الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوار الإرهاب الفكري الإسلامي.

اسكندر أمبروز

2021 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صار من المعروف لدى كل من ترك دين بول البعير اليوم أن هذا الدين بنى حوله وحول خرافاته العديد والعديد من الأسوار والجدران العازلة المانعة لأي تفكير نقدي أو سخرية أو حتى إعادة النظر والتحليل , وهذه الجدران التي تم زرعها ومدّ جذورها في عقل المؤمن تجعله عرضة سهلة ولقمة سائغة لأي كلب نابح من رجال الدين , أو حتى عرضة للمجتمع البهيمي الذي يحكم ويراقب الأفراد وتصرفاتهم وحتى أفكارهم في مشهد أشبه برواية 1984 , والتي فرضت فيها السلطات الاستبدادية جريمة سميت بجريمة التفكير.

فحتى التفكير ممنوع عندما يقترب من الدين وخرافاته ومسلّماته التي تسلّم عقل المؤمن للدجل والشعوذة والفجور الأخلاقي البول بعيري.

ولكن لو أردنا تحليل ما يجري داخل عقل الشخص المؤمن , بنائاً على النصوص التي تحرّم عليه التفكير وتجرّمه والتي تهدده بأبشع العقوبات الساديّة من الشخصية الخيالية المريضة المسماة بالله , سنرى أن هنالك شقّين لا ثالث لهما أو عمودين ترتكز عليهما أسوار الجهل والخرافة الدينية البول بعيرية. وهذين العمودين هما فعليّاً أعمدة الدّين , ولو سقط أحدها , فسيسقط الآخر لا محالة.

والعمود الأوّل هو غسيل المخ باستعمال الرعب والإرهاب الفكري....والذي يتجلّى لنا في نصوص الاسلام بشكل واضح وصريح في العديد من المواضع , فمن التهديد بالقتل لكل من ينتقد أو يشتم صعلوك الصحراء , الى العذاب الأليم في نيران جهنّم الخياليّة , الى التهديد والوعيد لكل من يفكّر بالخروج من الدّين , وحتى الترهيب من الأفكار ذاتها واعتبارها وحي شيطانيّ مخيف ومرعب سيودي بمن يفكّر بها الى أقبية المخابرات الالهيّة الدموية.

الى اتهام كل من يترك الدين بالخيانة والعمالة ومعاقبته بالموت , وهذا بغض الطرف عما سيحصل له من عذاب أليم بعد الموت , الى التخويف والترهيب الصريح ضد كل من يحاول مجابهة الفكر البهيمي أو الارهاب البول بعيري سوائاً فكرياً أو عسكرياً , وتهديد ذلك الشخص أيضاً بأبشع أنواع العذاب بعد الموت , ولو تمكنوا منه لعذبوه في الحياة أيضاً !

كل هذا وأكثر في مسلسل يتم عرضه على الشخص المؤمن منذ طفولته مراراً وتكراراً حتّى يصبح عقله مخدّراً مكبّلاً لا يجرؤ على التفكير أو النقد أو إعادة النظر , بسبب كميّة الرعب والتخويف هذه , التي تظل عالقة في وجدانه مترعرعة معه الى أن تكبر مع كِبَر الشخص ذاته , محوّلة إياه الى روبوت لا يفكّر لا بل ويخشى التفكير وترتعد فرائصه من أي شخص يحاول أن ينتقد فكره أو يواجهه أو يرد عليه خرافاته ودجله.

والأمر تطوّر الى أن تعدى كونه خوفاً من مواجهة الحقيقة فحسب , بل صار خوفاً حتى من الاطلاع على باقي الأديان والخرافات المشابهة , فأنا شخصياً أذكر تنبيه والديّ لي في مواقف عديدة من الحديث مع صديقي المسيحي في المدرسة عن مواضيع دينية , وعدم الذهاب معه الى المنزل خوفاً من أن أرى صور المسيح أو الصلبان أو ماشابه ذلك , منعاً من وصول أي فكرة مضادة للدين البهيمي وتخلفه الممرض المريض.

وطبعاً الحمد للغرب الكافر على نعمة الانترنت , الذي سهّل وصول أي شخص للمعلومات التي يبتغيها والحقائق , ولكن حتى مع ظهور الانترنت لا يزال دين رضاع الكبير يحاول حصر أتباعه وتخدير عقولهم بذات الأساليب , فالانترنت فتح المجال لنقّاد الدين الذين مسحو الأرض بكرامته وكرامة كلابه من رجال الدين , وأسقطوه أرضاً بشكل سريع وحاسم , ولكنه أيضاً فتح الطريق أمام الدجّالين والفجرة من مشعوذي الأديان وإرهابيي الفكر وفسّاق النصوص الصفراء , وطبعاً هذا متوقّع في إطار أي منبر يحترم حريّة التعبير كالانترنت متمثلاً في مواقع التواصل المختلفة.

وطبعاً كميّة وأعداد تاركي الاسلام في العالم اليوم وخصوصاً في بيئتنا ودولنا الموبوئة به بشكل مطلق , هو خير دليل على انتصار الفكر التنويري والعلماني الناقد الساحق الماحق لله ورسوله على كافّة الأصعدة الفكرية , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف ووهن هذا الدين وخرافاته وإرهابه ورعبه الفكري , والذي ما أن سقط حتى يسقط الدين كلّه , وكما قال القرضاوي..."لولا حد الردّة لما بقي هنالك اسلام" واليوم سقط حد الردّة وسقط الرعب والأسوار الإرهابية المحيطة بهذا الدين السقيم , وسقوط الدين كلّه بات وشيكاً ومسألته مسألة وقت لا أكثر.

ولكن كل هذا الرعب والإرهاب الفكري المذكور فيما سبق , هو في الحقيقة عمود واحد وركيزة واحدة فقط ترتكز عليها أسوار الخرافة الدينية البول بعيرية , وأمّا العمود الثاني , والذي يتصل مع العمود الأوّل صلة لا يمكن الفصل فيها هو عمود التقديس الأعمى وفقه التبرير.

فكما ذكرنا سابقاً التخويف والإرهاب الفكري يحيّد العقل لدى أي مؤمن بدين رضاع الكبير , وهو ما يفتح الطريق أمام العديد من الأمور الرهيبة والفظيعة من إرهاب بدني الى تقبّل وتطبيق أفظع وأحقر الأفعال على مرّ التاريخ البشري , كالاستعباد والسبي والاغتصاب والرجم والجلد والعقوبات البدنيّة وتحقير المرأة وووو....الخ , من فظائع دين بهائم الصحراء المعروفة.

وهذا التقبّل للإجرام والتحييد العقلي لدى المؤمن والذي يجعله يتصادم مع الحقيقة والانسانيّة جمعاء يرتكز على التخويف كما ذكرنا , وعلى العمود الثاني متمثلاً بالتقديس وفقه التبرير.

فلو مزجنا تقديس الأشخاص وأفعالهم , وتقديس النصوص ومحتواها , وتقديس المخلوق الخياليّ المسمى بالله , مع فكرة وعمود الدين الأوّل ألا وهو التخويف والرعب الممنهج منذ الطفولة , سنصل في النهاية الى حصون وقلاع من الجهل والتخلف الفكري والتحييد العقلي التي لا تسمح بوصول أي فكر مغاير أو ناقد للخرافة الدينية والإيمان الأعمى.

ولو مزجنا هذه الأمور معاً , سنصل أيضاً لما أسميه بفقه التبرير , وهو السّور الأوّل الذي يواجه الحقيقة والذي يرتكز على عمود الرعب الممنهج وعمود التقديس الأعمى , والذي يمكن تفسيره بمجرّد النظر لعملية غسيل المخ الذي تعرّض لها الشخص المؤمن , فهو ومنذ الطفولة تم زرع فكرة وجود كائنات خيالية في ذهنه , وأن هذه الكائنات ستنكحه حتى الموت لو فكّر وأعاد النظر في دينه , وأن هذه الكائنات تواصلت مع بشر في العصور الغابرة وأن جميع هذه الشخصيات من كائنات وبشر مقدّسة لا يمكن المساس بها او انتقادها أو تحليل أفعالها منطقياً أو أخلاقياً , وكل هذا سيأتي بنتيجة حتميّة واحدة , ألا وهي التبرير.

التبرير الأعمى الذي يضع فيه المؤمن عقله وأخلاقه في مكب القمامة , وحتى لو حاول أن لا يبرر ويفكّر بعقلانيّة سيجد أمامه أسواراً مرتكزة على القمع الفكري والرعب والتخويف وما يقابلها من تقديس وتبجيل وتأليه أحمق , مكبّلاً إياه ووجدانه وانسانيّته بشكل يصعب التحرر منه.

ولكن هل هذا يفيد باستحالة وصول العقلانية والفكر التنويري لعقل أي مؤمن ؟ كلّا طبعاً !!

فأي فكرة لا تحتمل النقد هي فكرة باطلة , والفكرة الضعيفة هي التي تحتاج لمن يدافع عنها ويبني حولها الأسوار , وكل هذه الأمور من حصون التخويف والرعب المقترنة بالتقديس , هي في الحقيقة مبنيّة أيضاً على أرض وتربة خصبة من الجهل , سوائاً أكان جهلاً بتعاليم الدين الفاجرة أخلاقياً , أو جهل بأفعال وجرائم أرذل البشر من مذمم وأصحابه الصعاليك , أو جهل بتبعات تلك التعاليم وبطلانها على أرض الواقع وفشلها الذريع في كل شيء !

وهذا ما يسهّل عمليّة ايصال المؤمن لبرّ الأمان والحقيقة والتفكير الانساني السليم , حيث ما أن تبدي الحقيقة نورها , حتى يتبدد ظلام الدين وفساده , وأعداد تاركي دين بول البعير اليوم هو خير دليل على انتصار الحقيقة وضعف كل هذه الأسوار والحصون الإرهابية السفيهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر