الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك نيه لتجديدالخطاب الديني؟

حمزه حمزه

2021 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الطبقه الحاكمه في المجتمعات العربيه أي البرجوازيه العربيه التابعه التي تعمل كوسيط بين السوق المحلي وبين الرأسمال العالمي، هي المستفيده بشكل أساسي من وجود الخطاب التقليدي الديني العفوي، أي أن مصالحها تتداخل مع إستمرار هذا الخطاب في الشارع أن يكون حاكم له،للوعي الجمعي في توصيف أو رصد الظواهر وصيرورة الواقع وحركة المجتمع

فقد نشأت هذه الطبقه متداخله في علاقة تبعية مع الإمبريالية هذا منع تلك الطبقه من أن تخلق قطاع رأسمالي كامل، فأنتجت قطاع مشوة أو مصاب بالشيخوخه فقد ولد هذا القطاع الرأسمالي ناقص وغير مكتمل، أي لم يكن هناك رابط بين الإنتاج السلعي الجاهز وبين قاعدة تكنولوجية متطوره هذا جعل حتى الصناعات أو القطاعات التي نمت -بجانب الريع- في فترات تاريخية نسبيه هي قطاعات شائخه بحكم ميلادها بخصائص إحتكاريه وفي أثناء تداخلها مع الإمبريالية التي تعيد تقسيم العمل بين الدول وفق قانون عمل إمبريالي.

تم ميلاد هذه الطبقه فهي لم تخلق في خضم صراع طبقي أي لم تولد في إطار ما تم وصفه بأنه " ميلاد جديد" كما تم وصف الثوره الفرنسيه فهي لم تنمو إقتصادياً وتشكلت في رحم الإقطاع ومهد لها السياق الموضوعي أن تخلق خطابها التنويري أو الليبرالي كما حدث مع مثيلتها في المراكز فتخوض صراع مرير مع الخطاب الإقطاعي بشكله الرجعي والديني التابع للكنيسه وإنما نتيجة ميلادها في غياب ربط بين الموضوعي والذاتي، مع مسئولية العامل الخارجي التوسع الإمبريالي الذي أغار على عملية نموها التراكمي الجنيني.

عجزت عن أن تنتج قوئ انتاجها الماديه فعجزت عن إنتاج قوئ انتاجها الفكريه أي تخلق تصورات علمية تحل محل تصورات الدينيه وتبني عليها فهما للواقع، فقد نشأ العلم في تناقض مع الخطاب التقليدي الإقطاعي في الواقع الاوروبي وخاصة أنه نشأ كحافز لتطوير قوئ الانتاج الثوريه الرأسماليه أنذاك، ومع ثورة إصلاح دينية تحي الفرد بصفة حر مستقل عن الكنيسه أي حرية رأسمال التجاري الصاعد. فقد أبقت لضعف تطور وغياب نموها الكامل على الخطابات التقليديه الدينيه بشكلها الذي يأبد السلطه وعجزت عن انتاج خطابها البديل، وفي أثناء تطورها النسبي في فترات التحرر الوطني وما أسمتها بأنها نهضه- لاحظ التسميه فهي توحي بقيام شئ من مركده، من موته وليس ميلاده من جديد كما مثيلتها في الثوره الفرنسيه- فالنهضه مشروع إنتاج الفكر الاوروبي في سياق تماثل فالبعض منهم تصور بأن الفكر يمكن أن يكون كما رأس المال قابل للتصدير يكفي تمثله وإستحضاره وسيتقوم ويصير ،ولا عجب فالفكر يتماثل بذاته في هذا المنطق و نظراً لخوفها وإرتعادها من الطبقات الشعبيه وعدم إنجازها مهام التصنيع الذاتي الكافي فقد منعت بحكم حدود ديمقراطيتها الطبقات الشعبيه من المشاركه في التحرر فلا تنمو سياسياً ولا فكرياً.
هكذا استمر الفكر التقليدي مستمر فوقت أن تمثلة الطبقه ذاتياً لم يتوفر الشرط الموضوعي لتأبيده أي تحوله من خطاب نسبي الى مطلق، ووقت أن خلقت الشروط الموضوعيه النسبيه مع حركة التصنيع والتمصير في غياب راسمال الاجنبي بعد الحرب العالميه التانيه قد أبقت على الديكتاتوريه وغياب حرية الفكر إرتعاداً وخوفاً من نمو الخطاب الشعبي؛ أن يفتح الوعي الفكري الحر الذي ينشط فيه القضاء على هذا الخطاب التقليدي ويحل محله رؤية علميه جديده المجال لممارسة شعبيه سياسيه

فرأت الطبقه أن تستثمر في هذا الخطاب التقليدي وخصوصاً بعد أن فشلت محاولة التصنيع النسبي الذي تبعه استقلال نسبي، فبدأت في دعمه من خلال الدوله وتحفيز السبل الدعائيه والإعلاميه أمامه لينتج خطاباً يتناقض مع فهم الواقع، يتناقض من الرؤية العلميه أي يتناقض مع الثوره!
وهذا الخطاب يأبد الواقع أي يأبد وجود اقتصادي وسياسي طبقي وبالتالي فهو في خدمة البرجوازية العربيه
ويبدو أن الخطاب التقليدي الذي يكرس الواقع ليس بصفة واقع مستقل له قوانينه المسئوله عن إنتاجه واعادة انتاجه وإنما كواقع مفعول به وإرجاع ذلك هو لوجود مفارق أي لسلطه السماء أو للروح أو لفكره في روؤس البشر، فليس الفقر مثلاً ظاهره موضوعية يتوقف تجاوزها على تجاوز الشروط الموضوعيه أي الندره مثلاً التي قامت بنفيها الوفره في ظل التطور الانتاجي الرأسمالي وإنما هي ظاهرة قدريه وهنا نلحظ كيف أن ذلك الفكر يأبد الواقع بنفيه كواقع أصلاً! أي كيف تقوم تلك الأفكار على غياب رصد للعقل في الموضوع وفي التاريخ، وكيف أن هذا ينتج عنه غياب الإرادة الفاعله في التاريخ أي عركلة عمل الفعل الشعبي من خلق وسائل تنظيمه لإن ما هو ينتج من خارج ينفك به فلاحظ معي كيف يلعب هذا الفكر بإلغاءة فهم الواقع شروط تجاوزه التنظيميه الذاتيه ما يجعل السلطه متساهله معه

وعندما ينعكس هذا الخطاب على السلطه فإنه يرى الحاكم لا يسير إلا بما هو مقدر مسبقاً أي أنه ينفي عنه الإرادة بحكم تلوث هذا الفكر بجبرية الفعل البشري، فينفي عن الحاكم المسئوليه وكل هذا وياتي الخطاب اذاً في رصد ممارساته على أنها ممارسة مقدرة بفعل قدري أي ليست ممارسات نابعه من ممارسات طبقيه وقوانين موضوعيه للحد أن احد الروؤساءفي احدى الدول العربيه لا ينفك
في كل مناسبه من تذكير الشعب بأنه مفوض عن الله وأنه جاء بإرادة خارجه عن الفاعلية الذاته
وكل هذا وينفي هذا الخطاب أي محاولة للفهم العلمي بدعوئ أنها مخالفة للأصاله الشرقيه بشقها الديني فلا نعلم كيف نفهم الواقع؟! إلا بما يرتأه هذا الخطاب مناسب للفهم وهو في النهايه الفقه أي تعاطي بعض البشر مع واقع بحدود معرفيه ضيقه فليس بجديد في الفقه فجديدة قديمه.
واخيراً فإنه يغيب الواقع أي يغيب العلم وأدوات فهمه فيغيب التاريخ ويغيب العقل الموضوعي! كل هذا ويجد الخطاب في الفكر التقليدي الديني أهميه في تعطيل حركة النمو الإجتماعي.
واذا نادئ هذا الخطاب بالتجديد فإنه يتحفظ على التجديد فيما يخص تطلع بعض المنتمين لهذا الفكر سياسياً أو من اتخذ منه فكره للتطلع للسلطه؛ أي منافسة النطام القائم في إطار انتاج الريع. فهو يدعوه لإعادة صياغة مفاهيمه ولا يسمح لغيره في أن يراجعهم فربما في ذلك مراجعة لسلطة الفكرية وفي هذا تفكيك لها وتهديد لوجوده!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah