الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تأمل ان يسود معتقدك الكون ؟

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2021 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتقد انه لا يوجد ما يسمي بالوسطيه الدينيه. هناك ضحاله معرفيه  ممن لا يعلمون الكثير عن الاسلام تأسيسا وتاريخا ونشأة ولم يخوضوا في غمار الفقه وبحوره ولا يملكون من الادوات المعرفيه ومن الخلفيه الثقافيه ما يمكنهم من التمييز والنقد. الاشكاليه ان هؤلاء يقيمون جدرا بينهم وبين المعرفه اعتقادا بأن الغرض منها تآمري حيث ارتبط في أذهانهم العلم والفلسفه والفنون وغيرها من ادوات الثقافه بالحداثه التي تتعارض شكلا وموضوعا مع ما برمجوا انفسهم عليه.هؤلاء هم حائط الصد لاي تطور حداثي للمجتمعات الدينيه. هم يمنحون قبلة الحياه لما يستوجب المواجهه الفكريه.يتلونون ويلونون الفكره ويحورونها حتي لا يتم اختراقها او اظهار ما بها من عوار. رفعوا سقف التأويل والحذف والاضافه لينال ما كان سابقا معلوما من الدين بالضروره بل يعد من ركائز الفكر الديني. لا يملكون من المنهج العلمي الفكري ما يجعل ما يقومون به فعالا وتأسيسا جديدا من الممكن ان يعول عليه.  مجرد مناورات لفظيه وتلفيقات وتأويلات تظل متعارضه مع المنطق الغير مدرج في منظومتهم من الاساس ولكن فقط انحناء لتسونامي الفكر النقدي الذي صار عبر وسائل التواصل التكنولوجي اعتي من قدرة افكارهم الباليه علي الصمود. الخلاف مع من يدعون بالوسطيين وخطورتهم كونهم اسلوب مختلف يحمل نفس الغايه ويعمل بنفس الاجنده ولذات الهدف الذي ينشده التيار الديني باختلاف اشكاله ودرجاته. اصدقائي من حاملي ارفع الدرجات العلميه يزعمون بصراع ابدي وحروب ودماء بين المعتقدات الفكريه المختلفه و ينتظرون 2050 لتصبح اوروبا مسلمه طبقا لاحصائيات لا اعلم مصدرها. عندما سألت..وهل هذا في صالحنا - و "نا" هذه عنيت بها اولئك المفترض بهم ان يكونوا بمنأي عن اي عنف ايديولوجي المصدر-حسب في أي فريق انت !!! كان هذا هو الرد. اقرار ضمني بمدي ما سيحدثه القادمون المنتظرون من تمييز وتحزب وفرقه وانقسام وصراعات. يظل شعور التمييز هذا والصراع الحتمي ملازما للمسلم ايا ما كانت ملته. وسطيا كان او متشددا او حتي علي الريحه. كافة درجات التذوق الديني تحمل ذات الجوهر. وان توارت احيانا الا انها في صميم التصميم. هؤلاء من يستطيعون الحديث بلغة انسانيه عالميه واستخدام ادواتها وتلفيق خطاب حداثي وتبريرات تاريخيه وتلفيقات شرعيه لكل ما يمنح قدر من التواصل مع الاخرين لا للتكامل معهم ولكن انتظارا للحظة المناسبه للانقضاض عليهم. احساس التفوق والاستعلاء واحتكار الحقيقه المطلقه واحتكار الحق في الحياه هو احساس وعقيده تشترك فيها كافة المستويات الدينيه ولن يكون هنالك حالة من السلام بين الاديان في هذا العالم الا عندما نعي ان الدين شأن فردي بحت وان تصوراتنا عنه وعن علاقتنا بالخالق ما هي الا محاولات ذاتيه نظن فيها الصواب للتواصل مع الخالق . هل تأمل بان يسود معتقدك الكون؟؟ طالما كانت الاجابه بنعم فمن الجنون ان تتوقع تصنيفات مختلفه او ان تنتظر نتائج مختلفه. العلمانيه هي الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah