الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الطورانية الشيوعية

آرا دمبكجيان

2021 / 8 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قرأتُ مقالاً لنائب في الدوما (البرلمان الروسي) موجَّهاً الى أقرانه من الروس يشرح لهم مجريات الأحداث في الجمهوريات السوفييتية السابقة في القفقاس...
في 1920 قرر لينين البدء في لعبة جيو-سياسية كبيرة بالأشتراك مع تركيا، و بالأحرى مع كمال اتاتورك. اتفق الأثنان على خلق دولة تركية متحدة تمتد من أسطنبول الى آسيا الوسطى تحكمها الأحزاب الشيوعية، فتأسس أول حزب شيوعي تركي في 1920 بقيادة مصطفى صوفي. و أول عمل ولد من رحم هذا التحالف في نيسان/أبريل 1920 كان مساعدة الكماليين لحلفائهم الروس البولشفيك في استثمار آبار نفط باكو، فغيَّر أتراك القفقاس أسمهم الى "آذربيجانيين" و تحولت دولة آذربيجان الى جمهورية سوفييتية.
وعت موسكو ما يجري على الساحة من هوى تركي تجاه باكو، فقدَّمت دعماً ضخما من الأموال و السلاح السوفييتيين. بين عامي 1920-1922 جهَّزت روسيا السوفييتية مصطفى كمال و الداعمين له بـ 10 ملايين باون استرليني مع 39 ألف بندقية و 327 رشاشاً و 147 ألف رصاصة و مدفعيتي هاون. في الوقت الذي ساعد الأخصائيون السوفييت على تأسيس مراكز للأنتاج العسكري، و طلب كمال من موسكو التوقيع على معاهدة كارس في 1921. و على ضوئها حصلت تركيا على أقليم كارس و ضواحيها من جمهورية أرمينيا التي كانت تابعة الى روسيا القيصرية منذ 1878، فزادت مساحة تركيا حوالي 30%، وخسرت أرمينيا منطقة جبل آرارت التي أهداها لينين الى تركيا.
كتبت جريدة "برافدا" التي كانت في حينها الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي السوفييتي: "أعطت روسيا السوفييتية بنفسها الى تركيا منطقة كارس و معظم اراضي أرمينيا، و لكن هذه الحالة مؤقتة، حيث ستمحو الثورة العالمية القادمة الحدود الدولية، و هذا شرف كبير لأرمينيا (السوفييتية) لأنها وضعت مصالحها على مذبح الثورة العالمية القادمة من أجل تحقيق وحدة أراضي روسيا الجديدة و شعوب الشرق."
و كان لهذا الوضع الجديد تبعات مستقبلية. و نتيجة لضغوط تركيا مع استعداد القيادة السوفييتية قدَّمت الأخيرة مقاطعتي ناخيجيفان الأرمنية و غاراباغ الجبلية (آرتساخ) لتصبحا منطقتي حكم ذاتي ضمن آذربيجان السوفييتية.
بعد تسليم المناطق الأرمنية ذات المساحات الواسعة الى تركيا، مع خيانة المصالح الأرمنية بمساعدة الحزب الشيوعي في أرمينيا السوفييتية، مع جهود ميكويان، كان البلاشفة و لينين يتوقعون من تركيا أن تصبح دولة اشتراكية برباط أخوي تربطها معهم.
و لكن لم تتحقق هذه التوقعات...أستمرت تركيا في مسيرتها نحو دولة قومية برجوازية، و اصبحت في أثناء الحرب العالمية الثانية دولة "محايدة" لم تنتمِ الى أيٍّ من المعسكرين المتقاتلين و لكنها حالفت ألمانيا الهتلرية...عدوة البلاشفة و السوفييت. في الوقت نفسه حسَّت ألمانيا و عرفت ان الأتراك قد نحوا بأنفسهم بعيداً عن الحكومة السوفييتية. حاول ستالين ان يُنهي العمل باتفاقية الصداقة و الأخوة التركية-السوفييتية الموقعة في 19 آذار/مارس 1945، فأعطت تركيا للسوفييت حق المرور الحر للقوات السوفييتية عبر أراضيها. فأبلغ ستالين عن طريق وزير الخارجية المدمن على السُكر، فياجيسلاف مولوتوف، القيادة التركية في حزيران/يونيو 1945 أنه يرغب ان تكون هناك قيادة مشتركة بين الدولتين لمضائق البحر الأسود مع وجود قاعدة بحرية في الدردنيل، و اجراء التعديلات على الحدود المنصوصة في معاهدتي موسكو و كارس و إرجاع منطقة كارس و جميع الأراضي قرب يريفان و باطوم التي كانت تحت حكم روسيا القيصرية السابقة منذ 1878. أعاد ستالين و كرر هذه المطالب ثانية في مؤتمر بوتسدام.
لم تَخَفْ تركيا من المطالب السوفييتية لأن الدول الغربية لم تكن تسمح باجراء تحصينات جيو-سياسية على الحدود او في المضائق، فرقدت المطالب السوفييتية في رقاد ال Status Quo و الى اليوم.
و مرَّت السنون تباعاً و بدأت إعادة هيكلة الدولة السوفييتية مع تبعاتها المستقبلية.
بعد انحلال الأتحاد السوفييتي و انسحاب آذربيجان منه، قدَّمَ سكان آرتساخ (غاراباغ الجبلية) الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي و الى كورباجيف شخصياً، مطالبهم في حق تقرير المصير و الأنسحاب من سلطة آذربيجان. و بدأت المذابح ضد الأرمن في باكو و سومكاييت Sumgait Pogroms (ابحث في الأنترنيت عن هذا الموضوع).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح