الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسبية التعامل الأخلاقي وفق المتغيرات الزمكانية

بارباروسا آكيم

2021 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لابُدَّ أَن العديد منكم قد سمع عن مبدأ النسبية الذي يرفضه دعاة الأديان جملة و تفصيلاً على إعتبار أَنَّ الله قد قرر جملة من القوانين في علمه السابق
و أن هذه القوانين تبقى الى دور فدور
و أن لا مبدل لكلمات الله حتى إنقضاء الدهر

مع العلم أن الدين نفسه يبطل قوانين و تشريعات إلهية سابقة تبعاً للاحتياجات الآنية و لكن سنضرب عن هذا صفحاً
فمقتضى حديثنا ينبغي أن يكون أبعد من هذا

و أحببت ها هنا أَن أضرب مثلاً وهو التشبه بالنساء

فقد رفضت الأديان جملة وتفصيلاً تشبه الرجال بالنساء أو العكس بالعكس
و عدت أي خرق لمثل هذه التشريعات خرقاً للأعراف والأخلاق العامة و التشريعات السنية

أما واذ غصنا في أعماق التاريخ
نجد أن مسألة تشبه أحد الجنسين ببعضهم مسألة متعلقة بالمكان و الزمان لا أكثر

على سبيل المثال
فمن العار أن يطيل الرجل شعره كالنساء في المسيحية و اليهودية 

و لكن إذا نظرنا الى منحوتات الأقدمين في بلاد مابين النهرين لوجدنا رجال آشور الجبابرة يطيلون اللحى و يطيلون شعورهم و يضفرونها خصلة خصلة
اذ إعتبروا اللحية و الشعر المجدول علامة الذكورة و المهابة

كذلك الحلي و اقراط الأذن ، فمن المعروف أن الدين ينهى الرجال عن مثل هذه الزينة
ويحصر إستعمالها ببنات حواء و لكن بني آشور وهم من الممالك القديمة زينوا آذانهم بأقراط ذهبية مسننة 

هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن المجتمع الآشوري كان مجتمعاً ذكورياً صارماً و محصن بتشريعات ذكورية شديدة القسوة

أما المصريون القدماء فقد رأوا اللحية و شعر الرأس للرجل قذارة لا معنى لها سوى تجميع العرق و القمل
فقد كانوا يحلقونها
و كان لزاماً على الكاهن مثلاً أن يحلق شعر جسمه و رأسه
و هكذا الحال ايضاً مع ملوكهم
بل كان الجسم الخالي من الشعر مثال للجمال عند المصريين

و خذ من سير الأقدمين تكحيل العين
فاليوم يعد من العار أن يكحل رجل ما عينيه
فلو فعلها أحدهم لقال عنه الناس إنه مخنث أو متشبه بالنساء
أما فرسان العرب و ملوكهم قديما كانوا يكحلون عيونهم دون حرج ، بل كان هذا هو الوضع الطبيعي
و كذلك ملوك مصر القديمة من الفراعنة إذ كانوا يتكحلون

بل خذ عندك الجلباب العربي قديماً الذي كان قطعة واحدة
و الذي لا يتميز به الرجل عن المرأة
سوى باللون في أحيان نادرة

و نستمر على هذا المنوال ...

فبعد أن ظهر البنطال فقد كان البنطال حكراً على الرجال ثم ما لبثت صاحبات الجنس اللطيف أن أتخذت هذا الزي ستراً ل أنفسهن ايضاً
و لربما لو رأى الأقدمون هذا البنطال على أولئك النسوة لفتحوا أفواههم مستغفرين مستنكرين لهذه الفعلة

الآشوريون يضعون الأقراط في آذانهم
https://www.dacarli.com/earrings-in-history/

تكحيل العيون عند المصريين القدماء
https://de.m.wikipedia.org/wiki/Kosmetik_im_Alten_%C3%84gypten#/media/Datei%3ARahotep_statue.jpg

إزالة الشعر عن كامل الجسم عند المصريين القدماء

https://www.retrochicks.de/haare-weg-die-geschichte-der-haarentfernung/

جدل شعر الرأس و اللحية عند الآشوريين

https://www.worldwidehairhub.com/a-fascinating-trip-in-hair-styles-through-civilizations/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة


.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصم




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بقت واج