الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتهت مسرحية محرم في العراق

صادق جبار حسين

2021 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل عام يعاد ذات السيناريو المأساوي في العراق ، في ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي ، حفيد النبيّ محمد ، في العاشر من محرم عام 61 هجري/ 680 ميلادي ، في كربلاء .
وكل عام ، تبدأ مراسم إحياء هذه الذكرى بالحداد على الحسين في مطلع شهر محرّم ، وتستمّر أربعين يوماً ، من خلال مسيرات ومجالس عزاء ومواكب ، ومهرجانات شعرية وتمثيلية ، تبلغ أوجها في العاشر من محرم .
حيث يتوافد في هذا اليوم مئات الالاف من العراقيين والأجانب الشيعة الى مدينة كربلاء سواءً سيرًا على الاقدام أو بوسائل النقل ، وهم يتردون السواد ، وعلامات الحزن على وجوههم ، و يمارسون طقوس مختلفةً تعبر عن حزنهم بمقتل أمامهم الذي يرمز إلى الحرية والطغيان على الظلم والفساد ، مرددين شعار ( هيهات منا الذلة ) .
لكن ماذا أستفاد العراق والشيعة على وجه الخصوص من هذه الذكرى التي ما إن تسأل شيعيًا عن رمزية الإمام الحسين عند الشيعة لقال بلا تردد الحرية والثورة على الظلم والفساد والتجبر وغيرها من الشعارات ، التي لن تجد لها صدى يذكر في الواقع العراقي والشيعي تحديدًا .
فالعراق يتصدر جميع القوائم من ناحية سوء الخدمات وانعدام الامن والاستقرار بلإضافة الى تبعيته المطلقة إلى ايران وسيطرتها على قراراته السياسية
فالعراقي من ذل وهوان إلى اسوء ، ولا يوجد أي بصيص أمل يلوح في الأفق يبشر بتغير هذا الواقع ، وعليه يثور السؤال ، ماذا تعلم الشيعة من ثورة الحسين ؟
فالعراق منذ سقوط بغداد والى يومنا ماذا جنى واستفاد منه العراقيين بصورة عامة والشيعة على وجه الخصوص من أحياء ذكرى هذه الثورة التي يدعي جميع السياسيين الشيعة إنهم يستلهمون منها العبر ويسيرون على نهجها الثوري التحريري ، لا شيء ، فذات ألأمور وذات الواقع المزري مازال قائمًا ، منذ تولي الشيعة السلطة في العراق عام 2003 وألى يومنا هذا .
فها هي قد أنتهت الفوره العاطفية وانتهت السكرة وعدنا الى ذات الواقع ، عدنا الى حيث انتهينا ، عدنا إلى الفقر ، الجهل ، التخلف ، المرض ، البطالة ، الظلم ، الفساد ، انعدام القانون ، فقدان الخدمات ، ازمة الكهرباء ، ازمة السكن ، وازمات إجتماعية لم تكن دارجه في المجتمع قبل التحرير من البعث ، وغيرها الكثير من ازمات ومشاكل مزمنة ومتعددة ، دون أن تغير فيها شيئًا أو تعالجها ذكرى ثورة الحسين ، و دون ان تغير شيئًا في سلوكيات وأخلاق من يعتبرون أنفسهم أتباع الحسين من شعب آو سياسيين ولتثبت الأيام من جديد ويثبت الشيعة بان الحسين وذكراه ما هي الا شعارات ( هيهات منا الذلة ) و ( كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء)
وما هي هذه الممارسات والطقوس العاشورية ألا ظاهرة صوتية مؤقتة ويعود بعدها الشيعة كما كانوا من قبل ينددون ويمتعضون دون أن يكون كلامهم واقعًا ويثوروا على واقعهم المزري .
ويبقى السؤال بدون جواب ؛
ماذا استفدنا من عاشوراء ؟
ما هي المحصَّلة التي خرجنا بها من هذه الذكرى ؟
هل تغيرت رؤانا وقناعاتنا ؟
أم مازالت كما هي من دون أن تكون قد تطورت نحو الأمام ؟
هل عالجنا مشاكل المجتمع وثرنا ضد الفساد والمفسدين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا استفدنا
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 22 - 20:24 )
مقالة جريئة وتنويرية في نفس الوقت ، وجواباً لسؤالك استاذ صادق (ماذا استفدنا من عاشوراء ؟) ، بالنسبة للشعب العراقي فكانت فرصة له ليبكى على حاله وظروفه المعيشية المزرية والأنشغال قليلا بالهريسة والقيمة لنسيان همومه ، اما بالنسبة للأحزاب السياسية الحاكمة فكانت فرصة لهم ايضا لإلهاء الناس عن تقصير الحكومة وعجز المسؤولين عن توفير سبل العيش للمواطن وبحجة الحزن على الحسين باكونا الحرامية وبهذا إنتهت مسرحية محرم ، تحياتي

اخر الافلام

.. البعد الآخر | اتصال نادر بين ترمب وبوتين.. وتحول فرنسي ضد ال


.. الفايننشال تايمز: رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك يتهم نتنيا




.. عالم دين أم مُنظّر سياسي.. إبراهيم عيسى يبحث عن أصول حسن الب


.. تقرير يتهم الإخوان المسلمين -بالتغلغل واختراق الدولة- في فر




.. لأول مرة.. كبار حاخامات إسرائيل يدعون لعدم اقتحام المسجد الأ