الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهاب التيارات الاسلامية يخدر العقول

محمد فُتوح

2021 / 8 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-------------------------------------------
قرأت فى إحدى المجلات العربية ، خبراً استوقفنى كثيراً ، وأفزعنى أيضاً . يقول الخبر أن إحصائية حديثة ، أوضحت أن المجتمعات العربية تنفق سنوياً ، خمسة مليار دولارا على السحر ، وأعمال الجن والشعوذة ، والعلاج بالخرافات ، والغيبيات ، وأحجبة ، ووصفات ما يطلقون على أنفسهم " أولياء الله " .. أو الشيوخ " ، المكشوف عنهم الحجاب " ، أو الذين أوتوا قدرات خاصة ، غير عادية ، لشفاء الأمراض ، وعلاج الأزمات التى يقف أمامها الطب عاجزاً.
أفزعنى الرقم ، خمسة مليار دولارا سنوياً ، على الدجل والسحر والشعوذة ، فى مجتمعات مازالت مشكلة الفقر تهدد مصير الملايين فيها ، وافتقاد الاحتياجات الإنسانية الأولية ، يمثل " انتهاكاً " لحقوق الإنسان الأساسية. وفى مجتمعات يكثر فيها الحديث ، عن محدودية الموارد ، وضرورة ترشيد الإنفاق سواء للأفراد أو للحكومات ، وضرورة التعجيل فى إجراءات للإصلاح السياسي والاجتماعى ، والثقافى ، ومحاربة الارهاب الدينى ، وأهمية انتشار العقلية العلمية ، مقابل العقلية الخرافية .
هذه كلها إجراءات إصلاحية ، لابد أن تبدأ فى رأيى ، بالعقل العربى . كيف تفكر الملايين فى المجتمعات العربية الإسلامية ، وحولها من تحديات محلية ، وإقليمية ، ودولية ، تزداد تشابكا ، وتعقيدا ؟؟.
من هنا ، أقول أن خمسة مليار دولارا ، تنفق سنوياً على السحر والدجل والشعوذة ، حقاً رقم مفزع . ولكن الذى يفزع أكثر ، هو دلالة هذا الرقم .
الخطر الحقيقى ، هو فى كشفه للعقلية العربية الاسلامية ، وفضحه لطريقة التفكير الموروثة ، وعدم رغبتها فى التغير .
لا أعتقد أن المجتمعات التى تنفق خمسة مليار دولارا سنوياً ، على السحر والدجل والشعوذة ، مؤهلة لأن تواجه التحديات وتنتصر عليها ، ولديها المقومات الفكرية ، للأخذ بمقومات الإصلاح السياسيى ، والاقتصادى ، والاجتماعى ، والثقافى ، والدينى ، والأخلاقى.
لست أريد الخوض فى تصور المشروعات التنموية البديلة ، والتى كان يمكن لها أن تعود بالنفع والفائدة ، باستخدام الخمسة مليار دولارأ سنوياً.
لكننى أريد التركيز ، على قضية مثارة مؤخرا ، وهى أن على مجتمعاتنا العربية الإسلامية ، واجب تصحيح صورة الإسلام " المغلوطة " ، و " المشوهة " ، عن جهل أو عن عمد . وتم الاتفاق على إرسال قوافل ، أو وفود من المؤسسات الدينية الرسمية ، على أعلى مستوى لتجوب وتلف العالم ، وتعطى المحاضرات والندوات ، عن وجه الإسلام الصحيح ، وتكذيب الإشاعات التى تحاك ضد المسلمين ، وإحباط المؤامرة التى تخطط للنيل من الإسلام ، ومن صورة المسلمين. وكذلك عقد المؤتمرات الإسلامية العالمية ، لفضح كيف يتعمد الغرب وحلفاؤه ، تشوية وتجريح صورة المسلمين ، ومحاولاته الدؤوبة لإظهارهم متخلفين.
أعتقد أن مجتمعات تنفق خمسة مليار دولارا سنوياً ، على السحر والدجل والشعوذة ، هى التى تشوه صورتها بتصرفاتها ، التى هى من افرازات نمط التفكير السائد ، وحصاد الثقافة السائدة .
المجتمعات التى تؤمن بالسحر والدجل والشعوذة ، فى علاج الأمراض ، وشفاء الأرواح ، والقدرات الخارقة للشيوخ ، ليست فى حاجة لمن يشوه صورتها ، ويخطط لها مؤامرة ، ويدبر لها الإشاعات . تصرفات مجتمعاتنا تتحدث عن نفسها ، وليس هناك
" دخان بدون نار " ، على رأى المثل الشعبى الشهير.
نحن نتآمر ضد أنفسنا ، ونشوه صورة أنفسنا بأنفسنا ، وفى الوقت نفسه ، نضع العيب على الغرب ، والفكر التآمرى الخارجى.
إن أى إصلاح مأمول ، مصيره التعثر والفشل ، أو التحقق بشكل سطحى مؤقت ، لا يلبث أن يمسح ويمحى ، إذا لم تتغير العقلية العربية الدينية ، ولتى كانت إحدى كوارثها ، إهدار خمسة مليار دولارا سنوياً ، على ترسيخ العقلية الخرافية ، وثقافة الغيبيات ، وتحكم الشيوخ الدجالين.
إن هذا الرقم المفزع ، لهو من حصاد الإعلام الدينى المسطح ، والسماح للخطاب الدينى للمتطرفين إسلامياً ، وترك الأرض ممهدة لاختراق التيارات الإسلامية ذات الوجه الدموى ، وفكر الجهاد المبنى على القتل والانتهازية ، وعنصرية عقيدة ليس لأحد الفضل فى اختيارها ، وعدم اليقظة الكاملة والمستمرة ، لهذه التيارات والجماعات الإسلامية ، بحيث انتشروا فى الجامعات ، والنقابات ، والجمعيات ، ووسائل الإعلام المختلفة ، والمصالح الحكومية ، والمدراس ، والمواصلات العامة ، والأنشطة الثقافية والرياضية ، وأيضاً اخترقوا عدداً من الموسسات الدينية الرسمية ، التى تأثرت بما يفتونه من فتاوى رجعية ، وتفسيرات تحرض على كراهية الآخر ، واتخاذ العنف طريقاً ، وترويج " الإسلام هو الحل " ، والتحريض على تكفير الناس.
إن الفكر الإرهابى التكفيرى الدموى ، الذى يرتدى عباءة الدين ، أحدث تغييباً وتخديراً " للعقل العربى " ، وهذا هو المطلوب لإتمام السيطرة والحكم .
إذا كنا ننفق نحن جنس العرب ، خمسة مليارا دولار سنوياً ، على الخزعبلات والخرافات ، وتأليه الدجالين ، ( وأعتقد أن هذا الرقم سيزداد ) فنحن بالتأكيد لسنا فى حاجة إلى مجرد إصلاح ، ولكن إلى إنقاذ عاجل ، وإسعاف سريع.
من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " عام 2002








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقه تاريخيه
على سالم ( 2021 / 8 / 25 - 02:10 )
كل انظمه الحكومات العربيه والاسلاميه تسلك نفس الطريق القذر , هذا مخطط له بعنايه ودراسه شديده وهو ان يجعلوا الشعب جاهل ومتخلف وغبى ولايفهم بسهوله ويؤمن بالميتافيزيقا والدجل والشعوذه والسحر وعذاب القبر والثعبان الاقرع , هذه النوعيه المتخلفه من الناس من السهل جدا التحكم فيهم وقهرهم واستعبادهم وتصديق اى اكاذيب يطلقها رجال الحكم الفاسدين الحراميه للشعب الجاهل المنتهك , رجال الحكم دائما وابدا يلجأوا الى رجال الدين الكذبه الفاسدين المرتشين من اجل تسويق حكمهم الاستبدادى الديكتاتورى الفاسد وان يعلن رجال الدين ان الرئيس او الملك او الامير هو ظل الله على الارض وهذا الخالق اراد للملك او الرئيس ان يحكمكم لانها اراده الله , او بمعنى ان اختيار الرئيس او الملك هو اختيار الله فى سماؤه ولامجال لكم ابدا ان تتحدوا اراده الله وحكمته

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با