم دين الحق!

والحقيقة أن(الحسين) أبى أن يأخذ طريقاً غير الطريق السالك كما فعل (عبدالله إبن الزبير) قبله بيومين حيث خرج من المدينة متوجهاً الى مكة كي لايبابع يزيد من أمير المدينة الوليد بن عتبة ، وخروجه أراد له أن يكون تظاهرة إعلامية، وتظاهرة إحتجاجية ومعارضة علنية لكي توقظ ضمير الأمة النائمة، كي تحركها من سكونها و يعلموا أن هناك من يستطيعون أن يقولوا لاللظالم ،ولم يرد زعزعة الأمة وإن أراد لاستطاع أن يوءلب الأوضاع ويخطط ويختفي من الأنظار ويعمل في الخفاء !!
فقد كان له من المحبين والمتعاطفين في الحجاز واليمن الكثير
لكنه أبى هذا الأسلوب وأراد أن يعيد للأمة نهج أبيه ومن قبله جده الرسول العظيم فكانت حركته هذه دعوة علنية لمن أراد أن ينضم إليه وكي نعلم نحن الذين نقرء سيرتهم مدى المستوى الذي وصل اليه الأُمة !
لذلك سلك الطريق المعلوم دون خوف أو وجل ووصل مكة واجتمع إليه الناس من الحرم وكان الوقت قريباً من أيام الحج وتوافد الناس عليه من خارج الحرم ، وجعل الكتب ترد إليه من أهل العراق الذين قتلوا أباه وخذلوا أخاه وكادوا يذهبون عنده فقد كان فحوى كتبهم الكثيرة التي وردت والتي كانت تقول ( أنْ اقدم إلينا فقد اخضر الجنات، وأينعت الثمار، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة فالعجل العجل يا ابن رسول الله.…)
---فجعله يعرِّف بقضيته التي كانت هي قضية الأمة أولاً وأخيراً فعرض عليه عبد الله ابن الزبير لما تأهب للخروج إلى الكوفة حيث بها أنصاره وأعوانه، فعرض عليه أن يبقى في مكة مع أن عبد الله أيضاً كان يطلب الخلافة ونصحه بمكوثه في مكة كي يبايعه أهل الحرمين فيستوثق الأمر ويستقيم له على وجه واحد على الأقل في أرض الحجاز، فأبى الحسين 
وفي سنة 61هـ اتجه الصحابي الإمام الحسين إلى العراق
---وقال:
---شاء الله ان يراني قتيلا !؟ اي كان يعلم ذلك ..
---فهو لم يكن تاجراً سياسياً ليتعلم المساومة بل عاش وترعرع وارتوى من ماء القيم والمباديء التي لاتعرف المساومة كما قالها جده بكلماته العظيمة عندما بين أنه لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله ماترك رسالته حتى ينتصر بها أو يهلك في سبيل نصرة الحق فهو حدد المباديء والقيم والمُثُل إذاً هو مثل ابيه وجده الذين لم يساوموا على الثوابت
---لذلك أراد أن يؤدي للأُمة الشهادة على رفض الطغيان وعلماء التربية أثبتوا أنه على المربي أن يكون على أقصى درجات الوضوح عند الحديث عن المباديء والقيم !!

وأخيراً نقول لو كان السنة والشيعة عقلاء
لجعلو هذا اليوم هو يوم
إحياء الوحدة ضد الظلم والطغيان
فالظلم لايفرق بين شيعي او سني .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ