الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلهة بريجيد

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 8 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تعتبر بريجيد (العروس) إلهة محبوبة عند السلتين في اسكتلندا، وهي رمز التوازن بين العالم الخارجي والداخلي للإنسان، هذا التوزان هو مفتاح السعادة والراحة الأبدية، وتعرف ببريجيد، بريجيت، بريدجيت... ولها أسماء عديدة عندهم، وهي ترتبط عندهم بالمجد والتعالي والتسامي والحكمة والشعر والشفاء والحماية والحدادة والحيوانات الأليفة، وترمز للنيران الثلاثة للحدادة "النار المادية"، والشفاء "نار الحياة الداخلية"، والشعر "نار الروح". بالتوازن مع هذا، فهي ترمز لينابيع الشفاء. الماشية مقدسة بالنسبة لها، واللون الأخضر هو لونها، ومن بين أسباب حب الناس لها اختراعها للجعة !.
يحتفل بعيد سنوي لها في الأول من فبراير يسمى "إمبولك Imbolc"، وهو اليوم الأول من الربيع في التقليد الإيرلندي، وهو يتزامن مع عيد "الشموع المسحية"، وهي من تتنبأ بطقس الربيع القادم، والتي يشاهد بقاياها في يوم جرذ الأرض الحديث، وهي ابنة دِغدا Dagda وزوجة بريس Bres، وقد عد نحيبها لمقتل ابنها ردادان Rúadán عيدا للنحيب والعويل. يقال إن إلهة الشتاء المحببة كَيْليش Cailleach تسجين بريجيد (العروس) في جبل كل شتاء؛ ويتم إطلاق سراحها في الأول من فبراير، وهو تقليديا أول أيام الربيع أجزاء من الجزر البريطانية.
نتج عن دخول المسيحية إلى شمال بريطانيا وغربها أن تحولت الالهة بريجيد إلى قديسة، وسميت عند الأيرلنديين باسم "مريم الغيلية"، نسبة لمريم العذراء والدة المسيح، وعرفت بالقابلة أي "راعية الولادة"، وهي الأنثى الوحيدة من ثلاث قديسين يرعون إيرلندا، إلى جانب القديس باتريك وسانت كولومسيل. احتفظت راهباتها التسعة عشر (وهو رقم شمسي) بشعلة أبدية مشتعلة في ديرها في سانت كيلدير.
ولها ترنيمة مشهورة تقول فيها: أنا الدائرة من تسعة عشر حجرا، أنا الملكة، أنا النار في الشتاء، أنا ثعبان من الحفرة، أنا ديك يصيح عند الفجر، أنا شرارة مشتعلة، أنا ربيع الإرادة، أنا العذراء باللون الأخضر، أنا بقرة ولدت حديثا، أنا القابلة والأم، أنا الحليب في فم الطفل، أنا النار تحت القِدر، أنا صورة الشمس في بِركة، أنا الماء والكأس، أنا البرونز المصقول، أنا يدي هاربر، أنا الضفدع المختبئ في المجاري، طيات عباءتي تشكل التلال الخضراء، ناري الساطعة لا تخمد، ونوري لا ينطفأ.
يرى بعض الباحثين أن الالهة بريجيد هي تحوير لإلهة الفجر الهندوسية أوشاش Ushas، وهي أسطوريا حفيدة عشتار إيزيس وإينانا ومثرا وأفروديت وحنة واستر ... أي مجموع الإلهات الأنثوية الأولى التي عُبدت وقدست في مناطق حضارية كبرى.
النسخة الانجليزية.

http://www.thaliatook.com/AMGG/bride.php








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة