الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالبان بين الديمقراطية والشريعة

أحمد عصيد

2021 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعلنت حركة "طالبان" بأنها لا تنوي إقامة نظام ديمقراطي في أفغانستان، وأنها في المقابل ستعمل على إقامة الشريعة الإسلامية، ويعني ذلك ما يلي:
ـ أن هذه الحركة تعتقد بأن قوة السلاح كافية لفرض شرعية سياسية دون احترام السيادة الشعبية.
ـ أنها تعتبر نفسها اختيارا إلهيا تجعل شرعيتها آتية من السماء وليس من الأرض. ما يفسر استخفافها برأي وإرادة الشعب الأفغاني.
ـ أنها لا تؤمن بمبدأ التداول على السلطة، لأنها تعتبر نفسها قدرا نهائيا لا بديل عنه.
ـ أنها لا تؤمن بالحق في الاختلاف والنقد اللذين تعتبرهما جريمة، فما دامت طالبان تمثل القرار الإلهي فإن مخالفتها تستوجب العقاب.
ـ أنها لا تؤمن بالمساواة في إطار المواطنة فهي تفضل المؤمن بدينها ومذهبها على غيره، كما تفضل الرجال على النساء في التعليم وكل مرافق الحياة العامة.
ـ أنها لا تقبل بالحريات لأنها تفرض نظاما قاسيا للوصاية يحدد للناس كيف يأكلون ويلبسون ويجلسون ويتكلمون ويفكرون، بل حتى كيف يدخلون المرحاض.
ـ أنها لا تقبل بسمو القانون لأنها تعتبر القانون ما نزل من السماء وليس ما يشرعه البشر لأنفسهم وفق مصالحهم المتغيرة.
ـ انها تعتبر الدين وسيلة سياسية للسيطرة وشرعنة الاستعباد ولهذا ترفض الفصل بينهما.
هذا النظام الذي أعلنته طالبان بديلا للديمقراطية هو نفسه الذي عاش به المسلمون على مدى قرون طويلة ، إلى أن استيقظوا على دوي مدافع الأزمنة الحديثة وهم في غاية الضعف والتأخر.
والغريب أن طالبان تتحدث عن إقامة الشريعة في زمن سقطت فيه جميع أنظمة اللاهوت والوصاية الدينية، سقطت "داعش" و"جبهة النصرة" و"ّأنصار الشريعة" و"بوكو حرام" وسقط "الإخوان المسلمون" في مصر والسودان وفشلوا في تونس والمغرب وليبيا، بل إن السعودية نفسها تغيرت بإعلان طلاقها مع الوهابية والتشدّد الديني.
في هذا السياق الذي يعرف نهاية مرحلة يأتي "طالبان" ليعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، وهو أمر مستحيل.
هروب طالبان من الديمقراطية هو تهريب للسلطة، لكنهم يعلمون بأن للشعب الأفغاني رأي آخر، إذا لم يتمكن اليوم من التعبير عنه بسبب الخوف فإنه سيكون قادرا على التعبير عنه غدا في سياق مغاير سيأتي بقوة الأشياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتاز
جلال عبد الحق ( 2021 / 8 / 21 - 16:26 )
شكرا على هذا المقال الممتاز جدا
تحياتي


2 - نحن شعب لا يستحي
بارباروسا آكيم ( 2021 / 8 / 21 - 21:00 )
إذا كان الشعب الأفغاني يؤمن بالديموقراطية
فلماذا لم يقاتل الشعب الأفغاني دفاعاً عن الديموقراطية ؟
اين إختفى 450 الف جندي و شرطي ؟
و كيف إستطاعت طالبان أن تتمد وسط القبائل الأفغانية من الشرق الى الغرب ؟
و كيف تم تسليم معظم المدن الأفغانية دون قتال ؟

أخي العزيز
دعنا من الأحلام لنشخص الواقع

المشكلة فينا و فينا فقط
حينما إحتل داعش ثلثي مساحة العراق كان عددهم ٣-;-٠-;-٠-;- عنصر فقط !
و للأمانة فمن فتح لهم البيوتات و عرفهم بحال الأزقة و السكان كان من أهل المنطقة

أخي نحن شعوب تموت في سبيل تطبيق الشريعة
و حينما تطبق الشريعة نهرب بقوارب الموت وبطائرات الموت الى مكان لايوجد فيه شريعة لنعود و نطالب بتطبيق الشريعة من جديد

نحن شعب لا يستحي
نحن شعب لا يستحي
نحن شعب لا يستحي

تحياتي


3 - بار بار أي شعوب تقصد ؟
قدس أبونا حماده ولعه ( 2021 / 8 / 21 - 22:01 )
اللي اعرفه أبونا أنك ضد القومية العربية؟
وانك مو مسلم
خليك بحالك


4 - الزواج المدني وشريعة الكنيسة
قدس أبونا حماده ولعه ( 2021 / 8 / 21 - 22:03 )
الأرثوذكسية المصرية
شنو رأيك بيها جحا أفندي أو عادك بالبار يا بار بار؟


5 - افغانستان
بارباروسا آكيم ( 2021 / 8 / 21 - 23:11 )
نحن شعب لا يستحي
مطلع قصيدة للشاعر احمد النعيمي
و ليست لي
يا ابونا حمادة ولعة


6 - النظام المجرم السعودي وطالبان صباحو عسل
بلحه بلحاوي ( 2021 / 8 / 22 - 13:40 )
العجيب أن نظام العهر السعودي الظلامي الرجعي المجرم القابع في الرياض أسوأ ألف مرة مما يقوله الكاتب عن نية طالبان ومع هذا لم نسمع منه كلمة ولو عبارة تدين القمع والبطش واسطوانة تطبيق الشريعة على الضعفاء في مملكة المنشار ?

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت